الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
شيخة حسينة، الفكر يقارَع بالفكر وليس بالاعتقالات!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

شيخة حسينة، الفكر يقارَع بالفكر وليس بالاعتقالات!

 

 

هذه قضية سياسية-إعلامية تفضح فشل قضايا المرأة ودعاة حقوقها وفشل المبدأ الرأسمالي والديمقراطية والحريات الوهمية.


إن نظرة المؤسسات الإعلامية هي نظرة دونية إلى المرأة عامة. فالإعلام لا يرى المرأة إلا بعيون الغرب، عيون نهمة جشعة تريد للمرأة أن تتعرى وينتهك عرضها، عيون تتحكم بعقل المرأة عن بُعد، ويبرز الإعلاميون هذه النظرة في التناول الإعلامي لقضايا المرأة، فالإعلام يخفي حقيقة ما تعانيه المرأة الغربية المستعبدة، لأنه ببساطة إعلام فاسد، فهو امتداد طبيعي للأنظمة الحاكمة الكافرة، سواء أكانت في أمريكا أم أوروبا وروسيا أم إعلام اليهود، أم كانت الأنظمة الحاكمة العميلة والتي تتبع للغرب العلماني في بلاد المسلمين. ولما كان الإعلام الغربي بوقاً وأداة تخدم مصالح الغرب في بلاد المسلمين، كان الإعلام العربي مقلداً وتابعاً للإعلام الغربي ولا يخرج عن دور مرسوم حدده له النظام القائم على هذه المؤسسات الإعلامية.


والمرأة عند الغرب تدّعي الحرية والعصرنة، وتدعي أنها أفضل حالاً من المرأة المسلمة، لكن في الحقيقة وضعها محزن للغاية، فهي مجرد سلعة تباع وتُشترى وتُقيَّم بحسب جمالها وليس بحسب عقلها، حتى أصبح النموذج الإعلامي للمرأة الغربية العارية من الملابس هو السائد في وسائل الإعلام، منظمة "فيمن" للساقطات مثالاً، نموذج قبلته ولم تستنكره السياسيات المشهورات مثل كلينتون أو رايس أو ميركل أو حسينة. نموذج لا يعتمد على نقاء الفكر وقوة الحجة والكلمة، بل يعتمد على التضليل الإعلامي والانحلال الفكري والقمع والسجن والتعذيب وقوة السلاح. امرأة تلهث وراء السلطة والقوة والمال والشهرة وتلقي بقناعاتها إن تضاربت مع مصالحها، فما بالكم إن وُسِّدت منصبا ووُليت شؤون البلاد؟!


تجد الإعلام يدعو إلى أن تتولى النساء مراكز الحكم في بلاد المسلمين، ولا يسلط الضوء على أن هذه الحاكمة عميلة للغرب، وحقيقة أن النساء في مناصب الحكم أشدهم عداوة للمرأة وأول من تقمعه هو المرأة، ولم تتقدم المرأة في البلاد التي حكمتها النساء. فالشيخة حسينة تحكم بنغلاديش ولكنها حاكمة فاشلة وتعاني البلاد من سياسات رأسمالية علمانية فاشلة كما يعاني العالم، فلم تُحدث فرقاً لأن النظام المطبق يحمل فشله في أحشائه، حيث إن المبدأ الرأسمالي مبدأ فاشل في رعاية شؤون الشعوب، سواء أكان الحاكم رجلاً أم امرأة.


ويزيد الإعلام المشكلة تعقيداً حيث يُظهر المرأة المسلمة متخلفة وأن الإسلام يظلمها، ويتغافل الإعلام عن حقيقة مهمة وهي أن المرأة المسلمة تعيش اليوم في جحيم هذه الأنظمة العلمانية ولا تعيش معززة مكرمة في ظل الدولة الإسلامية، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. وتكريم المرأة في الإسلام ثابت بالقرآن الكريم وبالسنة النبوية الشريفة، ويشهد به التاريخ.


ولم تستسلم المرأة المسلمة ولم تستكِن، بل رفضت أن تعيش واقع الغرب الفاسد، وهذا ما فعلته حاملات الدعوة السياسيات في حزب التحرير، رفضن واقعاً مريراً يذل المرأة التي لم تعد عرضاً يصان، ولم تعد تلك الأم المكرمة من قبل أبنائها، لم تقبل المرأة المسلمة أن يكون مقياس نجاحها الوحيد ما تجنيه بجمالها من الأموال. رفضت النموذج الغربي، هذا النموذج الذي أشقى المرأة وجعلها مهملة، لا يهتم أحد لعلمها أو عقلها أو ثقافتها، فالمرأة اليوم فقيرة، مسكينة، لا تجد معيلاً، ولا تجد تعليماً نافعاً، ولا تستطيع ممارسة واجباتها الشرعية، ضاعت منها حقوقها الشرعية، ولا تجد من ينصرها، لا تستطيع تربية أبنائها تربية مستقيمة في مجتمعات علمانية، ولا تجد من يوصل قضيتها ليرفع الظلم عنها، حتى عندما ثارت وطالبت بتطبيق نظام الإسلام، وبذلت الغالي والنفيس في سبيل ذلك، لم يرَ الإعلام تضحياتها، ذلك الإعلام الذي لا يستوعب نماذج أخرى غير النساء السطحيات اللاتي ينشرن الفكر الغربي النسوي السطحي. فمن جهة يُظهر الإعلاميون أنهن "حماة المرأة"، ويروجون لـ"دعاة حقوق المرأة"، ويرفعن أصوات المؤسسات والجمعيات والمنظمات العاملة تحت غطاء الدول الغربية في مجال حقوق المرأة والطفل، بل يشن الإعلام حرباً على الأحكام الشرعية الخاصة بالمرأة في الإسلام ويشكك فيه، ويعتبر الإعلام النساء السياسيات اللاتي يطالبن بإقامة الدولة الإسلامية الخلافة على منهاج النبوة إرهابيات! ولا يعتبر الحاكمة المجرمة إرهابية!


نعم! يتحمل الإعلام مسؤولية إخفاء حقائق مهمة بخصوص ما وصلت إليه المرأة الغربية والمرأة المسلمة في مجال السياسة. فالمسلمة متقدمة بخُطا واثقة وثابتة نحو ربها، والغربية تنحدر كل يوم أكثر فأكثر، المرأة المسلمة السياسية مطمئنة بإيمانها، تقية نقية، تعمل على إيجاد دولة تُحكم بأحكام رب العباد، ونظام يرعى شؤون العالم بالقوانين الربانية، تحمل فكر الإسلام الراقي المستقيم، فكراً زلزل عروش الطواغيت، والتي تحمل للعالم رسالة خالدة، من دولة حكمت العالم لمئات السنوات بالعدل، ووفرت للمرأة المسلمة وغير المسلمة حياة كريمة وعزيزة. هذا الإعلام لم يواكب ثورة المرأة المسلمة الفكرية، بل بقي في مستنقعات الكفر الذي غرق فيه الغرب.


إن الترويج الإعلامي وإعطاء المنابر الإعلامية للمنحرفات فكرياً من النساء، والتعتيم على أعمال المجرمات من النساء العميلات للغرب مثل الطاغية حسينة، يجعل الإعلاميين شركاء في الظلم! ويجعل الإعلاميين أدوات لا تخرج عن الأجندة الغربية في حرب الباطل على المرأة عامة وعلى المرأة المسلمة خاصة. على الإعلام أن يُظهر حقيقة حسينة الجبانة، التي اعتقلت العاملات للتغيير من حملة الدعوة في حزب التحرير / بنغلاديش، والتي استعرضت عضلاتها على المسلمات المتمسكات بدينهن، السياسات العزيزات لمطالبتهن بتحكيم شرع الله وإسقاط الأنظمة الجبرية، اعتقلتهن لأنهن يحملن فكرا إسلاميا سياسيا قويا يستطيع إسقاط نظامها ويستطيع أن يقدم الحلول والمعالجات الشرعية لما تعانيه البلاد الإسلامية من انحطاط في كل المجالات، سلاحهن في ذلك القرآن الكريم والسنة الشريفة. فالفكر يقارع بالفكر، فأين فكرك يا حسينة؟!


هذه الاعتقالات الإرهابية وقمع المرأة المسلمة إنما يفضح أكاذيب "دعاة تحرير المرأة" التي تتبخر عندما تكون هذه المرأة القوية امرأة مسلمة تعمل لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة لتحقيق العدل الرباني للبشرية جمعاء. أما المؤسسات الإعلامية فعليها حفظ ماء وجهها، فازدواجيتها وتخبطها يعكس هشاشة الأنظمة القائمة عليها، لذلك عليها أن تكشف هذا الظلم الشديد الواقع على المرأة المسلمة المعتقلة عند النظام الجبري، على هذه المؤسسات الإعلامية أن ترتقي وأن لا تكون مأجورة ومرتزِقة، وأن تقوم بدور الإعلام النزيه، فتتوقف عن دعم حسينة وأمثالها وعليها التوقف عن حماية المجرمين، وعليها أن تسلط أقلامها لتنصر الحق، وأن تكون سيوفا تسلط على رقاب الطواغيت لتخلص العالم من شرورهم وليس العكس. ونطالبهم بالوقوف في صف الحق وأن يمارسوا ضغوطات كبيرة لإطلاق سراح المعتقلات من حزب التحرير وسائر المظلومات.


لقد آن آوان أن تنتشر الأفكار الإسلامية الطاهرة، وأن ترجع البشرية لنظام رب العالمين الأصيل، وآن للمرأة المسلمة السياسية الواعية التائبة العابدة أن تكون هي النموذج الذي تحتذي به المرأة، فهي التي ستربي الأجيال التي ستحكم هذا العالم من جديد بأحكام رب العالمين وتنهض بالمرأة وبالرجل نهضة سوية صحيحة.

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة محمد حمدي - السودان

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع