الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
في ذكرى مجزرة أنديجان رسالة إلى أهل أوزبيكستان

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

في ذكرى مجزرة أنديجان رسالة إلى أهل أوزبيكستان

 

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


إلى أهلنا الأطهار الأبرار في أوزبيكستان.. إلى شباب وشابات حزب التحرير وحملة الدعوة الأتقياء الأنقياء..


إلى إخوة وأخوات ربطتنا بهم الأخوة في الدين وهي وثاق عرى إيماننا وتصديق اتباع ديننا..


إلى من رسموا بدمائهم الزكية وصبرهم طريق العزة والإباء وأبوا أن يرسم لهم أهل الأخدود طرق الخزي والعار..


أيها الأحبة في الله،


لقد نفذ القياصرة والبلاشفة وهذا النظام القزم سياسة عزلتكم عن العالم الإسلامي وأبعدتكم عن أمتكم وحرّمت عليكم الانتماء للإسلام وأهله. أبعدكم النظام عن المسلمين ولم يسمح لكم إلا بالتواصل عبر مباريات كرة القدم وتصفيات المسابقات الرياضية ليرضى البعض برفع أعلام ملونة ويفرحوا بكرة تتدحرج أمامهم متناسين أنهم ينتسبون لخير أمة وأنهم من سلالة فريدة وأحفاد أهل عزم وحزم وهمم عالية، طمحوا لأن يسودوا الكرة الأرضية لا الفوز بمباراة كرة قدم! همش النظام دوركم في العالم وحصركم في دائرة من الفشل والفساد، كيف لا والعائلة الحاكمة في أوزبيكستان ورب بيتها موغلون في الفساد ويتراشق أفرادها اتهامات السحر والشعوذة والاستبداد وتبديد ثروات البلاد ونهب أموال الشركات الأجنبية. نسأل الله أن يضرب الظالمين بالظالمين ويخرجكم من بينهم سالمين معافين وأن يحفظ عليكم دينكم.


لطالما عانيتم من أنظمة تطمس هويتكم الإسلامية وتضع سدا منيعا بين أهل الإسلام والثقافة الإسلامية. أنتم رمز للصمود بعد تكالب قوى الشر وبعد الحرب الشرسة التي أعلنها البلاشفة على رموز الإسلام في مارجيلان وبخارى وسمرقند وغيرها من المدن الإسلامية وأرغموا أهلها على إعلان الإلحاد بل وحكم بالقتل على كل من يحتفظ بأي نص مكتوب باللغة العربية.. حاربوكم وحاربوا ذويكم وتم تهجيرهم بتهمة أنهم ضد الاتحاد السوفيتي.. خابوا وخسروا، فها أنتم تكملون الجولة التالية من هذا النضال الملحمي وترفضون الاحتكام لغير شرع الله.


لم يثنكم بطشُ أعداء الدين، بل كنتم حماة للدين تحفظونه في قلوبكم وترعى كل أم نبتة الإيمان في قلوب أبنائها بينما يخاف كل أب يوم الوعيد ويضع نصب عينيه قول الرحمن الرحيم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾.


وبينما يرفع البعض أسماء الشعوب عاليا بالميداليات والمسابقات، اخترتم أنتم في وادي فرغانة أن يُرفع ذكر الله فرفع الله ذكركم وأصبحتم مثالاً يحتذى به في الصبر والثبات على الحق، وجدّدتم ذكرى الصحابة الأطهار وواجهتم أصحاب الأخدود بقوة إيمانكم وحبل بين الله وبينكم. ظهرتم نساءً ورجالاً بمواقف أعادت إلى الأذهان مقولة بلال الحبشي رضي الله عنه "أحد أحد فرد صمد" فألهبتم أهل التوحيد في أصقاع الأرض. وبالرغم من بعد المسافات وطول الأسوار بتنا وكأننا نسمعكم من ها هنا وأنتم تكبّرون وتهلّلون وتذكرون الله كثيرا وتحمدونه على نعمة الإسلام.. نسمعكم أينما علا التكبير وأنتم تقولون "لا إله إلا الله كريموف يا عدو الله".


فلتشهد أيها التاريخ أن في وادي فرغانة جباهاً لا تسجد إلا لله ووجوهَ أخواتٍ عفيفات يرهبهن جهابذة الطغيان لا لشيء إلا لأنهن وعين قول الله.. نعم فلتشهد أيها التاريخ أن أهل العزم في آسيا الوسطى طيبون ولا يليق بهم إلا كل طيب وستلفظ أرض الإسلام كل خبيث بإذن الله.


نصبر ونعلم أن النصر من عند الله ولكننا بشر ضعاف وتكاد قلوبنا تنتفض كلّما رأينا صور التعذيب وسمعنا عن قصص الدهاليز السرية التي خصصت للفتك بحملة الدعوة، ويغلي الدم في عروقنا عندما نسمع عن تجاوزات الجبناء وتكالبهم على المستضعفين، ولكن نثبّت أنفسنا بقول "ربح البيع أيها السادة.. ربح البيع بإذن الله".


تعجز الكلمات عن وصف أو نقل أشكال التعذيب والتنكيل التي تتعرضون لها منذ ربع قرن من الزمان من قبل هذا الذي يسمي نفسه "إسلام" وهو يحقد على الإسلام وحقده ليس له حدود. نقرأ ونتألم لما ورد في تقارير منظمات حقوق الإنسان ومرافعات المحامين والأدلة وشهادات الشهود عن وسائل التعذيب البشعة التي لا يفكر فيها إلا أصحاب النفوس الدنيئة الذين تجرّدوا من إنسانيتهم وباعوا أرواحهم لإبليس.


ولكن سبحان الله، تمرّ هذه الشهادات وتمرّ معها في المخيّلة تلك الصّور التي تلت مذبحة أنديجان حين هرع النّاس للصّلاة وووضعوا تكلانهم على الواحد القهّار.

بدت الوجوه في الصّور حزينة مكلومة ولكنها مطمئنة متيقّنة من أنّ للكون ربّاً يدبّر أمره وأنّ طول الطريق وشدّته دليل على أنّنا نسير في الدّرب الصّحيح نراجع منهاجنا مرّة ومرّات فتترسخ عندنا المفاهيم، ونصّر على المضي بخطاً راسخات ونحن على يقين من نصر الله ونثبّت أفئدتنا بسيرة سيد المرسلين وقصص الأنبياء وحياة الغرّ الميامين رضوان الله عليهم أجمعين.


إخوتي وأحبتي في الله طبتم أحياءً وأمواتا.


﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ * وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هدى محمد - أم يحيى

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع