- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
يا جيش بنغلادش انزعوا عنكم ثوب التبعية والعار
بسم الله القوي العزيز ناصر المستضعفين وقاهر الجبارين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه وبعد:
فقد بلغ إجرام نظام حسينة مبلغاً عظيماً، في بنغلادش التي تحتل المرتبة الرابعة بعد إندونيسيا وباكستان والهند من حيث عدد المسلمين فيها والذي يتجاوز 130 مليون نسمة. ولقد آن أوان الانتفاض عليه وإعلان الثورة على هذا النظام المستبد الظالم الذي ما فتئ يحارب المسلمين بحجة محاربة الإرهاب، وتحت قانون محاربة الإرهاب بات إرهاب الدولة لرعاياها ظاهرة طبيعية سائدة في بنغلادش.
لم تفتأ حسينة منذ قدومها للسلطة كنتيجة لخطة أمريكية تقضي بجذب الهند لسياستها وتطويق الصين بالدول الموالية لأمريكا، حيث كانت أمريكا قد أوعزت للباكستان بالتخلي عن مسلمي كشمير لصالح الهند، ثم نصبَّت حسينة باتفاق مع الهند وبريطانيا كحاكمة لبنغلادش لترهن البلاد ومصالحها لأمريكا عدوة الله ورسوله والمؤمنين. ومنذ ذلك الوقت وحسينة تنفذ الأوامر بحذافيرها، وتسير طالبةً نجيبة في حفظ مصالح أعداء الأمة بالتآمر على أبناء بنغلادش ببيع ثمار عملهم في قطاع النسيج للغرب، واستعبادهم بإجبارهم على العمل في ظروف غير إنسانية لساعات طويلة مقابل أجور زهيدة لتُباع المنتوجات الفاخرة للغرب وتُصدَّر للعالم كماركات أجنبية فاخرة عبر توقيع عقود مع الشركات الأمريكية متعددة الجنسيات لتسهيل نهب نفط وغاز البلاد، والتفاوض مع الولايات المتحدة للتوقيع على معاهدة "TICFA" وهي معاهدة لتمكين الولايات المتحدة من الهيمنة على التجارة في البلاد. فضلاً عن الفساد الذي يلف الوسط السياسي ومؤسسات الدولة التي أنتجت بنىً تحتية منهارة للمعامل التي تحترق وتنهار على رؤوس من فيها، هذا غير الفقر المدقع الذي يعيش فيه ما يقارب 31.5% من السكان، والديون الخارجية التي بلغت (24.6) بليون دولار أمريكي حتى 31 كانون الأول/ديسمبر 2010م ؛ 36.7% منها من إجمالي الناتج القومي. هذا غيرُ ما تقوم به من جهود في الناحية العسكرية لتثبيت الوجود الغربي من تواطؤها في مذبحة ضباط حرس الحدود، ومنذ ذلك الحين وهي تقوم بتنفيذ مخططات شبيهة بحق حرس الحدود، بطلب من الهند والولايات المتحدة، حيث قامت بتصفية ضباط الجيش الذين يقفون إلى جانب الإسلام والبلد ومصالح الناس. وتحويل بنغلادش إلى قاعدة عسكرية للجيش الأمريكي المجرم، وباتت أمريكا تقوم بالتدريبات العسكرية في هذا البلد كما يحلو لها وكأن بنغلادش حديقتها التي تملكها، وعقدت مفاوضات سرية مع الولايات المتحدة لتوقيع معاهدة "ACSA" التي تهدف إلى تحويل الجيش المسلم في بنغلادش إلى فرقة في الجيش الأمريكي.
هذا كلُّه مع كثيرٍ مخفِيٍّ غيره يُضاف لسجلِّ حسينة الأسود في حكم البلاد، يؤكد عمالتها للأجنبي واستعمارها البلاد والعباد لحساب أمريكا والهند وبريطانيا. وها هي تؤكد ولاءها للغرب ضد الأمة بمحاربتها للإسلام وأهله، فلم تتوقف أعمالها القمعية على قتل العلماء أمثال عبد القادر ملَّا ومحاربة طلبة العلم الشرعي، بل تواصل حربها على حملة الدعوة لاستئناف الحياة الإسلامية يغذيه حقدها على الإسلام، حيث بلغ بها الأمر لدرجة أن مخابرات حسينة أمرت وسائل الإعلام البنغالية بعدم تغطية أية أخبار إيجابية عن حزب التحرير.
وتؤكد هذه الحوادث مدى الرعب الذي أصبح يلفّ هذا النظام من دعوة حزب التحرير ونشاطه في بنغلادش. وعلاوة على ذلك، وزيادة على الإيذاء الجسدي واللفظي للأخوات في الحبس الاحتياطي من قبل عصاباتها، الكارهين للإسلام، من البلطجية في الأجهزة القمعية، فقد تم في الآونة الأخيرة نشر بعض المقاطع من التعذيب لتخويف المعتقلين الآخرين من حزب التحرير من قبل أولئك المرضى النفسيين التابعين لحسينة، ظانين أن أفعالهم المخزية، من الاعتقال والتعذيب لأعضاء الحزب، رجالًا ونساءً، سيجبر الحزب على التوقف عن دعوته لإقامة الخلافة على منهاج النبوة.
ورغم جرائم حسينة التي لا تُحصى ولا تخفى فقد صنفت الأمم المتحدة بنغلاديش على أنها دولة ديمقراطية معتدلة بالدرجة الأولى. بل وطُلب منها المشاركة في رئاسة قمة رفيعة المستوى في الثامن والعشرين من أيلول/سبتمبر في نيويورك جنبا إلى جنب مع الرئيس الأمريكي أوباما والأمين العام للأمم المتحدة متعلقة بـ"عمليات حفظ السلام". كما دُعيت هناك لإلقاء كلمة في جامعة كولومبيا عنوانها "الفتيات يقدن الطريق" وستتلقى أيضا أعلى جائزة في مجال البيئة من الأمم المتحدة وهي جائزة "أبطال الأرض".
وهذا ما يؤكد للجميع أنَّ إجرام الطاغية يمر تحت عين وبصر أمريكا وذراعها الأمم المتحدة، وهم راضون عنها وعن قمعها للشعب المسلم. فكلُّ دعاوى حقوق الإنسان وحرية التعبير وتمكين النساء هي مجرد حبر على ورق حين يتعلق الأمر بالدعوة للإسلام.
وهذا ما يدعونا للاستمرار في مخاطبة العقلاء المخلصين من أهل القوة لنذكرهم بواجبهم وحقيقة موقفهم الحالي وما يجب أن يكون عليه. إن الله سبحانه قد أنعم علينا بالإيمان وأكرمنا أن جعلنا من أمة القرآن شهوداً على العالمين لنبلغهم رسالته بعد نبيه صلوات الله وسلامه عليه. وإنَّ الناظر لحال الأمة اليوم ليدرك أنَّها انتقلت من هذه المكانة الرفيعة للانحطاط والتخلف عن ركب الأمم بعد هدم خلافتها وتسلُّط الطغاة من الحكام الجبريين على رقاب أبنائها.
أجل فبعد أن رضينا بتحكيم غير شرع الله، استُبدلنا وزالت عنَّا نعمة الله وكسبنا الإثم بالقعود عن حمل رسالة الإسلام للعالم.
يقول جلَّ وعلا في كتابه الكريم ﴿قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنْعَمْتَ عَلَىَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًۭا لِّلْمُجْرِمِينَ﴾ [القصص: 17]، وإنَّه يتوجب على أهل القوة في بنغلادش وشبه القارة الهندية كلها من ضباط الجيوش في الباكستان وبنغلادش بل وكل بلاد المسلمين أن يعملوا للتغيير الجذري مع رائد هذه الأمة حزب التحرير، وأن يؤدوا الأمانة التي كُلِّفوا بها فلا يستخدموا قوتَّهم ضد أمَّتهم، ولا يكونوا عوناً للطغاة على أهلهم. يقول سيد قطب في الظلال "وما الطاغية إلا فرد لا يملك في الحقيقة قوة ولا سلطانا، فالطاغية - وهو فرد - لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف والملايين، لو أنها شعرت بإنسانيتها وكرامتها وعزتها وحريتها. وكل فرد من الجماهير هو كفء للطاغية من ناحية القوة ولكن الطاغية يخدعها فيوهمها أنه يملك لها شيئا!"
فيا أهل القوة:
أتسكتون عن تجبر هذه الطاغية عميلة الغرب؟ أتنسون عِزَّتكم وتستكينون لغير الله وترضخون؟ إن العزة كلها لله، وليس شيء منها عند أحد سواه، فمن كان يريد العزة فليطلبها من مصدرها الذي ليس لها مصدر غيره، ليطلبها عند الله، فهو واجدها هناك وليس بواجدها عند أحد، ولا في أيّ كنف، ولا بأي سبب ﴿فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً﴾. إن الناس الذين كانت قريش تبتغي العزة عندهم بعقيدتها الوثنية المهلهلة، وتخشى اتباع الهدى - وهي تعترف أنه الهدى - خشية أن تصاب مكانتها بينهم بأذى، تبين لهم أنَّهم لن يغنوا عنهم من الله شيئاً. وأنَّ النفع والضُّر بيد الله وحده، وأنَّه من أراد العِزَّة فليأخذها من الله وحده وليتوجه إليه وحده وليعمل لنصرته حتى ينصره الله. قال تعالى: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾ [فاطر: 10].
فهَلُمُّوا انفضوا عنكم ثوب التبعية والعار، ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمَسَكُم النار. وتذَّكروا أنَ الحق يتطلب التضحيات ويلزمه الفداء، أفتسبقكم ذوات الخدور في دروس التضحية والثبات؟ ألا تَرون حسينة تجرُّكم للذل وترديكم مواطن الهلاك؟
كونوا كموسى عليه السلام حين قال ﴿فلن أكون ظهيراً للمجرمين﴾ واذكروا أنَّ فرعون فرد، لم يذكره الله في كتابه الخالد إلَّا لأن صورته تتكرر في كل عصر، ويجيء مثله كثيرون في كل زمن. يتحقق فيهم قول الله سبحانه ﴿وَجَعَلْنَـٰهُمْ أَئِمَّةًۭ يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ ۖ وَيَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ لَا يُنصَرُونَ﴾ [القصص: 41].
فأي الفريقين أحقُّ بالاتِّباع يا أهل القوة؟ من يريد لكم الخير والهدى ويهديكم لسبل العزة في ظلال طاعة الله، أمَّن يدعوكم إلى النار؟
﴿قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلْأَرْضِ قُلِ ٱللَّهُ ۚ قُلْ أَفَٱتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِۦٓ أَوْلِيَآءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًۭا وَلَا ضَرًّۭا ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى ٱلْأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِى ٱلظُّلُمَـٰتُ وَٱلنُّورُ﴾ [الرعد: 16].
كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم بيان جمال