- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مهنة الطب في السودان: غابت الرعاية فكثر التزييف
في ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺻﺤﻔﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ؛ ﻣﺄﻣﻮﻥ ﺣﻤﻴﺪﺓ، ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺰﻳﻔﻴﻦ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﻲ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﻭﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻢ ﺿﺒﻄﻬﻢ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻳﺘﺮﺍﻭﺡ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ 30 - 40 ﻃﺒﻴﺒﺎً ﻣﺰﻳﻔﺎً ﻭﺃﻥ ﺃﻋﺪﺍﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻭﻗﻌﻮﺍ ﻓﺮﻳﺴﺔ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺰﻳﻔﻴﻦ، ﻭﺃﻥ ﻭﺯﺍﺭﺗﻪ ﺑﺎﻟﻤﺮﺻﺎﺩ ﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺘﻬﻢ ﻭﺇﻧﻬﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻚ.
ﻭﻗﺪ ﺗﻌﺮّﺽ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻟﻠﺨﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﻐﺶ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻃﺒﺎﺀ ﻣﺰﻳﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥّ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻗﺪ ﺷﺠﻊ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ، على اﺭﺗﻜﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ. ﻭﻗﺪ ﺗﺤﺪﺙ ﺃﺣﺪ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺰﻳﻔﻴﻦ ﻟـ (ﺇﺭﻡ ﻧﻴﻮﺯ) ﻗﺎﺋﻼً: (إﻧﻬﻢ ﺳﺒﻖ ﻭﺃﻥ ﺗﻌﺮّﺿﻮﺍ ﻟﻠﺤﻘﻦ ﺑﻤﺎ ﻭﺻﻔﻪ ﻟﻬﻢ المحتالون ﺑﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﻄﺐ)، (ﺍﻟﺤﻘﻨﺔ ﺍﻟﺸﺎﻓﻴﺔ) ﻭ(ﺍﻟﺴﺤﺮﻳﺔ) ﻟﻌﻼﺝ ﻛﻞ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ)، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ: (ﺇﻥّ ﻋﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺰﻳﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺰﺩﺣﻢ ﺑﺎﻟﻤﺮﺿﻰ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ، ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ، ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﻠﻴﻦ للكشف 177 ﻣﺮﻳﻀﺎً، ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﻋﻤﺎﺭ متوﻫﻤﻴﻦ ﺃﻥّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻳﻌﺎﻟﺞ ﺑﺤﻘﻨﺔ ﻭﺍﺣﺪة "ﺷﺎﻓﻴﺔ")، ﻣﺸﻴﺮﺍً ﺇﻟﻰ ﺃﻥّ ﻋﺪﺩاً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﺍﺿﻄﺮّﻭﺍ ﻟﻠﻤﺒﻴﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺓ ﻟﻴﺘﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺰ، ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻧﻬﻢ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﻣﻊ ﻭﻗﺖ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺼﺒﺢ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻟـ"ﺇﺭﻡ ﻧﻴﻮﺯ" ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻜﻮ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﺗﻴﺰﻡ، ﻭﻇﻞ ﻳﺮﺍﺟﻊ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻣﻨﺬ زمن، ﻭﺑﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﺗﻀﺢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﻃﺒﻴﺐ ﺃﻭ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﻃﺒﻲ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳُﺌﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺻﻔﺔ ﺍﻟﺴﺤﺮﻳﺔ ﻟﻠﺤﻘﻨﺔ، ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﺗﻰ ﺑﻬﺎ .. ﻗﺎﻝ ﺇﻥّ ﺑﻬﺎ "ﺑﺮﻛﺔ ﻭﺟﺎﺀ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻡ ﺍﻟﻤﻜﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ"، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﻤﺖ ﻣﺼﺎﺩﺭﺓ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺓ ﻭﺇﺭﺳﺎﻝ ﺍﻟﺤﻘﻨﺔ ﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻤﻮﻡ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ﺿﺒﻂ ﺃﺩﻭﻳﺔ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﺪﻳﺮ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﺃﺩﻭﻳﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺟﻬﺎﺽ، ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻥّ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺰﻳﻔﻴﻦ، ﺇﻻ ﺃﻥّ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺟﺪﻻً ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺰﻳﻒ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﻄﺒﺮﺓ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻞ ﻣﺆﻫﻼﺗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺷﻬﺎﺩﺓ اﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ، ﻗﻀﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺰﻳﻒ 4 ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲ، ﻭﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺴﻮﺭ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ.
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻗﺪ ﺿﺒﻄﺖ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺠﻨﻴﻨﺔ، ﺑﺎﺋﻊ ﺧﻀﺎﺭ ﻳﺤﻤﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺑﻜﺎﻟﻮﺭﻳﻮﺱ ﻣﺰﻭﺭﺓ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ، ﻭﺷﻬﺎﺩﺓ ﻃﺒﻴﺐ ﻣﺰﻭﺭة ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻮﺑﺎ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﺐ.
إن التزييف أصبح ظاهرة عالمية منتشرة في كل شبر من الأرض، بل صارت توضع لها التشريعات وتعقد لها المؤتمرات وفي الجانب الطبي عقد قبل أيام مؤتمر عالمي في الإمارات لمكافحة التزييف، ولكن هل ستحل مشكلة التزييف محليا وهي ذات أبعاد عالمية ناتجة من التبعية للنظام العالمي الذي هو أصل التزييف والتزوير والغش، مما يعني احتياج العالم لأفكار وقيم جديدة غير التي تحكمه والتي تأذى منها البشر؟
أليس تزييفاً للحقائق الرأسمالية المخادعة التي تحكم العالم اليوم؟ وهي تسلب الإنسان معظم حقوقه الاقتصادية والإنسانية وغيرها، وتبقيه على الدوام في قلق وغير واثق من شيء، تهدده البطالة والعوز، يعيش قرب خط الفقر أو دونه، مسلوب الحقوق الأساسية والضمانات الحياتية التي حققتها الأجيال بجهد قليل لا يوازي العناء في عالم اليوم، محروما من أية رعاية. كما تعيق الليبرالية قيام أحزاب سياسية ذات برامج اقتصادية واجتماعية وسياسية تمثل المصالح الحقيقية للجماهير وتمنع وصول هذه الأحزاب إلى الحكم، بل كل الوسط السياسي هو طائفية ومذهبية يقودها أبناء الطبقة الرأسمالية الحاكمة لمصلحتهم وضد مصالح الجماهير التي تهزج لهم و"تفديهم بالروح والدم"، أليس هذا تزييفاً للحقائق يقع العالم كله تحت وطأته!!
والجانب الطبي ضمن المجالات التي زاد فيها التزييف بأنواعه سواء أكان تزييف الدواء أو الأطباء المزيفين ويتم استغلال حاجة الناس للعلاج.
وفي السودان الذي هو ضمن منظومة الدول التابعة للنظام العالمي الرأسمالي الذي تخلى عن القيم والأخلاقيات وانتكس إلى معيشة الغاب كثرت مداهمة العيادات لتكشف النقاب عن الأطباء الذين لم يدرسوا الطب ولا حتى أي مهنة طبية، بل منهم من لم يكمل مرحلة الابتدائي كطبيب عطبرة الذي شارك في العديد من العمليات الجراحية!
إن التزييف في الأوراق الرسمية لهؤلاء الأطباء المزيفين ما كان ليتم لولا وجود منتسب للحكومة يلعب هذا الدور القذر مقابل المصلحة، أما الحكومة نفسها التي ينتسب لها فإنها لا ترقب في الناس إلا ولا ذمة، بل رتعت هي ما شاءت، وكل منتسبيها يغرقون في الفساد، قال تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ﴾ [المائدة].
ولهذا فالمسؤول الأول أمام الله هو الدولة، فهي من تولت أمر الناس وضيعتهم، ليتحكم فيهم ضعاف النفوس، والمسؤول الثاني هو الإعلام الذي يطبل للباطل بثمن بخس؛ دراهم معدودة بدلاً عن التقصي، وكشفه للناس ليتجنبوه، الإعلام الذي له أجندات خاصة ووسائل مختلفة، فهو يجول ويصول في أروقة التكييف والترويض والبتر والإخضاع والتزيين.. إن غياب الحقيقة والتضليل والإفك المتعمد - وإن طال أمده - سيأتي عليه يوم يدرك مدبروه أنهم قاموا بعملية انتحار مهني ليس له إلا هاوية سحيقة، قال ﷺ: «بئس مطية الرجل زعموا» [صحيح الجامع: 2846] .. يعني كلمة (زعموا) أراد به النهي عن التكلم بكلام يسمعه من غيره ولا يعلم صحته، ومن وسائل التضليل «الدعاية» التي هي في جوهرها عملية إقناع ممنهجة، وصارت ركنا ركينا من العملية الإعلامية، وتتبنى بالأساس الظهور بمظهر الصدق وإخلاص النصح، حتى ولو كانت تبطن الشر، من أجل كسب ثقة المتلقي والاستحواذ على فكره، وتلك سنة إبليسية، كما قال تعالى في شأن الملعون مع آدم وحواء: ﴿وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ﴾ [الأعراف: 21] أي أقسم لهما بالله، وهو كاذب في هذا، وكما يقولون في الأمثال الشعبية: «الزن على الأذن أشد من السحر».
لقد أضحت الدعاية فناً له ثقله في العملية الإعلامية، وله قواعد وأسس تحكمه وتتحكم فيه، مدارها على محاولة كسب تعاطف الجمهور بأي وسيلة؛ شريفة كانت أم وضيعة، هذا مع مقومات أخرى مثل البساطة والتكرار لاختراق أذهان الناس، والولوج إلى ذاكرتهم التي لن تتذكر إلا ما استوعبته بسهولة وكثرة، مع استخدام الرموز وضرب الأمثلة، فالذاكرة البشرية يسهل أن تختزن، وأن تستدعي الصور ذات الدلالة المرتبطة بمخزون الذاكرة الموروثة أو المكتسبة وعبر وسائل الإعلام كثرة الدعاية الترويجية لهذه الممارسات التي لا ندرى كم من الناس مات بسببها.
سوف لن يدوم هذا الاعوجاج عن الحق حتى لو امتد أمده، فالمفسدون في الأرض تصيبهم دعوات أصحاب المظالم فليرتقبوا عذاب الله صباح مساء، فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، والرأسمالية العالمية القائمة على المصلحة أهلها تلظوا بنارها، وهم يبحثون عن بديل، والبديل هو إسلامنا العظيم بعقيدته التي ينبثق عنها أرقى وأحسن نظام، عقيدته التي حكمت البشرية، وجعلت مفكرين غربيين لا حصر لهم يشهدون بأن فترة حكم الإسلام هي التي جلبت الاستقرار والتقدم والرقي لبني البشر.
ولحكومة الجور هذه نقول، أقمتم حكمكم الظالم على أشلاء الناس ومعاناتهم، ففقدتم الحاضنة الشعبية التي صببتم جل اهتمامكم لحشدها، فسينفضون من حولكم بوصول حكم راشد يقود الناس بصدق وإخلاص وصلاح، حكم على أساس عقيدة الناس الصادقة اليقينية التي تعالج كل تزييف، بعلاج من عند رب الأطباء؛ الذي خلق وأبرأ وأمر بالحق والعدل والإحسان، فتقصدتم ترك كل هذا الخير، فانتظروا دوركم، فالله لم يترك ملكا ظالماً، فأين فرعون وهامان وكسرى وقيصر. كل الفساد إلى زوال وإن طال أمده.
كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة عبد الجبار - أم أواب