الأربعاء، 23 صَفر 1446هـ| 2024/08/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
إلى متى تستمر أمريكا في محاربة الإسلام والمسلمين؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

إلى متى تستمر أمريكا في محاربة الإسلام والمسلمين؟

 

 


يتكرر على ألسنة زعماء الغرب، ومفكريه، الذين لن يتغيَّروا في تعاملهم مع المسلمين، ذِكر الإسلام والخلافة. فعقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، بل وقبلها، بعد سقوط المبدأ الاشتراكي، بدا من أفواه الساسة الغربيين النطق بالخلافة، بعد أن كان محرما عليهم ذكرها سنين، وصار لسان حالهم ومقالهم لا يخلو من ذكرها في سرّائهم وضرّائهم، وفي علاقاتهم الحالية والمستقبلية بالعالم الإسلامي، فبدأ رؤساء أمريكا بالتصريح بمحاربة الإسلام تحت مسمى الإرهاب والتطرف، خشية استيلاء المسلمين على بلد، ثم يقودون الشعوب الإسلامية الأخرى للإطاحة بكافة الحكومات المعتدلة في المنطقة، وكان بوش يخشى (إقامة إمبراطورية إسلامية متطرفة تمتد من إسبانيا إلى إندونيسيا).


وعلى ذات المنوال يحذر ساسة بريطانيا من عودة الخلافة، من مثل توني بلير ووزير داخليته آنذاك تشارلز كلارك، ورئيس الوزراء الحالي الذين يعلنون أنه: (لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات حول إعادة دولة الخلافة، ولا مجال للنقاش حول تطبيق الشريعة الإسلامية).


وها هو الرئيس الأمريكي الأسبق (ريتشارد نيكسون)، يقول في مقطع من كلامه في إحدى مقالاته القديمة "ليس أمامنا بالنسبة للمسلمين إلاَّ أحد حلَّين: الأول: قتلهم والقضاء عليهم. والثاني: تذويبهم في المجتمعات الأخرى المدنيَّة العلمانيَّة".


هذا هو واقعهم قديماً وحديثاً، نعم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر، يقول المولى عز وجل: ﴿إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُون﴾.


ومن الطبيعي من كانت هذه حاله، أن يقوم بوضع استراتيجيات محكمة، لمحاربة الإسلام، مستعيناً بتقارير مراكز الدراسات وبعض المفكرين. يرسمون الخطط الماكرة، والأساليب والوسائل لتنفيذ مخططاتهم الخبيثة، فكان خطاب أوباما للعالم الإسلامي في إندونيسيا وتركيا والقاهرة، وكان خطاب القاهرة هو الأبرز، فخطاب القاهرة الطويل يعتبر هو الأساس لاستراتيجية أمريكا تجاه العالم الإسلامي، إذ هي استراتيجية اختارت الدبلوماسية العامة والمشاركة، ومما تعنيه المشاركة بلسان حاله: "أن لا نواجه الإسلام وحدنا، بل أن نجعل حكوماتهم وقوانينهم تحاربه، وكذلك القوانين العالمية تحاربهم، وأن يحاربوا هم أنفسهم أيضاً، من خلال توجهاتهم الفكرية المختلفة، وأن يسعوا هم في تنفيذ أهدافنا عبر المشاركة السياسية. ومن ذلك مثلاً إنشاء توجهات إسلامية أقرب إلى الفكر الغربي تحت مسميات الاعتدال والتطور والحداثة والتجديد".


إن خوف الغرب من الإسلام ليس بالأمر الجديد، فهو قديم قدم الصراع بين الإسلام والكفر، وقد تركز هذا العداء منذ الحروب الصليبية، إلى أن تسلمت أمريكا قيادة العالم الغربي في حروبه ضد الإسلام والمسلمين، تحت مسميات مختلفة من مثل التطرف والإرهاب وما شاكل ذلك، فبدأ أوباما منذ وصوله الحكم يمد حباله لأصدقائه لهذه الحرب، ففي ستراسبورغ (فرنسا) قال (إن على أوروبا ألا تتوقع من الولايات المتحدة تحمل عبء خوض المعركة ضد الإرهاب لوحدها). وفي خطابه حول الاستراتيجية الأمريكية تحدث باراك أوباما عن استراتيجية شاملة ومستدامة لمحاربة الإرهاب.


ويمكن تلمس أبرز الخطوط العامة للاستراتيجية الأمريكية الجديدة تجاه العالم الإسلامي:


1 - فرض القيم الأمريكية على العالم بحيث تصبح القيم والقوانين وأنماط الحياة الأمريكية أسلوبًا للعالم كله.. إن الذي يزعج أمريكا هو رفض المسلمين لقيمها.. فهي تسوّق قيمها لتعطي انطباعًا لرعاياها في الداخل أنها الأقوى والأفضل.. وتعطي رسائل للخارج أنها الأجدر بالزعامة.. تماماً مثل فرعون من قبل، قال تعالى: ﴿وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ﴾، فانصاع القوم له وأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين.


نعم انخرط الحكام وأدواتهم في تنفيذ ما تريد أن تفعله أمريكا بالإسلام والمسلمين.


2- تمويل أئمة وعلماء مسلمين معتدلين، يعارضون الأصولية الإسلامية والإرهاب، ويؤيدون الحرية الدينية.. ولدينا تصريح واضح "لبولا دوبريانسكي" وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشئون العالمية قالت فيه: "يجب أن نفكر خارج الإطار التقليدي ونوظف وسائل خلاقة للنهوض بالحرية الدينية، وهنا أفكر في تمويل علماء مسلمين، أو أئمة، أو أصوات أخرى للمسلمين".. ويشرح مسئول بوازرة الخارجية الأمريكية هذه المسألة فيقول: "إننا نريد ضم مزيد من علماء المسلمين إلى برامج التبادل الثقافي والأكاديمي التي تمولها أمريكا... والهدف هو دعم أصوات التسامح في الدول الأخرى"


إن الولايات المتّحدة تريد تغيير المنطقة وتذويب المسلمين في القيم الرأسمالية، فهي تعلم أن القوى الإسلامية هي المسيطرة على الشارع، وبالتالي لا يمكن القيام بأي تغيير يحظى بالمصداقيّة والاستمرارية إلاّ إذا تمّ الحصول على ختم الإسلاميين عليه من أجل شرعنته، وبناءً على ذلك فأمريكا تحاول استغلال من تدعوهم "بالمعتدلين" من أجل تمرير مخطّطاتها.


ومن هذا المنطلق فقد طرحت الإدارة الأمريكية منذ مدّة ليست ببعيدة موضوع الحوار مع الإسلاميين على طاولة البحث والتمحيص وتناولت العديد من مراكز الدراسات والفكر الأمريكية هذا الموضوع، وتم فتح قنوات اتّصال مباشرة وغير مباشرة مع شرائح من المسلمين. التي هي في حقيقتها مصائد ومكائد تجرُّهم نحو تنازلات عن أحكام الإسلام لصالح أفكار وقوانين غربية من أجل التذويب. وما الدعم الأمريكي لجمعيات ومؤسسات محلية في كافة بلاد المسلمين كالمساعدات التي تقدمها وكالة يو أس إيد USAID عنا ببعيد.


والكتاب الأمريكي (العالم الإسلامي بعد 11سبتمبر) يوضح بجلاء أهمية التركيز على الطرق الصوفية فى المرحلة القادمة، حيث جاء في بعض أوراقه: "الطرق الصوفية تشكل غالبية المسلمين اليوم وهم محافظون على معتقداتهم الإسلامية وتقاليدهم المحلية، غير متشددين، يعظمون قبور القديسين ويؤدون عندها الصلوات، يؤمنون بالأرواح والمعجزات ويستخدمون التعاويذ، ومجموعة الاعتقادات هذه أزالت تماما التعصب والشدة الوهابية وأصبح الكثير من التقليديين يشابهون الصوفية في السمات والاعتقادات، لا يرون تضارباً بين معتقداتهم الدينية وولائهم لدولهم العلمانية وقوانينها".


وفي هذا الاتجاه نشط سفراء أمريكا في العالم الإسلامي، وبدأ القائم بالأعمال الأمريكي في الخرطوم يتقرب إلى الطرق الصوفية، حيث زار منطقة (أم ضواً بان) ليحمل تحيات رئيسه "باراك أوباما" للطلاب الذين يدرسون القرآن بالمسيد، وبعد "أم ضواً بان" كانت الطريقة البرهانية بمنطقة السجانة المحطة الثانية لـ"ستافورد" الذي زار مشايخها كذلك، وأيضاً زار مسيد الصايم ديمة بأمبدة. وفي 12/02/2015 أنهى زيارة كان قد قام بها إلى منطقة "أبو حراز" وبحسب ما تم نشره بجريدة "الصحافة" أنه قام بافتتاح مكتبتين أهدتهما السفارة الأمريكية لمدرستي الشيخ "يوسف أبو شرا" القرآنية بأبي "حراز" غرب، ومدرسة الشيخ "عبد الرحيم" بأبي "حراز" شرق، وقال: إن زيارته تأتي في الإطار الاجتماعي والإنساني للقاء قادة الطرق الصوفية، وأكد أن بلاده تحترم الإسلام ورجالات الدين الإسلامي، واهتمامه يأتي من منطلق أن الصوفية ساهمت في نشر الإسلام، ولم يخف نيته في لقاء كل أهل الدين بصورة عامة. وفي يوم الأحد 3 آذار/مارس 2012 كان موعد الزيارة التي قام بها القائم بالأعمال الأمريكي إلى ضاحية (الكباشي) شمال بحري للقاء مجموعة من الطرق الصوفية، ولم ينسَ ستانفورد أن يحدث مستقبليه بأن زيارته للطرق الصوفية ما هي إلا احترام أمريكا للدين الإسلامى وكافة الأديان السماوية.


وفي زيارة أخرى لولاية نهر النيل قال ستافورد خلال مخاطبته حشداً من مشايخ الطرق الصوفية وخلاوي "المجاذيب" في الدامر عاصمة ولاية نهر النيل، شمال البلاد: «إن بلاده تقوم بأبحاث عن الطرق الصوفية». وأضاف: «نعلم أن مريديها وأحبابها يحبون من القلب إلى القلب وغير متملقين كالأحزاب السياسية». وقد أوردت صحف الخرطوم زيارة القائم بالأعمال الأمريكي (جوزيف ستافورد) لولاية سنار.


وفي مصر كشف زعيم الطرق الصوفية النقاب عن التقارب الأمريكي مع الصوفية، والحضور المتكرر للسفير الأمريكي لاحتفالاتهم، وحواره مع زعماء الطرق الصوفية، وما يدور داخل كواليس هذه اللقاءات. وعن علاقته بالسفير الأمريكي قال الشيخ حسن الشناوي لـ"العربية.نت" "أنا لم أسع للسفير الأمريكي بأي طريقة وهو الذي طلب مقابلتي، فهل أرفضه؟.. وافقت وحددت له موعدا، وأبلغت مباحث أمن الدولة في مصر فحضر منها مسؤول في صورة شخص عادي وسجل كل ما دار باللقاء". وقال: "إن هدف اللقاءات هو معرفة مدى عمق الطرق الصوفية داخل المجتمع المصري، وعددهم، ومدى تأثير الفكر الصوفي على المصريين، ولقد زارني في مدينة طنطا مرتين منها مرة أثناء احتفال الطرق الصوفية بمولد السيد أحمد البدوي، وقد حضر السفير الأمريكي برفقة زوجته وابنته وخطيبها، وتفقد بعض المشروعات التي تم إنشاؤها بالمدينة". (حوار مع موقع العربية نت بتاريخ 26/4/2007م).


ولم تقتصر زيارات السفير الأمريكي على الطرق الصوفية بل زار جماعة أنصار السنة بالسجانة في 29/04/2013 وقدم هدية عبارة عن كتابين عن أوضاع المسلمين في أمريكا، كما قدم زعيم الجماعة هدية للسفير عبارة عن مصحف ومجلة الاستجابة لسان حالهم، وعددا من مطبوعات الجماعة، وطالبت الجماعة حكومة الولايات المتحدة بلعب دور إيجابي بالعالم والسودان على وجه الخصوص.


3- فرض صياغة للمناهج الدينية الإسلامية، والمطالبة بمراقبة الطلاب والمعاهد لتخرج طلابًا على المقاس الأمريكي الجديد.. وعلينا تذكر أن أمريكا مولت باكستان بـ 100 مليون دولار لإعادة هيكلة مدارسها الدينية، وطالبت السعودية بإغلاق المعاهد الدينية فيها وتعديل مناهجها.. وطالبت اليمن بإغلاق هذه المدارس وترحيل طلابها، وفرض شروطٍ مذلة لبناء المساجد في مصر ومحاصرتها وتعديل الخطاب الديني وفق الصيغة الأمريكية.


4- الحداثة الغربية هي البضاعة التي تريد أمريكا فرضها على العالم الإسلامي؛ والتي تتمثل في الديمقراطية السياسية والليبرالية الاقتصادية، والتسامح الفكري، ومنه المفهوم الأمريكي..


لكن يبدو أن أمريكا لمست منه أن هذه الاستراتيجية التي تبناها أوباما لن تعطي ثمارها المرجوة. وبتعبير آخر كأن لسان حال أمريكا يقول إننا قد تعاملنا مع المسلمين بإعطائهم بعض حرية وبعض رفعٍ للضغوط الاقتصادية والسياسية عنهم، وشجعنا فيهم الإسلام المعتدل والقريب من العلمانية، الذي يقول بالديمقراطية وبالحريات، فإذا بهم يزدادون عداءً للديمقراطية وتوجهاً نحو الإسلام السياسي والخلافة، يبدو أن الإسلام لا علاج له بالحسنى، ولا بد من استئصاله.


لقد جربت أمريكا خيارات كثيرة لمحاربة الإسلام، ﴿وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ كلها فشلت، وبعد اندلاع هذه الثورات وظهور تطلع المسلمين للإسلام والخلافة على منهاج النبوة بديلاً عن النظم القائمة، وبخاصة في سوريا، يبدو أنها أصابها الرعب مرة أخرى من هذه التحولات. فهي تحولات باتجاه النظام الإسلامي الخلافة. لذلك يبدو أن أمريكا أجرت تعديلات على هذه الاستراتيجية الأوبامية، واختارت سياسة القوة العسكرية والجيوش والقتل والتدمير، ولكن بتنقيح هذه السياسة والاستفادة مما تسميه المشاركة أو الشركاء إلى أقصى حد ممكن، لذلك تراها تحشد القوى السياسية في السودان وتطاردهم باسم الحوار الوطني داخل السودان وخارجه.


وكذلك تعمل على الدوام لجعل المسلمين يقتتلون، ويَسفكون دماءهم ويدمرون بلادهم ويُشقون أنفسهم، وتحرقهم وتغرقهم، وتشعل بينهم كافة أنواع الحرائق، الطائفية والمذهبية والعرقية والجاهلية إلى أن ييأسوا ويسقطوا جميعاً صرعى أمامها أو مستسلمين على أعتابها.


بتعبير آخر سيستمر تبني خارطة الطريق التي جاءت في تقرير "بناء شبكات إسلامية معتدلة" وسيستمرون في إيجاد شبكات ومنظمات وعملاء، وسيستمرون بإظهار الاحترام الكاذب للإسلام ولن يكونوا استفزازيين كبوش، وفي الوقت نفسه سيضربون بقوة أكبر إذا لزم الأمر، ولن يثنيهم تبني أسلوب جلد الخرف عن إظهار مخالبهم، ولكنهم يفضلون استعمال شركائهم أو عملائهم في هذا الأمر، فيخفون جرائمهم ويلصقونها بشركائهم إلا عند الحاجة.
وفي الختام: إلى متى تستمر أمريكا في محاربة الإسلام والمسلمين؟


إن الحرب الأمريكية هذه تبدو كما لو كانت الحرب الفاصلة بيننا وبينهم.. لذا فحوادثها إن شاء الله فاصلة، وفارقة، قال تعالى: ﴿لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾.


فيجب أن يُدرك المسلمون، أن الولاء للإسلام أولاً وأخيراً، بعد أن تبين فساد أفكار القومية والوطنية والقبيلة والعشيرة والروابط الفرعية الأخرى المنتشرة بين المسلمين، وبعد أن تبين عوارها وخطورتها، وأنها لم تنهض بهذه الأمة، رغم نعيق الناعقين بها قروناً من الزمان، أورثتنا التخلف والاقتتال، وطفق الأعداء يشمتون بنا، ففي مقالته المشهورة التي نشرت في عدد نيوزويك السنوي في كانون الأول/ديسمبر 2011م بعنوان: «عصر حروب المسلمين»، ذكر صامويل هنتنغتون رؤيته التي نشرها في كتابه صراع الحضارات، يقول: «إن المسلمين يحاربون بعضهم بعضاً، كما يحاربون غير المسلمين، وذلك بمعدل أكثر بكثير مما تقوم به شعوب الحضارات الأخرى». أليست هذه شماتة!؟


يجب أن يعلم المسلمون أن مواجهة مخططات الشر هذه، إنما نواجه المعتمدة منها في إداراتهم، والتي هي قيد التنفيذ، وظاهرة آثارها ومعالمها في بلاد المسلمين. أما طريقة مواجهتها فمعروفة وواضحة لأنها مسألة شرعية، وهي تقتضي كشفها والتحذير منها ببيان خطرها، وتحريض المسلمين على الانصراف عنها ومحاربتها وإجهاضها.

فأدواتها وأبواقها وأساليبها على الأرض، عرضة للسقوط أمام البديل الإسلامي الذي ازداد حضوراً وقوة. ولم يعد هؤلاء العملاء يشكلون ضمانة للغرب في ظل هذه التطلعات نحو الفكر الإسلامي السياسي في العالم الإسلامي.


وسوف تستمر أمريكا في شراء النفوس والذمم وستصطنع العملاء، ولن يكتفوا بالحكام العملاء، بل الدخول من باب ما يسمى منظمات المجتمع المدني وأخواتها المرتبطة بأمريكا والغرب، وكذلك الدخول من باب ما يسمى بالإسلام المعتدل المقصود به موافقة قيم الغرب الديمقراطية الرأسمالية، وقد ضربنا أمثلة في علاقاتهم مع الجماعات الإسلامية والصوفية وأنصار السنة والحركات المصنفة عندهم بالمعتدلة.


فيجب الوعي على كل ذلك والتحذير منه وكشف شبكاتهم لينفض الناس عنها فتفشل، ويخيب فألهم.


كما يجب كشف الجمعيات النسوية، بأنها تفسد المرأة وتشجع على الانحلال، وبطبيعة الحال دون إغفال كشف المؤامرات السياسية والمخططات الاستعمارية لأمريكا والغرب وعملائهم، إن أمريكا تهدف إلى إشعال العالم الإسلامي بالحرائق وإثارة كافة أنواع النعرات وتعميم الفوضى الرهيبة فيه، وإيصاله إلى اليأس والاستسلام، فالواجب كشف هذا الأمر بالوسائل والأساليب المناسبة.


إن مواجهة أمريكا يجب أن تكون بشكل مباشر، مثل ما نزلت هي بثقلها إلى ساحات العالم الإسلامي، تمد أذرعها فيه وتنشرها كالأخطبوط، وتسيح في بلادنا فساداً، لذلك ينبغي ضرب هذه الأذرع، وتقطيعها، دون تردد، لإفشالها.


وأخيراً فإن بيان الحكم الشرعي بشكل واسع، ومستمر في أفكار الديمقراطية، وفي هذه الشبكات، وفيما يسمى منظمات المجتمع المدني، وبيان أنها تناقض المعالجات الإسلامية.. هذا البيان سيعطل تمرير هذه المخططات اللعينة، وسوف يسارع المسلمون إلى أحكام دينهم، يتمسكون بها بإخلاص، ليقترب المسلمون من دولتهم؛ دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، بإذن الله.


فهلم أيها المسلمون إلى هذا العمل المبارك.

 

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يعقوب إبراهيم - أبو إبراهيم

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع