الأربعاء، 23 صَفر 1446هـ| 2024/08/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
اجتماع اللئام سينتهي بانقلاب السحر على الساحر

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

اجتماع اللئام سينتهي بانقلاب السحر على الساحر

 

 


ها نحن نشهد اجتماعًا آخر في فينّا، يجمع كل الأعداء من الشرق والغرب، تجمعهم قضية أرض الشام. والهدف المعلن من الاجتماع هو إيجاد حل سياسيّ للأزمة السورية، ويعلن كيري أن الأزمة يجب أن تحل سياسيًا وليس عسكريًا، في حين تستخدم دولته ومعها أكثر من ستين دولة السلاح لقصف كل من يريد الثأر لدينه وكرامته. تارة يقولون أنهم يقاتلون من هم على سياسة عميلهم بشار، وتارة يقولون أنهم يقاتلون من هم على لائحة الإرهاب التي لا تنتهي، وتارة يقولون أنهم يقصفون تنظيم الدولة، لكننا لا نرى أية نتيجة لذلك سوى تمدد التنظيم وانتشاره على الأرض أكثر وأكثر، وأخيرًا يصرّح أحد كبار السياسيين عندهم أنهم بالقتل ساعدوا العراق في استرداد 30% من الأراضي، وهو أكثر مما أعطته للتنظيم نفسه! وذاك المنسق العسكري لدول التحالف في العراق يقول أنه قضى على عشرات الآلاف من أعضاء التنظيم، وهم من قالوا أن أعدادهم لا تزيد عن 30 ألفاً، فكم عشرة آلاف في هذا الرقم؟! ثم يقولون أن الدفة رجحت لكفة الأسد بعد غارات الروس على سوريا، أفليس من المفترض أنها لضرب تنظيم الدولة؟ فكيف ترجح الكفة للأسد على المعارضة، وهم ليسوا من طرف التنظيم؟!


أما روسيا، فقد صرحت هي نفسها أنها ستنهي الأزمة السورية في غضون أربعة أسابيع، وها قد انقضت أربعة أسابيع ولم يحل شيء، أم أن تصريحاتها كتصريحات حزب إيران عندما همّ بدخول الزبداني للقضاء على المقاومة لكنه لم يستطع؟ استيقظوا، إن أرض الشام ستكون مقبرة لكم ولغيركم ممن أراد السوء بها.


وأما دول الجوار، فالعراق التي ترسل قواتها من أجل الحفاظ على النظام، لم تفلح في فعل شيء حتى الآن، ولم تستطع حماية أرضها على الرغم من دعم النظام الإيراني الكبير لها عسكريًا ولوجستيًا، فهل سيكون لها حظ في أرض الشام؟!


أما النظامان الأردني والتركي اللذان يضيقان على النازحين إليهما، فهدفهما من وراء التواصل مع الثوار ودعمهم هو اختراق صفوفهم، وتجييرهم لتلبية رغبات أسيادهم، فكيف يقولان أنهما مع الحل السياسي للأزمة؟


أما النظام السعودي، فإن عمالته تطغى على كل شيء، فقد زجّت بجيش الحجاز لقتل أهل اليمن وقصف مدنها، إرضاء لأسيادها، وما سخاؤها المالي لمصر سوى لتثبيت نظام فاسد فيها أذاق الناس الويلات والمعاناة ولا يزال. فقولوا لنا بالله عليكم أتظنون أنكم بأموالكم السياسية القذرة التي أرسلتموها إلى بعض الثوار تعطيكم شرعية التصرف والقرار في الشام؟


أما إيران، فحدّث ولا حرج، نظام ينشر سياسته الفاسدة المفسدة عبر المنطقة، غير مكترث بشيء سوى مصالح ضيقة، لا تخرج عن الحفاظ على الكرسي وتحصيل الفتات. فإيران تدعم العراق بالسلاح والجنود وحتى الأموال - وهي لا تخفي ذلك - من أجل إشعال الفتنة الطائفية المقيتة. وتدعم الحوثيين في اليمن بما تستطيع من أجل التمكين لأمريكا فيها، فلا يهمها من يُقتل، وكم يُقتل، ما دام سيدها في واشنطن راضيًا عنها ويتقبل أعمالها! وفي الشام، تدعم النظام، وتزجّ بحزبها في لبنان إلى حرب لا هوادة فيها.


أما باقي الدول، التي لا ناقة لها ولا بعير في سوريا، فهدفها من الاجتماع هو رسم مستقبل لسوريا، مستقبل لا شأن لمن يمثل الثوار في تقريره ولا حتى النظام. يجتمعون ويخططون لمستقبل بلد نأمل من الله أن يكون عقر دار الخلافة القادمة على منهاج النبوة. والغريب أنهم يحصرون المشكلة بشخص لا يكاد يُذكر إن ذُكر الرجال، وهو بشار، فيناقشون إن كانوا سيخرجونه من جحره، وهل سيخرجونه مباشرة، أم بعد ثلاثة أشهر، أم بعد ثمانية عشر شهرًا، أم يبقى هناك ويقتل فينتهي أمره، وكأن المشكلة ليست النظام والقائمين عليه. وليس هذا فحسب، بل يتباحثون كما لو أنهم يمثلون أهل سوريا!


لهذا يجب أن يظل واضحًا وضوح الشمس أن أهل سوريا ثاروا من أجل الله، وهذا يعني أنهم يسعون من خلال ثورتهم إلى مرضاة الله ليس غير، ومرضاته سبحانه وتعالى تكون بتنفيذ أوامره، وجعل كلمته هي العليا.


إنّ هذه الثورة ليست كباقي الثورات التي سُرقت، فهي لن تقبل باستبدال الوجوه والإبقاء على النظام، الذي أذاق الناس الأمرّين، لن تقبل إلا بإيجاد نظام حياة جديد لم يعهده الرويبضات وأعمدة الكفرة في أوروبا وأمريكا، إنه نظام الإسلام المتمثل في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، يحكمها خليفة المسلمين الراشد، الذي يعاهدونه على السمع والطاعة وقتال الأبيض والأسود من أجل نشر الإسلام ورفع رايته.


إن هذه الثورة التي قدمت من دماء الشهداء والجرحى الكثير، لن تكون محصلتها نظاماً فاسداً يرضى عنه أهل الكفر وأعوانه، فهي ثورة مباركة، تعول عليها أمة الإسلام كلها. فيجب على الثوار ألّا يخذلوا أمتهم، وأن يمضوا في سبيل الله حتى النهاية، حتى ينصرنا الله. إن هذه الاجتماعات وغيرها مصيرها الفشل قبل بدايتها، وتدميرها من تدبير أصحابها. وإن شاء الله سوف ينقلب السحر على الساحر.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح

 

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع