مواجهة مخططات الغرب
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
إن الناظر بعين البصيرة إلى ثورة الشام ليرى بوضوح مدى حقد الكافر المستعمر وكيف أنه يحوك المؤامرات ويرسم المخططات ويعقد المؤتمرات ليجهض الثورة أو يحرفها عن مسارها. فإننا نرى كيف أن الأخضر الإبراهيمي قام بجولة في الشرق الأوسط ومن قبله كيري كل ذلك تحضيرا لمؤتمر الخيانة في جنيف2.
وهذا معلوم للقاصي والداني، لكن الذي أردت لفت النظر إليه هو ماذا نقدم نحن لمواجهة هذه المخططات؟... وماذا عسانا نفعل لدرء خطرهم على ثورتنا؟... وهل يمكن أن نواجه هذه المشاريع أم أننا ما زلنا ضعفاء؟... وهل يجوز الاستسلام لهم بحجة وقف إراقة الدماء والرضا بما يملونه علينا؟...
نعم إخوتي، لا بد أن نعلم أن الغرب الكافر يعمل ليل نهار لتحقيق مصالحه وللإجهاز على المسلمين ولإفشال مشروعهم؛ فبعد أن خطف ثورات الربيع العربي في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وهو يحاول خطف ثورة الشام؛ فشكل المجلس الوطني ومن بعده الائتلاف وأخيرا حكومة انتقالية برئاسة أحمد طعمة التي ما زالت تلعب في الوقت الضائع وتريد الإمساك بالثورة مدعية رعاية شؤون الناس وتحقيق مصالحهم رغم أنها تعتمد كليًّا على الدعم الغربي المشبوه، ورغم أن أهل الشام يرفضون كل من يتشدق بالديمقراطية والعلمانية إلا أنها مصرة أن تكون في صف الخائنين لله ولرسوله وللمؤمنين. وبعد هذا كله كلل الغرب مؤامراته بمؤتمر جنيف2 الذي سيجمع بين المتشابهين ويجمع بين المتآمرين على الثورة، هذا المؤتمر الذي من المقرر أن يفضي إلى تشكيل حكومة مشتركة بين النظام المجرم والمعارضة الخارجية العلمانية.
كل هذا يقوم به الغرب وهو لا يمل ولا يكل لأجل الحفاظ على مصالحه وتحقيق أهدافه، فماذا نحن فاعلون؟
إن الواجب علينا أن نلتزم أحكام الله سبحانه وتعالى ونلجأ إليه وحده، وأن لا نطلب العون إلا منه، وأن لا نداهن أعداء الله ولا نواليهم قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾، فالواجب علينا أن ننبذ الغرب وعملاءه، وأن لا نقبل منهم دعما ولا سلاحا ولا مالا؛ لأن ذلك موالاةٌ لهم ومداهنة، فالحذر الحذر أيها الثائرون في الشام فإن العدو يتربص بكم، فكونوا على حذر واستمسكوا بأمر الله واعتصموا بحبله ولا تتركوا للغرب الكافر مدخلا لكم لا مباشرة ولا عبر حكام الضرار من السعودية وقطر وغيرها، هؤلاء الحكام العملاء الشركاء في الحرب على الإسلام والمسلمين، هم العدو فاحذروهم ولا تخضعوا لقراراتهم لا في العلن ولا في الخفاء، فإن الأمة لن تعطي قيادتها إلا لمؤمن صادق مخلص شجاع لا يخشى في الله لومة لائم.
ولنعلم أن في الأمة مرجفين يخشون الغرب الكافر ولا يثقون بقدرات الأمة ولا يوقنون بوعد الله، هؤلاء حالهم كما قال الله فيهم ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ﴾، فإياكم أن تُخدعوا بعباراتهم المحبطة والاستسلامية وقولوا لهم كما قال الله لهم ﴿فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾ [المائدة : 52]، فإننا بحق واثقون بوعد الله قادرون على إسقاط هذه المؤتمرات والمخططات وقادرون أن نقف أمام هذا الوحش المتهالك، وذلك عندما نتذكر أننا أمة فتحت بلاد فارس والروم وخرت الجبابرة ساجدة أمام جيوش المسلمين، نحن قادرون أن نغير العالم أجمع وننشر الهدى للبشرية قاطبة عندما نعلم أننا خير أمة أخرجت للناس، وعندما ندرك قضيتنا المصيرية في الحياة ألا وهي إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. نعم نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أمة لا تعرف الهوان، أمة لا تعرف الاستسلام، أمة لم تذق طعم الذل إلا عندما تخلت عن تطبيق شرع الله. هكذا يجب أن تكون هِمَمُنا، وبهذه الهمم نعلو وننهض بأمتنا ونقيم عزًّا لطالما اشتاقت الأمة أن تحياه، إنه عز الإسلام والحكم بالقرآن.
أما ما يتنطع به البعض أن القبول بالحلول الغربية ليس استسلاما إنما وقف لسيل دماء المسلمين، أقول لهم هل سالت هذه الدماء لأجل استسلامكم وخضوعكم؟... هل نترك التضحية في سبيل الله لأجل خنوعكم لقرارات الغرب الكافر؟ اعلموا أن إقامة الخلافة الراشدة تستحق أن نضحي لأجلها بكل ما نملك؛ لأن فيها عزنا وفيها خلاصنا بل خلاص البشرية، بل إن الله فرض علينا أن نضحي بأنفسنا وأموالنا في سبيل إعلاء كلمة الله ورفع رايته وتحكيم شريعته، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾. فهذا العقد عقده المؤمنون مع ربهم وخاصة أهل الشام فإنهم نذروا أنفسهم وأموالهم في سبيل الله، فليخسأ المرجفون واليائسون الخانعون، وليكمّوا أفواههم عن كلمات الجبن والخنوع، فإن الأمة لم تعد تقبل أمثالكم، فإما أن تعودوا لرشدكم وتقفوا مع الأمة الثابتة صفا واحدا، وإما فاعلموا أن الأمة لفظتكم ولن تعطي قيادتها إلا للرائد الذي لا يكذب أهله.
فيا أهلنا في الشام، اثبتوا واصبروا فإن النصر قريب وإن الله معكم ولن يتركم أعمالكم.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منير ناصر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا