الأربعاء، 23 صَفر 1446هـ| 2024/08/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مرافعة لتجريم الشيخة حسينة واجد في قضية اعتقال عضوتين في حزب التحرير.. عود على بدء

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرافعة لتجريم الشيخة حسينة واجد
في قضية اعتقال عضوتين في حزب التحرير.. عود على بدء

 


الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا ‏محمد قائد الغر المحجلين، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:


أيها الأكارم


بداية أودّ أن أشير أنّ مرافعتي هذه مواصلة لما سبق من مرافعات قام بها حملة الدعوة الأبرار، العاملين لاستئناف الحياة ‏الإسلامية وتطبيق شرع الله، ولا غنى عما ورد في تلكم المرافعات القيمة من توضيح وبيان وتبيان، ذلك أنّ حالة هاتين الأختين ‏المعتقلتين في بنجلاديش ليست بمعزل عما يتعرّض له حملة الدعوة في أصقاع الأرض. لم تبدأ هذه القضية باعتقال أختين ولن ‏تنتهي بإطلاق سراحهما. لن نختزل القضية إذاً في شخص الأختين فالقضية صراع وجود يحتاج لتفصيل وتأصيل، وألتمس ‏منكم هنا المتابعة وسأسعى للإضافة دون إفاضة وباسترسال دون تكرار.‏


لقد اعتقلت الشيخة حسينة واجد رئيسة وزراء بنجلاديش في يوم 2015/08/30 شابتين من عضوات حزب التحرير ‏‏(إحداهما صيدلية والثانية مهندسة) خلال توزيعهما دعوة لمؤتمر يعقد على الإنترنت عن التغييرات الجذرية التي ستقوم بها دولة ‏الخلافة على منهاج النبوة في النظامين السياسي والاقتصادي للبلاد، ثم قام شبيحة النظام بضرب الأختين ضربا مبرحا وأدخلتا ‏على أثره للمستشفى.‏


ولست هنا لأبرّئ هاتين الأختين من التلبس بعمل عظيم، فهذا أمر غني عن البيان، والحق أحق أن يتبع، ولا لأثبت أنّ ‏طاعة الله تتمّ بغير ما أنزل الله. ولست هنا لأقيس المستقيم بالأعوج وأبرّر لمن يلوي عنق النّصوص ويتاجر بذهب المعز وسيفه ‏ليحتكم لغير ما أنزل الله فيبيع آخرته بدنيا فانية.‏


أيها السادة:‏


بالأمس القريب ذرفنا الدمع على الجثث والأشلاء والأحلام المحطمة عند انهيار مبنى رنا بلازا في 2013/4/24م. وبرغم ‏العديد من الإنذارات من رداءة أوضاعه وبأنّه غير آمن على حياة العمال انهار مشغل المنسوجات المكتظ بالعمال على رؤوس ‏الناس. كانت التشققات ظاهرة على الجدران ولكن مُنح التصريح لصاحب العقار وهو عضو بارز في هيئة الحزب الحاكم رابطة ‏عوامي.‏


لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة، فالعمال مطالبون بالعمل في مبانٍ آيلة للسقوط وظروف ‏مأساوية أقرب ما تكون لظروف عمال إنجلترا في القرن التاسع عشر. يعمل العمال في قطاع النسيج بمهارة وينتجون بضاعة من ‏الطراز الأول لتوضع عليها الماركات العالمية ويجني الغرب من وراء كدهم فتنتج المشاغل الأزياء الفخمة الراقية ذات تكلفة زهيدة ‏لتسد فراغا في السوق الغربية.‏


يعمل العامل البنغالي في مصنع النسيج لأكثر من 12 ساعة يومياً ولا يتعدى أجره 30 يورو شهرياً! يعمل دون تقييم ‏لجهد عمله أو حفظ لحقوقه، وتحدد أجرته على أساس أدنى مستوى يعيش عليه المرء. وبالرغم من الفقر المدقع وسوء الأحوال ‏تحتل بنجلاديش المرتبة الثانية بعد الصين في سوق تصنيع الملابس الجاهزة وأصبحت أكبر مستورد في العالم لقماش الدنيم الذي ‏يصنع منه الجينز.‏


لقد سلب هذا النظام الإنسانَ قيمته وأهدر كرامته وأصبحت بنجلاديش سوقا للعمالة الرخيصة. إنه استرقاق بحلّة ‏جديدة وتكريس جديد للتبعية، فكأنما الجهد يبدل في بنجلاديش لتُجنى الثمار في بلاد أخرى. حسينة تكبل الشعب بقيود ‏الرق ثم تتباهى بإنجازات والدها كرائد لاستقلال بنجلاديش، تحتفل بالانفصال عن باكستان المسلمة وبذكرى سفك دماء ‏المسلمين في سبيل تحقيق الاستقلال المزعوم ثم ترهن شعبها. تلك هي سياسة الشيخة حسينة واجد سيدة بنجلاديش الجديدة ‏التي تحكم بالحديد والنار.‏


لقد حوّلت حسينة الاقتصاد إلى اقتصاد تابع مسخر للغير، تُستغلّ البلاد ومواردها البشريّة كعمالة رخيصة للشركات ‏العابرة للقارات لتجني المليارات وتترك العمالة البنغالية تقتات على فتات موائدها.‏


كما أن النظام يدفع بأهل البلاد للهجرة والعمل كعمالة رخيصة رجالا ونساء ولا تجد الحكومة حرجا في أن تصدّر بناتها ‏كخادمات للخارج وتعرضهن لمخاطر لتجني حفنة من الدولارات تضيفها لخزينة الدولة المثقلة بالديون. وفي إطار ذلك صرّحت ‏القنصلية السعودية في بنجلاديش أنه تم إصدار 47 ألف تأشيرة عمالة منزلية في مستهل شهر أيلول/سبتمبر 2015. هذا من ‏جهة ومن جهة أخرى وصفت الشيخة حسينة المهاجرين بأنهم "مرضى عقليون" لأنهم يفرّون بحثا عن العمل وتهكمت على ‏أوضاع البنغال الباحثين عن حياة أفضل خلال أزمة المهاجرين في خليج البنغال فذكرت أنه "يوجد عمل كاف لهم، ولكنهم مع ‏ذلك يغادرون البلاد بطرق كارثيّة ويشوّهون صورة بنجلاديش على السّاحة الدّولية".‏


لعلّي أطلت في مدخل هذه المرافعة ولكنّه شرح لا بدّ منه ولا يمكن تناول قضيّة اعتقال الأختين دون التطرّق للدوافع ‏والظّروف السّياسيّة، لنقدم دفعا يقرع سمع المحكمة وأسباباً واضحة جلية تنم عن تحصيل فهم مستنير للوقائع، وتؤدي لإصدار ‏حكم لا يصدر عن الهوى بل يستند لأسس وثوابت.‏


إننا نهيب بحسن إنصاتكم وسعيكم لمعرفة حقائق الأمور وإنّنا وإن كنّا لسنا من أهل البلاد وربّما تنكر علينا المدّعى عليها ‏ذلك إلّا أنّنا نردّ عليها بقول رسول الله ‏ﷺ‏: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ ‏اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ ‏الْقِيَامَةِ».‏


وكيف نقف مكتوفي الأيدي ونحن نرى الحرائر في أقبية السجون بينما المفسدون طلقاء فرحين؟! كيف لا نغضب لحال ‏أهلنا وقد نشرت حسينة الفساد في البلاد، وزادت من ضعف نظام قضائي وضعي فملأته بالعيوب فتعيّن القضاة وتختارهم من ‏بين أعضاء حزبها العلمانيّ المتطرف! ذكر تقرير الشفافية العالمي في 2010 أنّ 88% من البنغاليين قالوا أنّهم تعرّضوا لحالات ‏فساد أثناء تعاملهم مع القضاء.‏


لقد اعتادت السّيدتان المهيمنتان على الحكم في بنجلاديش على تراشق تهم الفساد، فما أن تهدأ أخبار حسينة واجد ‏الحاكمة الحالية حتى تظهر تسريبات لقضايا فساد لخالدة ضياء رئيسة المعارضة. تنشران الفساد وتدّعيان في الآن نفسه إطلاق ‏حملات انتخابية تسعى إلى إخلاء البلاد من المفسدين والقضاء عليهم، والحال أنهما وجهان لنفس العملة العلمانية الصدئة حتّى ‏صار الفساد ينخر في البلاد نخر السّوس... ذكر تقرير الشفافية الدولية لعام 2014 أنّ بنجلاديش تحتلّ المركز 145 من ‏أصل 147. «مَا مِنْ وَالٍ يَلِي رَعِيَّةً مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَيَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لَهُمْ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ».‏


صوّر هذا الفساد المستشري لحسينة وأعوانها أنّ أهل بنجلاديش غافلون عن الحقيقة فاحتفلوا بتجاوز بنجلاديش لحدّ ‏‏61% من نسبة الأميّة في البلاد، وكأنّ هذا - وفي القرن الواحد والعشرين - يُعَدُّ انتصارا!! لا يستغرب على من تعتقل وتُهين ‏الطبيبات والمهندسات أن تحتفل بترسّخ الأميّة في بلادها وترسخ دولة الجباية التي تعادي التعليم عبر فرض ضريبة القيمة المضافة ‏على المؤسسات والمدارس والمعاهد التعليمية، وها هي المظاهرات الطلابية تعم أرجاء البلاد ويقودها طلبة يرفضون ظلم النظام.‏


وفي إطار المنظومة الرأسمالية المهيمنة تدعي حسينة تنمية الناتج المحلي وتتغافل عن سد الاحتياجات الأساسية للفرد، ‏تنصاع لإملاءات المنظومة الاقتصادية الدولية وأجهزتها الأخطبوطية وتعينهم على تدمير الاقتصاد والتدخل في شؤون البلاد. ‏أيعقل أن لا يحقق أهل هذه الأراض الخصبة الاكتفاء الذاتي الغذائي وما يكفيهم شر العوز وسوء التغذية والأمراض؟ يتدخل ‏البنك الدولي بهيكلة الاقتصاد ليمنع البلاد من الإنتاج الحقيقي ويجعلها ترزح تحت نير الديون والربا المركب. وبعد كل هذا ‏يتباهى النظام بالأطروحات الاقتصادية الرنانة والميزانيات المتتابعة بينما ينهش الجوع في العباد.‏
لماذا نخوض في هذه التفاصيل؟


لأنّها متّصلة ومرتبطة بالقضيّة الأصليّة ولأن القضية سياسية بالدرجة الأولى وتتعلق بمصير بنجلاديش خاصة وبلاد ‏المسلمين عامة. ذلك أن وعي الأختين المعتقلتين على واقع العباد والبلاد وإصرارهن على كلمة الحق هو ما أغضب حسينة ‏وزبانيتها ولا بد أن نبين هنا أن محاربة الحكام في بلادنا للإسلام تتخذ أساليب مختلفة قد تخفى على الكثيرين ولكن حسينة ‏واجد تحارب الإسلام جهاراً نهاراً وتتمادى في إظهار رفضها للشريعة، ويتجلى هذا في حقدها على المسلمات الملتزمات. ولم يعد ‏هناك شك في أن نظام حسينة - الذي يدّعي مناصرة قضايا المرأة والطفل والتنمية - يعادي المرأة عموماً والملتزمة بالإسلام ‏خصوصا، وقد تعرضت الناشطات من مختلف الأطياف للسحل والضرب وخلع خُمُرهنّ على الملأ.‏


ناصبت حسينة واجد العداء للإسلام وكل ما يمثّل الشريعة وأوعزت لقضاتها بإصدار أحكام مشدّدة على قادة الجماعات ‏الإسلامية. حسينة لا تخفي أنّها تصارع من أجل الحفاظ على الهويّة العلمانية للنظام الحاكم وقد اتّخذت سلسلة من الإجراءات ‏لتحقيق هذا الهدف، كحظر الأحزاب الدينية والتضييق عليها ومحاربة العلماء ونصب المشانق لهم. ثم تمادت حسينة في غيّها ‏وكبّلت الحرائر بالقيود.‏


وفي هذا السياق لم تأت التصريحات التي أدلى بها المدعو عبد اللطيف صديقي حول الحج والنبي ‏ﷺ‏ من فراغ بل أتت في ‏خضم جو سياسي لنظام علماني معادٍ للإسلام. وهذه التصريحات للوزير السابق في حزب رابطة عوامي قوبلت ببرود أغاظ كل ‏مسلم غيور على دينه. ثم تبع ذلك بأشهر قليلة تصريحات لوزير الرعاية والشؤون الاجتماعية، محسن علي أثناء حفل افتتاح ‏سكن الطالبات في مولوفيبازار، سيلهيت، في 29 كانون الثاني/يناير 2015 "لا يمكن لإحداكن أن تكون طالبة جامعية مع ‏ارتدائها البرقع (النقاب)... اليوم، تنظر أوروبا إلى اللواتي يرتدين البرقع باشمئزاز وتعتقد أنهن إسلاميات إرهابيات... وغدا ‏سوف يجعلوننا نذوق ما أوصلنا إليه الإسلام في مجتمع اليوم".‏


إننا نعيش لحظات مفاصلة فيصدع فيها حملة الدعوة رجالا ونساء بالحق في وجه الطغاة ويصرون على مبدأ الحاكمية لله ‏ويتلون قول الحق ﴿أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون﴾. ويُسمعون حسينة واجد ما تكره بذكر ‏قول الحبيب المصطفى «لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة» ويواجهونها بعمالتها وخيانتها لله ولرسوله ولأمة الإسلام ﴿لَّا تَجِدُ ‏قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾.‏


أتدرون من هم حلفاء حسينة في المنطقة: رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي الهندوسي المتطرف المعادي للإسلام وأهله، زعيم ‏النظام المحتلّ لكشمير والذي يصرّ على الإضرار بمصالح المسلمين في الهند وفي بنجلاديش والنيل منهم. وبالرغم من مغالاة الهند ‏في معاداة الإسلام وأهله فحسينة تظهر لهم الودّ تارة عبر دعوتها قوات أمن الحدود الهندية إلى تدريب حرس حدود بنجلادش، ‏وتارة عبر زيارة رئيس الوزراء الهندي مودي إلى بنجلادش السادس من حزيران/يونيو 2015م، وتوقيع 22 اتفاقية ومذكرة تفاهم ‏حول قضايا متعددة والقيام بمشاريع تتعلق بالبنية التحتية والصحة والتعليم.‏


هذا الود ظاهر أيضاً في عمل حسينة واجد مع حكومة ميانمار المجرمة التي تحمي الرهبان البوذيين المتطرفين. وحين جرفت ‏السيول قرى بنجلاديش سارعت حسينة بإرسال المعونات والأدوية والغذاء بطائرات خاصة لدويلة ميانمار العدوة بينما حرمت ‏أهل بنجلاديش الذين يذوقون الأَمَرين.‏


إن المدعى عليها تسير حثيثا تجاه الهند ويتدافع قادة الجيش بإمرتها لتسخير البلاد لخدمة أمريكا. لقد أضعفت حسينة ‏الجيش وجعلت ولاءه لشخصها عبر تصفية الضباط (كما فعلت حسينة في مجزرة حرس الحدود). أبعدت المخلصين عن الجيش ‏عبر عمليات الاختطاف المنتشرة والتي ذكرتها المنظمات الحقوقية وعبر الاعتقال والفصل من الخدمة كي لا يجرؤ الضابط ‏المخلصون على الوقوف مع الإسلام.‏


وبينما تحارب الإسلام وحملة الدعوة تركت حسينة العنان للفاسدين والمفسدين ولعل أبرز مثال على ذلك هو ما تناولته ‏الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام بتاريخ 8 أيلول/سبتمبر 2015 من إطلاق منظمة حقوقية تدعم الشواذ لأول شخصية ‏كرتونية مثلية في بنجلاديش وحسب قولهم الهدف هو التوعية بحقوق الشواذ في البلاد وتصحيح نظرة المجتمع لهم! وقالت ‏المنظمة المسماة بـ "أولاد بنجلاديش" "إنها تأمل أن تساعد المبادرة في توعية الناس". أتى هذا الإصدار القذر بعد نشر أول ‏مجلة لدعم الشواذ في العام الماضي. وحتى كتابة هذه المرافعة لم يصل إلى مسامعنا أي خبر حول اعتقال أو حتى شجب لمن ‏يروجون لفاحشة يهتز لها عرش الرحمن.‏

 


لعل هذا القدر يكفي لبيان معاداة حسينة للإسلام وأهله، فهل ظل برهان على خطورة نظامها الحاكم وعبثه بالبلاد ‏والعباد؟ وهل بقي شك في سبب اعتقال وتعذيب الأختين العفيفتين الطاهرتين؟



لهذا وبناء على ما تقدّم، فإنّنا لا نطالب فقط بإطلاق سراح الحرائر العفيفات بل نطالب بتحرير أهل بنجلاديش، ونهيب ‏بالمخلصين من علماء وقضاة وسياسيين وأهل سلطة ومنعة أن ينفضوا عنهم غبار الذّلّ والعار ويسقطوا هذا النّظام الذي حوّل ‏أهل البلاد بحرائرها وسادتها إلى عمالة رخيصة.‏


إنّ القضية أيّها الكرام ليست قضيّة أختين بل قضية عقيدة ودين وحماية للإسلام من درن العلمانية. ولسنا هنا في موقف ‏الدفاع بل في موقف الهجوم والذّود عن حرمات الله ﴿ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب﴾. القضيّة هنا هي ‏تخليص المخلصين من سياسة سيف المعز وذهبه التي كبّلت البلاد وضيقت الحياة على 160 مليون شخص وأفسدت الضمائر ‏وضيّعت على الناس آخرتهم.‏


إنّ القضية ليست قضيّة شابّتين معتقلتين، بل هي رفض قاطع لضربة آثمة لثورة أمّة، ضربة غدر إجهاضيّة رجعية تسعى ‏لغرس الوهن وتحويل الخوف من مظهر طبيعي لغريزة حبّ البقاء إلى هاجس يكبّل النّاس ويضعف الهمم الساعية نحو اتباع ‏طريقة الإسلام في الحياة وتطبيق شرع الله كاملا.‏


وإن كانت حسينة تظنّ أنّ المرأة المسلمة لقمة سائغة وأنّ حرائر هذه الأمّة طوع بنانها وسيقعدهنّ الخوف، فلتنظر في ‏سيرة أم عمارة وخولة والخنساء، ولتعلم أنّ هذه المرأة الملتزمة المثقّفة ستقتلع العلمانيّة من جذورها وتعيد لأرض الإسلام نقاءها ‏وطهرها وما ذلك على الله بعزيز.‏


وختاما نقول: إن قضيتنا هي قضية الإسلام في إقامة دولته وتطبيق أحكامه وحمل دعوته، قضيتنا هي في تطبيق الشريعة ‏الغراء التي تداوي جراحنا وتكفينا عبث الأحكام الوضعية وشر المفسدين القائمين عليها.‏


وعسى أن تجد مرافعتنا هذه الآذان الصاغية والأفواه الصادعة بتجريم أفعال هذه الحاكمة والعمل مع العاملين لتغيير هذا ‏النظام الآثم الفاشل.‏
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.‏


‏﴿وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَـٰوَ‌ ٰتُ وَٱلْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَـٰهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ‏ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ﴾‏

 

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هدى محمد (أم يحيى)‏

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع