الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
صناعة القادة وصناعة المعارضة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

صناعة القادة وصناعة المعارضة

 

 

 

الصناعة لغة كلُّ عِلم أَو فنّ مارسَه الإنسان حتى يمهر فيه ويصبح حرفة له، ومن هنا نلجُ في هذا الموضوع المهم... حيث استشكل على عامة الناس التمييز بين من هم قادة الأمة الحقيقيون وبين قادة المعارضة، ولبيان الأمر أقول...


إن القائد هو الذي ينهض بأعباء أمته ويحرص على مصلحتها، ويكون ناصحاً أميناً لها، مبيناً لها الأخطار المحدقة بها، واعياً ومتبصراً بسياسة وألاعيب ومؤامرات دول الكفر.. مرتكزاً على فهمٍ واضحٍ للإسلام وأحكامه الشرعية... فلا تنطلي عليه الحيل الماكرة من مؤتمرات وهدن وغيرها من الأعمال السياسية التي تؤدي إلى إجهاض نهضة الأمة... فهذا رسول الله e أعظم قائد وأعظم إمام... صنع قادة للدنيا وأي قادة! قادة رباهم عليه الصلاة والسلام على فهم عميق للإسلام وأحكامة فساروا سيراً سياسياً واعياً متخذين من الإسلام البوصلة التي تحركهم... وجعلوا حمل الإسلام بالدعوة والجهاد هي الطريق لمخاطبة الشعوب والأمم فدانت لهم الدنيا...


أما صناعة المعارضة فهي آتية من المبدأ الرأسمالي، وهو تداول السلطة، بمعنى أن هناك أكثرية وأقلية... فالأقلية هم المعارضة، (والأكثرية والأقلية) أي الحكومة والمعارضة هم جزء من النظام العلماني الرأسمالي...


فالمعارضة تحمل أفكار الدولة نفسها ودستورها وقوانينها وهي تستخدم للتنفيس عن غضب الناس... ووجود المعارضة وأحزاب المعارضة في الدولة مهم جداً، وإن كان لا يوجد معارضة فستقوم الدولة بالإتيان بالمعارضة لذر الرماد في العيون على أن هناك محاسبة وشفافية وهناك من يقول (لا) ضمن القانون!! ولذلك يتم إدارج الحركات العلمانية والتي ترضى التفاوض مع النظام وتجلس معه وتحاوره... والتي تقبل بالتداول السلمي للسلطة بأنها حركات وأحزاب وتكتلات معارضة يقبل بها المجتمع الدولي...


أما من يرفض النظام ابتداءً ويرفض الجلوس معه ويعمل على قلعه فلا يسمى معارضة... ويعتبر خارجاً عن الدستور ولا يُرحب به لأنه يطير ويحلق خارج سرب المنظومة الرأسمالية الخادعة...


وبهذا يتضح الفارق بين معارضة شكلية هزيلة إن لم تكن عميلةً تسعى إلى خداع الناس بشعارات زائفة من حريات وما شاكل ذلك ليصلوا إلى الحكم... وما تلبث أن تنكشف هذه المعارضة الزائفة فتبصر الأمة معارضة الأمس قادة اليوم وهي تلبس لبوس سلفها في محاربة المسلمين في جميع مناحي الحياة وبعمالة أشد وأنكى من سابقاتها... ولا أدل على ذلك مما حصل في تونس ومصر وغيرها...


ولذلك يجب على المسلمين أن يلتفوا حول القادة المخلصين الحقيقيين الذين يحملون مشروع نهضةٍ حقيقية للأمة واضح المعالم مستنداً إلى الإسلام من خلال استنهاض المسلمين بشكل عام وأهل القوة والمنعة بشكل خاص... فتتضافر جهود المسلمين جميعاً بإعطاء النصرة لقيادةٍ تحب الله ورسوله ويحبها الله ورسوله...


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [سورة النساء: 54]

 

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رولا إبراهيم – بلاد الشام

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع