الأربعاء، 23 صَفر 1446هـ| 2024/08/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
رئيس الأركان الأمريكي: "لا مكان للسنة في العراق، وندعم الأكراد بالسلاح والتدريب"

بسم الله الرحمن الرحيم

 

رئيس الأركان الأمريكي: "لا مكان للسنة في العراق، وندعم الأكراد بالسلاح والتدريب"

 

 

في جلسة مناقشة تعيين رئيس أركان الجيش الأمريكي الجديد جوزيف دنفورد في 2015/07/30 أمام الكونغرس أفصح عن المخطط الجديد لتقسيم العراق حيث ذكر:


1- يمكن تقسيم العراق لدولتين واحدة للشيعة وأخرى للأكراد ولا أتصور وجود دولة للسنة بل لا أراهم.


2- بدأنا بالفعل تسليح الأكراد وتدريبهم وهم أقوى قوة برية في العراق وسوريا.


لقد أفصحت التصريحات التي أدلى بها الجنرال جوزيف دان فورد رئيس الأركان الأمريكي الجديد أمام الكونغرس الأمريكي حينما قال (أن لا مكان للسنة في العراق)، الرؤية الأمريكية تجاه العراق عموما، (وسنته) خصوصا، وهي رؤية مزدوجة، لأن العقل الأمريكي السياسي ينظر إلى العراق، بوصفه العمق الاستراتيجي له في الشرق الأوسط، عبر كل الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ولهذا كان استهدافه يمثل أولى الخيارات في التغيير، بالرغم من أن العراق لم يكن من خانة محور الشر في المنطقة، الآن اتضحت الرؤية كثيرا بعد الغزو الوحشي الغادر على العراق وتدميره وإخراجه من خانة التوازن الدولي والإقليمي، وأصبح العراق في المنظور الأمريكي (سنة وشيعة وأكراداً)، بعد أن كان لديهم قبل الاحتلال (عراق صدام حسين)، منذ بدء الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003م أخذت الإدارة الأمريكية على عاتقها تقسيم العراق على أسس طائفية وقومية ومنذ اللحظات الأولى التي تشكل فيها مجلس الحكم الانتقالي برئاسة بول بريمر في 13 تموز/يوليو 2003م، والذي ضم في عضويته 13 من المكون الشيعي مقابل خمسة من المكون السني وخمسة من المكون الكردي، وحتى تنفذ ذلك المشروع الخبيث جاءت بحفنة من المرتزقة ممن حكموا العراق وكانت رائحة الطائفية تفوح من كل أقوالهم وأفعالهم وكان العراق الذي يتمتع بثروة نفطية هائلة، أشبه بفريسة تتقاسمها الذئاب، وظهر ذلك جلياً حينما استغلت واشنطن إيران ذات الوجه الطائفي القبيح لتكمل تلك اللعبة بتعزيز النفوذ الشيعي في مراكز الحكم، ثم توالت بعد ذلك الانتخابات التي لم تكن الإدارة الأمريكية بعيدة عن نتائجها، إذ تلاعبت بها لترسيخ مفهوم الأغلبية الشيعية والأقلية السنية؛ لتظهر للعالم أن الأكثرية يؤيدون المشروع الأمريكي، وأن الرافضين لذلك المشروع هم قلة المتمثلين بالسنة الذين كانوا على الدوام رافضين للمشاريع الأمريكية في العراق، حتى إن جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي ذكر عقب ظهور نتائج انتخابات 2010 "إن إيران أنفقت 100 مليون دولار للتأثير على نتائج الانتخابات"، لقد نتج عن سياسة المحاصصة التي رعتها الإدارة الأمريكية في تأسيس العراق الجديد كما تصفه، سيطرة الميليشيات الشيعية على مراكز القوة في الدولة، مثل: وزارة الداخلية، والدفاع، والنفط، وغيرها من الوزارات، حيث تم دمج ميليشيات شيعية مثل بدر وجيش المهدي، وكذلك البشمركة، في قطاعات الجيش المختلفة، فضلاً عن ممارسات القتل والخطف والتهجير والاعتقال التي طالت المكون السني وكل ذلك هدفه إقصاؤهم من العملية السياسية وتشييع العاصمة بغداد من خلال عملية يقودها إبراهيم الجعفري.

وبعد أن تم تبني مشروع الصحوات من خلال عناصر سابقين في الجيش، أخذ نوري المالكي يضم 17 ألف مسلح للجيش ليكونوا تحت إدارته المباشرة وغير خاضعين لوزارة الدفاع، وقام بإرسال المقربين منه على رأس الوفود التي تبرم عقود التسليح ليتمكن من تشكيل قوة خاصة به، وغضت الإدارة الأمريكية الطرف عن هذه القوة التي أصبحت أداة فاعلة في المدن العراقية لتنفيذ مخططاته.


إن نظام التصنيف والتقسيم الطائفي تم رسمه وفرضه بتفاهم أمريكي- إيراني، وطبقهُ حفنة من المرتزقة من الذين جاءوا على ظهر الدبابة الأمريكية وباتت القوى الشيعية تعتقد أنها كانت تخضع لهيمنة السنّة، وبدلاً من أن تأخذ ببديل ديمقراطي تعددي وتداول سلمي للسلطة كما كانوا يصرحون به عند دخولهم للعراق، اختارت ما يرقى إلى نوع من الثأر من الماضي، كما تراه هي على الأقل، وهو أن دورها جاء لتستأثر بالحكم على حساب القوى السنية، إلا أنها لا تستطيع تحقيق ذلك من دون دعم إيران ومشروعها الذي تناغم مع المشروع الأمريكي.


إن تصريح رئيس الأركان الأمريكي الجديد، يبعث إشارة واضحة لسنة العراق بأنكم لا تمثلون الشعب العراقي وليست لكم أهمية أو نفوذ على الأرض لا سياسي ولا عسكري ولا إقليمي، لهذا فلا أهمية لكم تذكر في السياسة الأمريكية، وأن إقصاءكم عن المشهد السياسي ضرورة أمريكية، لتنفيذ مشاريعنا في العراق والمنطقة دون الحاجة لكم، وفيه رسالة بأنكم بِتُّمْ جزءاً من مشروع تنظيم الدولة في العراق وأصبحتم حواضن لهُ، وأن شيعة العراق وأكراده ونقصد السياسيين ومن في العملية السياسية والأحزاب الحاكمة هم من ينفذ مشاريعنا ويحمي مصالحنا في العراق والمنطقة، هذا هو المعنى من إقصاء سنة العراق وعداء أمريكا لهم عبر التاريخ، وفيه رسالة أيضاً لدول الخليج بأننا من يتحكم بالعراق وليس غيرنا ويقصد إيران، وبالتالي نحن من يقرر خريطة المنطقة يا دول الخليج، وعليكم تنفيذ أوامرنا بدقة، وإلا فالعراق نموذج لكم ولغيركم، وأيضا يقصد بهذا إيران، ويريد أن يفصح للكونغرس أن إدارة أوباما قادرة على تنفيذ مشروعها في الشرق الأوسط، وأن نفوذها يفوق النفوذ الإيراني في العراق والمنطقة وإيران هي أداة بيدنا وجندي من جنودنا وهي إشارة طمأنة للكونغرس لتمرير موافقته على التوقيع على البرنامج النووي الإيراني، بمعنى تصريح للتسويق الإعلامي.


إن هذا التصريح قد حقق مكسبين لأهلنا في العراق، فهو قد فضح السياسة والرؤية الأمريكية لكل العراقيين سنة وشيعة وأكراداً وتركمان ونصارى، من أنها تنظر لهم على أنهم بيادق بيدها تتحكم بهم متى شاءت، والثاني هو أن أهلنا في العراق بكل أطيافهم رفضوا هذا التصريح واستهجنوه، لأنهم يدركون أن سنة العراق هم الجزء المكمل لهم تاريخا وحضارة وروحا وتراثا، ولا يمكن الاستغناء عنهم وتهميشهم وإقصاؤهم، وقد أثبتت الحكومات التي أنتجها الاحتلال الأمريكي صحة هذا الكلام، وما يجري على الأرض وظهور تنظيم الدولة إلا نتيجة طبيعية لهذا الإقصاء والتهميش والعزل عن مصادر القرار السياسي، وقد اعترفت إدارة أوباما بذلك.


يا أهلنا في العراق: لقد سُفكت دماؤكم ونُهبت ثرواتكم، ودمرت بيوتكم، بل مساجدكم، وأصبحتم دولة هشة فاشلة لا ترد يد لامس... أفليس منكم رجل رشيد يتدبر ما حدث ويحدث؟ ألا ترون أن أمريكا وأحلافها والعملاء والأتباع... الكل ينفخ في الفتنة، فتتزاحم ثم تنساب إلى مشروع طائفي مقيت أقاليم تسودها الأحقاد والثارات وتتنازعها الأهواء والمصالح لا يجمعها جامع إلا شعرة معاوية أو دونها بكثير...! أليس الأمر هكذا؟ ألا تتساءلون كيف حمت أمريكا إقليم كردستان؟ وكيف زرع بريمر في دستوره بذور المحاصصة الطائفية والمذهبية؟ ألا تتساءلون كيف أوجدت أمريكا في الحكم الحالي طواغيت ينفخون في الفتنة المذهبية دون حياء ولا خجل؟ ألا تتساءلون كيف ترقب أمريكا الأوضاع وتغذيها ليتباعد الأكراد عن العرب، ويتباعد السنة عن الشيعة؟ ألا تتساءلون كيف تجتمع أمريكا مع بريطانيا، والعملاء والأتباع، والجميع يسيرون في اتجاه النفخ في هذه الفتنة، هذا مع العلم بأن مصالح أمريكا وبريطانيا تختلف لكنها تجتمع على تمزيق بلاد المسلمين؟!


لقد جمعكم الإسلام قروناً، وأظلتكم رايته رَدَحاً من الزمن، فكنتم أقوياء أعزاء، تتقاسمون الخير معاً، وتحاربون الشر معاً... بلدكم أرض البطولات، أرض القادسية، بلد هارون الرشيد والمعتصم، بلد صلاح الدين، بلد الفاتحين السابقين واللاحقين إن شاء الله. واعلموا أن العراق الواحد قوي بأهله، والعراق الممزق ضعيف بمزقه... ولئن ظن الأكراد أن وجود إقليم كردستان أو دولة كردستان ستوجد لهم عزاً فهو لن يتجاوز المدى القصير ولكنه مقتل لهم بعد حين... ولئن ظن السنة أن وجود إقليم لهم في شمال العراق وغربه سيوجد لهم عيشاً هانئاً فهو لن يتجاوز فترة ليست ذات شأن، ثم يكون عليهم من بعدُ شقاء وضنكا... ولئن ظن الشيعة أن وجود إقليم لهم في الجنوب سيوجد لهم قوةً فيها جبروت فهو لن يكون إلا لقليلِ وقتٍ، ثم تعود الأمور ضعفاً وذلة.


إن هذا الأمر يا أهل الرافدين لا يصلح إلا بما صلح به أوله: حكم بما أنزل الله، وجهاد في سبيل الله... اعتصام بحبل الله وقطع الصلة بأعداء الله... نبذ الطائفية والعصبية «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ» أخرجه البخاري... اتركوا المسميات الطائفية والمذهبية، وأطفئوا نار الفتنة ووجهوا سهامكم إلى أعدائكم وأولهم رأس الأفعى أمريكا ومشاريعها في العراق خصوصا والمنطقة عموماً وتمسكوا بالاسم الذي سمانا الله به، ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ﴾، فعودوا إليه وأقيموا دولته، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فبها تعزّون، وبها تخاطبون السحاب من جديد، وبها تعودون عباد الله إخوانا... ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير


علي البدري - العراق

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع