الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هذا ما جنيناه من الانفصال والسير في ركاب الأمريكان

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هذا ما جنيناه من الانفصال والسير في ركاب الأمريكان

 

 

 

بعد أشهر على تحذير خبراء تابعين للأمم المتحدة من وفاة الآلاف في مناطق النزاع في جنوب السودان نتيجة الجوع، أكدت وكالات أن المساعدات يتعذر وصولها إلى بعض المناطق لمكافحة المجاعة فيها، بسبب العنف "المتصاعد". وأكدت وكالات أممية في الشهر الفائت أن حوالي 30 ألف شخص قد يموتون جوعاً في ولاية الوحدة، فيما حذر خبراء وكالة تابعة للأمم المتحدة من "خطر مجاعة ملموس" قبل نهاية العام، إذا استمر القتال، وتعذر نقل المساعدات إلى المناطق الأكثر تضررا. وبالرغم من التحذيرات ومن اتفاق سلام أُبرم في آب/أغسطس 2015م، لم تتوقف المواجهات بين حكومة الجنوب والمتمردين، فيما تبادل الطرفان الاتهامات بعرقلة المساعدات الكفيلة بإنقاذ الآلاف. واضطُرت أغلبية وكالات المساعدة إلى الانسحاب نتيجة المعارك الشرسة، كما أكدت الأمم المتحدة أن حوالي 3,9 ملايين يعانون من الأزمة، أي ثلث عدد سكان البلاد، وذلك في ارتفاع بنسبة 80% مقارنة بالفترة نفسها في العام الفائت. وجاء في تقرير لخبراء من الأمم المتحدة أن عمليات القتل والاغتصاب والخطف ما زالت قائمة في جنوب السودان، حيث الحكومة والمتمردون يتزودون بالسلاح انتهاكاً لاتفاق السلام.


وجاء في التقرير المرفوع إلى مجلس الأمن "تعمل الحكومة وكذلك المعارضة بشكل حثيث على تعزيز مخزونهما من الأسلحة والذخائر". واستند الخبراء إلى "عدد من الشهادات ذات المصداقية" التي تحدثت عن "قتل واغتصاب وخطف وحرق قرى وخطف نساء وأطفال" في ولاية الوحدة بشمال البلاد. وسجلت أكثر من 50 حالة اغتصاب في شهر تشرين الأول/أكتوبر وحده. ونقل الخبراء عن الشهود قولهم إن "القوات النظامية أطلقت النار على مدنيين كانوا يفرون وأحرقت منازل وخطفت نساء وأطفالا". وأضاف التقرير "أن إحدى الميليشيات بقيادة العسكري المتمرد "جونسون اولوني" تعمل على تجنيد أطفال بشكل مكثف". البوابة 2015/11/6.


منذ اندلاع القتال منذ ما يقرب من عامين، وقع الأطفال ضحايا للصراع والمرض، والخوف، والجوع، بل ويعاني السكان حتى في الولايات غير المتأثرة مباشرةً بالنزاع الطويل الأجل، من عدم انتظام هطول الأمطار، ونضوب خيارات كسب الرزق، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتصاعُد تكاليف الوقود ومعدلات التضخم، وتدهور البيئة الاقتصادية عموماً.


بينما لم ينفك مرض سوء التغذية الشامل والحاد (GAM) ينتشر في صفوف الأطفال دون الخامسة فوق عتبة الطوارئ خلال أيلول/سبتمبر لدى المناطق المتضررة بالنزاع، في جونقلي وأعالي النيل والوحدة، فضلاً عن ارتفاع هذا المعدل في ولايتي آراب وبحر الغزال شمالاً على مدار السنة. ويُعزى ارتفاع معدل سوء التغذية الحاد إلى عدم كفاية الاستهلاك الغذائي، وقصور ممارسات تغذية الأمهات والأطفال في صفوف الفقراء، وانتشار الأمراض، ومحدودية الإمدادات من الخدمات الصحية والتغذوية.


وتسببت الحرب الأهلية بعد نحو أربعة أشهر من اندلاعها في فرار أكثر من سبعمائة ألف شخص من منازلهم، ونزوح 250 ألفا إلى كل من أوغندا وإثيوبيا وكينيا والسودان. إننا لا نستغرب هذا من عدو يذبح المسلمين في كل مكان تسنح له فرصة القيام بذلك... الغرب الذي لا يعطي شيئاً إلا مقابل أشياء وأشياء... وكذلك فإننا لا نستغرب من تقاعس وتخاذل حكام المسلمين الخونة عن مساعدة وإنقاذ أهل جنوب السودان! فهم دمى لا يتحركون حتى يحركهم ويأمرهم أسيادهم في الغرب!... ولكننا نستغرب أن يصمت المسلمون عامة وأهل القوة والمنعة منهم خاصة على هذه الكارثة وعلى ما يجري لأهلهم في جنوب السودان!...


إن مساحة جنوب السودان هي 644،329كم2 وعدد سكانه نحو 12 مليونا. فبعد انفصاله عن السودان لم تشهد فيها الدولة الجديدة يوما واحدا من السلام والهدوء والإعمار بعد أن غابت عن المشهد احتفالات الاستفتاء في 9 كانون الثاني/يناير 2011 واحتفالات الاستقلال في 9 تموز/يوليو من العام نفسه. سبحان الله كم فرحت الإدارة الأمريكية والدول الغربية احتفاء بالدولة اللقيطة على اعتبار أنها إحدى أكبر إنجازاتها في سلسلة الإجراءات العقابية ضد الرئيس السوداني عمر البشير على ما اقترفت يداه من دعم «للإرهاب» وارتكابه لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضد أطياف من الشعب السوداني وخاصة في دارفور كما تقول هذه الدول، فماذا جنينا من سلخ ربع السودان عن جسده؟ وماذا جنى الجنوبيون من هذا الاستقلال الذي تم بعملية قيصرية على أيدي أطباء غير مهرة بحيث ولد الطفل مشوها أصلا وبه علل عضوية لا يصلحها كل العطارين بسبب ما أفسد الدهر خـِلقة؟ لقد عوقب السودان والشعب السوداني وليس البشير من هذا الانفصال حيث تم اقتطاع جنوب البلاد الغني بالنفط (75% من بترول السودان لدويلة جنوب السودان، حيث كانت مليارات الدولارات قبل الانفصال تُنفَق بلا حسيب ولا رقيب)، فصل جنوب السودان بطريقة رعناء تواطأت فيها كل الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والدول الغربية بشكل عام وبعض الدول العربية، كما لعبت أمريكا دورا مفصليا في هذه الكارثة انطلاقا من استراتيجيتها في تفتيت الدول العربية أو الزج بها في حروب طائفية أو دينية كي تثبت هيمنتها على المنطقة بشكل مطلق. لكن مسؤولية سلخ الجنوب يتحملها البشير أولا، حيث قَبِلَ بفكرة الانفصال كأحد شروط اتفاقية السلام الشاملة والتي ستنتهي بالاستفتاء وذلك بتطبيقه للعلمانية مما سهل للولايات المتحدة وكيان يهود عملية تقطيع أوصال السودان والذي كان يمكن أن يكون سلة الخبز للقارة الأفريقية ومن أعظم الدول المنتجة للمواد الغذائية.


والمنظمات الغربية التي تدعي مساعدتها لهم ولكن الغرب لو تحرك وأعطى باليسرى بعض المساعدات فإنه يكون خطط لنهب البلاد باليمنى لاسترداد أضعاف ما أعطى، إن كل ما نراه من اضطرابات سياسية، وفساد، وكوارث حكم، إنما هو نتيجة تلك الأيادي الغربية الآثمة التي تعبث بالبلاد ومقدراتها بمساعدة من بعض عملاء السودان باعوا أهل السودان بثمن بخس وقادوا العالم قيادة غير إنسانية وغير راشدة.. لذلك ليس من حل لهذا العالم إلا أن تعود قيادته للمسلمين بقيام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ليعود الأمن والأمان وليعود العدل والإنصاف إلى العالم.


الإسلام يعطي قيمة عليا وأهمية قصوى للقيم الإنسانية.. ولذلك فإنه لو كان شعب يتهدده الموت جوعًا حتى لو كانوا غير مسلمين فإن المسلمين يتحملون مسؤولية كبرى نحو هذا الشعب.. كما قال الرسول : «في كل كبد رطبة أجر..» و«أن رجلا دخل الجنة بسبب كلب كان يلهث من الظمأ سقاه..» فإن البشر أولى من الحيوان وأدعى لإروائهم من ظمأ أو إطعامهم من جوع. إن الغرب متوحش وظالم؛ فهو لا يكتفي بسرقة ثروات الشعوب وإنما يريد أن يتحكم بمصادر الثروات وغذاء الشعوب ليحكم قبضته على الشعوب.. أرأيتم أحقر وأفسد من هكذا تفكير..؟! إن على المسلمين أن يعتزوا بدينهم فهو دين للإنسانية يرعى الإنسان والحيوان. ومما يستحق التنويه له أن الدولة الإسلامية في مختلف العصور كانت فيها أوقاف خاصة بالحيوانات الضّالة والهرمة وهناك أوقاف خاصة بذوي الأمراض العقلية.. إن من عظمة الإسلام أنه لم يهمل حتى الحيوان والرفق والرحمة به..


إن البحث في عظمة الإسلام كفيل بإيجاد حلول لكثير من الأزمات التي تعانيها شعوب إسلامية من قبيل المجاعة التي تهدد الملايين في إفريقيا والقرن الإفريقي.


فيا أهل القوة في بلاد المسلمين: ألم يأن لكم أن تخشع قلوبكم لذكر الله وما نزل من الحق؟ ألم يأن لكم أن تهبُّوا لنصرة ومساعدة أخواتكم وأطفالكم الذين يموتون أمام أعينكم في جنوب السودان؟! لقد طلبنا منكم من قبل ألا ترضوا بانفصال الجنوب ولم تتحركوا والآن الناس يموتون جوعا فماذا أنتم فاعلون؟ إننا نعلم بأن الحكام لن يتحركوا فاخلعوهم من جذروهم، وانصروا حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تعيد للأرض بالإسلام العدلَ بعد سنوات الجور.


إن الأمة كانت ضد الانفصال وما زالت ولكنها غيّبت، ومورس عليها التضليل بزعم الوحدة الجاذبة، والأحاديث المضللة بأن جنوب السودان لن ينفصل، وتأكيد الرئيس في عيد الجيش قبل الانفصال بأنه استلم البلاد مليون ميل مربع ثم بارك الانفصال لثلث هذه المساحة التي ذهبت بربع سكان السودان، واحتفل مع المحتفلين في جوبا عاصمة الدويلة المستقطعة من أرض المليون ميل مربع! إن ذاكرة الأمة لن تنسى، وإنها تتوق لتوحيد كل بلاد المسلمين في دولة واحدة، هي دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، والأمر يحتاج لرجال مؤمنين مخلصين يحققون تطلعات الأمة نحو الوحدة ليس داخل القطر الواحد وإنما لكل بلاد المسلمين، ولن يكون ذلك على أيدي من باعوا دينهم وأمتهم وبلادهم ورهنوا أنفسهم وقرارهم للكافر المستعمر مقابل كراسي معوجة قوائمها، تهوي بهم في جهنم وبئس المهاد، وإنما على أيدي المخلصين من أبناء الأمة، وأيدي شباب حزب التحرير الذين يصلون ليلهم بنهارهم من أجل تحقيق هذه الغاية السامية، نصراً لله الذي وعدهم بنصر من ينصره، قال تعالى: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.


ويعز الناس بعد سنوات الذل، الخليفة القادم الذي سيعيد أمجاد وانتصارات الخلفاء الأوائل... نعم نظام الخلافة وحده سيجعل جنوب السودان يزدهر بعد خراب وقوة بعد ضعف.


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾

 

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ريم جعفر - أم منيب

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع