- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نحتفل بأعياد أعداء أمتنا وقاتلي أبنائها؟!
لا يخفى على كلّ ذي بصر وبصيرة أنّ الكفّار هم السبب فيما تعانيه الأمّة الإسلاميّة من مآسٍ وآلام، ولكن - وللأسف الشديد - يحتفل العديد من أبنائها بأعياد هؤلاء ويشاركونهم أفراحهم دون تدبّر وتفكّر في حكمها الشرعيّ الذي يحرّمها وينهى المسلمين على اتباع هؤلاء الكفار فيها!
ولتحقيق مآرب ومكايد الغرب في الأمة - إلا بعض المخلصين طبعا - تولّى الإعلام المأجور المهمّة بنجاح فكثّف البرامج التلفزيونية وضاعف مقالاته في الجرائد والمجلات للحديث عن هذه المناسبة وكأنها عيد من أعياد الأمة التي لا تلقى مثل هذا الاهتمام، بل بالعكس يتعمّد تجاهلها حتى ينساها أهلها وتمحى من ذاكرتهم، وإن ذكرت فتذكر على أنّها من العادات والتقاليد. فمن المؤلم أن يتذكّر أبناء الأمة الإسلامية السنة الميلادية ويحتفلون بقدومها ولا يعلمون عن السنة الهجرية شيئا وتمرّ دون علمهم في أيّ سنة هجريّة هم!
في آخر كلّ سنة ميلادية يقيم العالم احتفالات وسهرات فترى وجها ضاحكا للعالم وفي الآن نفسه تدلي المنظّمات العالميّة بما أحصته من أرقام مفزعة خلال السنة تكشف الوجه الباكي المتألم للعالم: فتعدد هذه المنظمات أعداد القتلى والجرحى والمشرّدين واللاجئين وخاصة في العالم الإسلامي الذي جعله الغرب الكافر مسرحا لبسط نفوذه عليه ونهب ثرواته.
فها هي الأمم المتحدة تعلن عن تجاوز عدد لاجئي سوريا في الدول المجاورة أربعة ملايين لاجئ وسيبلغ 4,27 مليون لاجئ بنهاية عام 2015 حسب ما ورد عن المنظمة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
كما أبلغت المفوضية السامية عن عدد طالبي اللجوء من أهل سوريا إلى أوروبا 428,735 من 2011 إلى 2015، كما أنّ نسبة القتلى في سوريا - وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان - قد بلغت 240381 من بداية الثورة سنة 2011 حتى تاريخ 5 آب/أغسطس2015.
إنّ هذا غيض من فيض مما يحدث على أرض الشام المباركة والتي يتآمر عليها القريب والبعيد حتى يجهضوا ثورتها الأبية ويقضوا على مشروعها المتمثل في انعتاق الأمّة الإسلامية من قبضة المستعمر الذي أذاقها الويلات، كما أنّ ما يحدث في البلاد الإسلامية الأخرى: ليبيا وفلسطين والعراق وما يحدث للمسلمين في بورما وبنغلاديش وأوزبيكستان وغيرها لا يتسع له هذا المقال ولا أيّ مقال؛ فقد سُجّلت أرقام مذهلة ومرعبة إن كشفت عن شيء فإنها تكشف عن بشاعة الغرب الحاقد على الإسلام وأهله، فالمتتبع لحال أبناء الأمة الإسلامية وهم يقاومون أمواج البحر خوفا من الغرق ويصارعون في البر الجوع والعطش والبرد يتملّكه الحزن والأسى والألم لما وصلت إليه حال خير أمّة أخرجت للناس.
فإلى متى يا أمّة الإسلام ترضين بالتبعية للغرب؟ إلى متى تقلدين عدوّك بلا تبصّر وبلا وعي؟ فيصدق فيك قول رسول الله e: «لَتَتَّبِعُنَّ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ»، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَنْ؟». أوبعد كل ما نراه وما نسمعه وما يحدث لأمتنا نحتفل مع هؤلاء بدخول رأس السنة الميلادية، نحتفل معهم وهم أعداؤنا وأعداء ديننا الذين يحاربون الله ورسوله e؟!
يا أمة الإسلام، يا خير أمّة، قومي وانفضي عن كاهلك الذّل والهوان وأعيدي مجدك المطرّز بأرقام البطولات التي امتلأ بها التاريخ واحتفلي بعيد يكون فيه نصرك عزيزا مؤزرا!... فبين يديك وعد من الله وبشرى رسوله e: خلافة على منهاج النبوة!!
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعاد خشارم - تونس