الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

العاصفة الثلجية أزالت ورقة التوت

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بدأت العاصفة الثلجية بالانحسار عن حوض الشرق الأوسط وبدأت تتكشف معها المعاناة التي زادت بفعل الحرمان والتقصير العربي والدولي.


عند أولى زخات المطر تكسرت البيوت الزجاجية لهؤلاء الحكام الرويبضات ليظهر عوارهم وليتكشف سوء رعايتهم، ولنحاسبهم عن الأموال المنهوبة التي ينفقونها بل ويهبونها لأسيادهم كعربون وفاء وطاعة لهم، وأطفال المسلمين ينامون جياعاً ويموتون من شدة البرد.


فهذا الحاكم يؤثر البذخ على احتفالات غربية لا تسمن ولا تغني من جوع، يؤثره على إنفاقها كما أمر الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم على الفقراء والمحتاجين؛ فينفق ملايين الدولارات لا لشيء سوى ليكسر الرقم القياسي العالمي الذي حققه في العام المنصرم باستمرار عروض الألعاب النارية أكثر من ست دقائق!! هذه الملايين التي أنفقت ليس لتدفئة المحتاجين ولا لإطعام الجوعى من المهجرين والمشردين، بل قد تم إنفاقها لشراء أكثر من 4،7 طناً من المفرقعات، ولم يقتصر البذخ في دبي فقط بل في دول الخليج كافة؛ دول الذهب الأسود.


وذاك الطاغية الذي يشارك جيشه السوري الباسل في قتل الأبرياء بحجة الإرهاب، يشاركهم بأعياد غربية الصنع، فأين مشاركته لأطفال سوريا الذين لم يموتوا بفعل قصفه الهمجي بل من شدة البرد القارس بعد أن شرّدهم وهجّرهم في طول البلاد وعرضها. حتى عبارات الشجب والاستنكار التي عودونا على سماعها عند كل مصاب يصيب المسلمين وغير المسلمين، لم نسمعها، وكأن الذين ماتوا لم يكونوا يوماً ضمن رعاياه؛ ذلك أنه لم يعرف يوماً معنى الرعاية الحقة، كيف لا وهو عميل ابن عميل نصبتهما أمريكا على رقاب أهل سوريا للبطش بهم والنيل منهم.


حكام من جلدتنا ولكنهم ناهبون لثرواتنا غاضو الطرف عن آلامنا ومصابنا الجلل. حكام لا يعرفون للرعاية معنى سوى مصلحتهم وتحقيق ملذاتهم وأوامر أسيادهم من دول الكفر الغربية.


عند أولى حالات الوفاة التي بلغت 5 حالات ومن بينهم 3 أطفال والتي وقعت في مخيمات اللاجئين بان عجز تلك المنظمات الإنسانية والحقوقية. سنوات طوال من تأسيسها لا لشيء سوى لإحصاء أعداد الموتى والجوعى في العالم العربي والإسلامي!! فعند نهاية كل مصاب أو كارثة أو حرب إبادة تطلع علينا تلك المنظمات بأرقام مهولة وكأنها تريد إخبارنا بإتمام عملها على أكمل وجه. بل وتزيد على إحصائياتها وصفاً إنشائياً وإخبارياً بأن تقول أن أوضاع اللاجئين المعيشية والحياتية وصلت حداً كارثياً بسبب توقف أكثر الجمعيات الإنسانية عن مد يد العون لهم. مع العلم أن معظم تلك الجمعيات هي منظمات غربية طالها الفساد والاتجار بملف المهجرين.. ولا يسعنا هذا المقال لتفصيلات هذا الملف...


إن فشل تلك المنظمات جاء على لسان المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس إذ قال "من غير المعقول أن نشهد كارثة إنسانية بهذا الحجم أمام أعيننا من دون إحراز أي تقدم ملموس لوقف سفك الدماء." وأضاف: "ينبغي عدم ادخار أي جهد لتحقيق السلام. وينبغي أيضاً عدم ادخار أي جهد للتخفيف من حدة معاناة المواطنين الأبرياء المحاصرين في الصراع والمجبرين على مغادرة منازلهم ومجتمعاتهم ووظائفهم ومدارسهم."


في ظل غياب أي تقدم ملموس نحو إيجاد حل ناجع لهذه المشكلة والتي لا أفق قريباً لحلها يتبادر إلى أذهاننا سؤال مُلحّ: ما هو الحل إذاً وكيف السبيل إليه؟؟


لمعرفة الحل وللإجابة على هذا السؤال يجب علينا بصفتنا مسلمين؛ أولاً: أن نتدارس المشكلة والمسبِّبات التي أدت إليها. لقد أصبح معلوماً عند الجميع وبعد هذا السرد البسيط أن هكذا حكام رويبضات بهكذا أنظمة ذات دساتير وضعية هي أس المشكلة التي اصطنعتها تلك الحدود الوطنية التي قسمت البلاد الإسلامية وشرذمت الأمة إلى شعوب عدة، كل شعب بما لديه فرح من أعلام وبرلمانات ومؤسسات مدنية!


ثانياً: وكما علمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن نرجع بكل مشاكلنا إلى ديننا وشرعنا لأنه نظام كامل وشامل إذ لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وأوجد لها حلا لقوله تعالى ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا﴾. ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله وسنتي».


وعند الرجوع بهذه المشكلة إلى أحكام ديننا نجد أن المسلمين لن يصلح حالهم إلاّ إذا عادوا تلك الأمة العظيمة الخيّرة بإيمانها بالله عز وجل وبأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر؛ لقوله تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ﴾ ولقوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتكُمْ أُمَّة وَاحِدَة وَأَنَا رَبّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾.


فإلى العمل مع المخلصين ندعوكم لإعادة وحدة الأمة في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة ليعود العز والمجد للإسلام والأمن والأمان للمسلمين أينما حلّوا. لقوله تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾.

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم عبد الله

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع