الثلاثاء، 22 صَفر 1446هـ| 2024/08/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أمريكا... الرجل المريض إلى أين...؟! (2)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

 

 

أمريكا... الرجل المريض إلى أين...؟! (2)

 

 

 

مقدمة:


أمريكا دولة تحمل المبدأ الرأسمالي وتنشره عالميا، وتستخدم صنم الديمقراطية والحريات الزائفة لتوهم الناس أنها حامية حقوق الإنسان في العالم، ومع مرور السنين انكشفت الحقيقة للقاصي والداني، بل وانقلب السحر على الساحر، فالأمريكي مكروه ومهدد بالموت حيثما حل أو ارتحل وخصوصًا في بلاد المسلمين، لا لسبب عنصري أو عرقي بل لشدة ما عانت شعوب العالم من أمريكا وجنودها وشركاتها، سواءٌ أكان ذلك تقتيلاً أو نهبًا للثروات مستغلين سطوتهم وقوتهم الاستعمارية العسكرية وعملاءهم من الحكام، وعليه فكل متابع للدولار والتجارة الدولية يعلم كذبة الدولار الأخضر، وأنه بلا قيمة اقتصادية حقيقية ولا غطاء ذهبي يحميه، وأن تداوله ما هو إلا سرقة مقننة عالميًا لجهود شعوب العالم، وعليه أصبح شراء السلع من خارج أمريكا أفضل وأرخص من تصنيعها بداخلها، وهذا أحد أسباب انهيار الصناعة وازدياد العاطلين عن العمل، وهذا بحد ذاته مرض عضال (سرطان) قاتل ببطء.


العنصرية والواقع الاجتماعي:


تتألف أمريكا من إحدى وخمسين ولاية، وكل ولاية لها قوانينها الخاصة بها داخليًا، وتتبع المركز في السياسة الخارجية وما يخص ذلك، وعليه هناك ولايات غنية وأخرى فقيرة وتعاني من ضعف اقتصادي، ناهيك عن العنصرية المتفشية فيها بشكل عام، وخصوصًا بين ذوي الجنس الأبيض البشرة، وذوي الجنس الأسود البشرة، وللعلم فإن أمريكا لم تتخلص من تلك التفرقة العنصرية وبشكل شكلي ومقنن إلا قبل قرابة الستين عامًا، فقد كان يمنع سود البشرة من دخول مطاعم البيض لدرجة أن بعض المطاعم تكتب وبشكل صلف عبارة: "يمنع دخول الكلاب والسود"، وكذلك يمنع الإنسان أسود البشرة من الركوب في المواصلات العامة (الباص والقطار) بجانب الإنسان أبيض البشرة أو من الجلوس على المقاعد الأمامية، ولهذا نجد أن الإحصائيات في قتل السود أخذت تزداد وكان أشهرها حرائق ومظاهرات لوس أنجلوس، حيث تم قتل أسود من قبل شرطي بدون أي مبرر، ونضع نموذجًا إحصائيًا ورابطًا على محرك البحث للعلم:

https://soundcloud.com/htliveradio/ikumh2ygl4wt


- 1143 قتيلا أمريكيا على يد الشرطة الأمريكية في 2014م.


- كل 17 دقيقة يُقتل أمريكيٌ بالسلاح.


- من كل ألف أمريكي يوجد تسعة في السجون.


- 100 ألف أمريكي يتعرضون للضرب بالرصاص سنويًا.


- 289 شخصًا في المعدل يتعرضون لإطلاق النار يوميًا.


- 89 شخصًا ممن يتعرضون للرصاص يموتون يوميًا.


- 53 شخصًا ينتحرون يوميًا.


- وفي العام 2013م قضى 1029 أمريكياً على يد الشرطة الأمريكية في عام 2013م، والغالبية الساحقة منهم فقراء أو ذوو بشرة سوداء، أو مختلون عقليا (30% تقريبا من المختلين).


هذا أنموذج لإحصائيات على محركات البحث في بلاد حقوق الإنسان والتقدم والثقافة المصطنعة والتفكك الاجتماعي والحياة المادية لدرجة حيوانية، حيث لا يعرف البشر سوى الدولار، وكم يساوي ذاك العمل من الدولارات، وحيث تحكم المبدأ الرأسمالي في حياة الناس سواء بأمريكا ومن ثم في العالم أجمع المقلد للعم سام الأمريكي الرأسمالي، فمن الذي يُقتَل..؟، إما أسود البشرة أو معاق نفسيًا، فلا قيمة للإنسان ذات الإنسان. فهذا الواقع العنصري والوضع الاقتصادي والبطالة عن العمل قطعًا وحتمًا ستؤدي إلى ما هو أسوأ من أحداث لوس أنجلوس ومظاهرات "# احتلوا وول ستريت" والتي تم الهتاف بها وبلهجة ولكنة عربية: " # الشعب _ يريد _ إسقاط _ النظام".


أمريكا بين الأمس واليوم:


إن الناظر إلى واقع أمريكا بين الأمس واليوم يجد الفارق كبيرًا والبَون شاسعًا، فحيث كانت ترسم المخططات وسياستها الدولية تنفذ بدقة وتتحرك بتحرك السيد المطاع وخصوصًا في فترة الحرب الباردة من القرن الماضي، وكانت تُحترَم وتتدخل في كل القضايا العالمية وتساعد ولو شكليًا كثيرًا من دول العالم، وما إن شارف القرن الماضي على الانتهاء وانهار الاتحاد السوفياتي، حتى بانت غطرستها، وكشرت عن أنيابها وخصوصًا بسياسة المحافظين الجدد الذين استعدَوا العالم، وخاضوا الحرب تلو الأخرى، وتسلم مدراء الشركات النفطية والرأسمالية كثيرًا من مراكز حكم الإدارة الأمريكية، سواء عائلة بوش النفطية، أو أمثال وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس، ومع بداية الألفية الثانية واجهوا بداية الأزمات المالية والتي بدأت بشركات تكنولوجيا المعلومات ووادي السيلكون الشهيرة وإفلاسها وإغلاقها، وفي عام 2008م ظهرت فقاعة الرهن العقاري التي أدخلت أمريكا والعالم في أزمة مالية عالمية ما زالت تعاني منها لهذا اليوم، ومن ثم تفاجأت أمريكا والعالم كله بثورات الربيع العربي والتي أدخلت أمريكا بسياسات ممكن تسميتها: "سياسة رد الفعل" أي السياسة غير الممنهجة والمدروسة مسبقًا، فظهر تخبط أمريكا سواء على الصعيد الداخلي الأمريكي اقتصاديا، أو على الصعيد الخارجي سياسيًا، وبرز ذلك في قضايا كثيرة كان من أهمها داخليًا قضية التأمين الصحي أي "أوباما - كير" وقضية "رفع سقف الدين" لسد العجز الأمريكي والذي بات يتكرر سنويًا مع نهاية السنة المالية والموازنة الجديدة، أما خارجيًا فلا يحتاج الإنسان لتتبع المشهد في الثورة الشامية وقرارات أوباما وخطوطه الحمراء واستعمال الغازات الكيماوية، وما يسمى بأسلحة الدمار الشامل وغيرها، وفشل المبعوثين الأمميين الواحد تلو الآخر، ومؤتمرات جنيف ذات الرعاية الأمريكية، وغرف العمليات في تركيا والأردن، والفشل في إيجاد البديل وتدريب فصائل المعارضة، وعليه فالسياسة الأمريكية تترنح وهي آيلة للسقوط، ولكن لا يوجد من يهز عصا سليمان لتسقط، ويرتاح العالم منها ومن شرها ويتم طمرها والمبدأ الرأسمالي العفن الذي تحمله وقد أشقى العالم واستعبده.


الخاتمة ونهاية أمريكا:


من دراسة واقع الدول؛ فإن الدولة الكبرى صاحبة المبدأ المهيمن عالميًا لا تنهار إلا إذا وجد البديل المتمثل بدولة ذات مبدأ عالمي، وإذا قمنا بتتبع المبادئ الموجودة في العالم اليوم والأحداث الجارية بتجرد، فإننا نجد الآتي:


1. لقد سقطت الاشتراكية، وعفا عليها الزمن وأصبحت دولها رأسمالية أكثر من الدول الرأسمالية ذاتها.


2. المبدأ الرأسمالي الذي يسود كل دول العالم تقريبا اليوم بان عواره وفساده منذ أواسط القرن الماضي، ولكن منظريه استطاعوا ترقيعه وإبقاءه مسيطرًا عالميا بقوة الجندي وصرامة القانون الأممي، وأدواته مثل: صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمية.


3. لما دخل العالم الألفية الثالثة، وظهرت الأزمة المالية الأمريكية العالمية، ولم يستطع العالم بأسره منذ عام 2008م إلى عام 2015م أي إلى تاريخ كتابة هذه السطور الخروج أو إيجاد حلول ولو ترقيعية، فإننا نرى العالم يتخبط بكل دوله: صغيرها وكبيرها، غنيها وفقيرها، وكان آخر الهزات قبل أيام، أعني بذلك قضية الديون اليونانية التي أقلقت العالم لهشاشة المبدأ الرأسمالي، الذي يتحكم عالميا بدول العالم.


4. وعليه لا بد من ظهور المبدأ الأصيل الذي تم التآمر على تنحيته منذ قرن تقريبًا، ألا وهو الإسلام بنظامه الذي ساس شؤون العالم قرابة 1300 عام، ونعمت البشرية بعدالة ورحمة المبدأ الإسلامي، فلا حروب عالمية ولا تقتيل للبشر، ولا أسلحة دمار شامل، ولا استعباد، ولا استعمار للإنسان باسم حقوق الإنسان، ولا نهب لثروات البشر، ولا استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، ولا إرهاب ولا إكراه في الدين، بل رحمة وعدل ورعاية للبشر كافرهم ومسلمهم، فإلى ذلك ندعو المسلمين خاصة، والناس عامة؛ لينعموا بظل رحمة الإسلام وعدالته وقوانينه الربانية، ندعو المؤمنين إلى التمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها... ندعو المسلمين إلى استعادة دولة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة ورحمتها ورعايتها. قال تعالى: ﴿لَا إِكْرَ‌اهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّ‌شْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ‌ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْ‌وَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد حجازات - الأردن

 

 

p1 part3

 

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع