﴿والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾

لقد عقد حزب التحرير مؤتمره بمناسبة ذكرى (هدم الخلافة) في قلب العاصمة التركية بحيث لا يبعد سوى بضعة أمتار عن المقر الذي اتُّخذ فية أعظم قرار لأذيّة الأمة الإسلامية، ألا وهو قرار إلغاء الخلافة، وطرد خليفة المسلمين من عاصمة الخلافة حينها، وتحويل تركيا إلى دولة علمانية!

لقد استطاع مصطفى كمال ذلك المجرم، القضاء على حكم الإسلام في سابقة لم يتخيل حدوثها أحد قط! كان ذلك بمساعدة الإنجليز لكي تتحقق مصالحهم في بلاد المسلمين. نعم لقد مزق الغرب الكافر بلادنا؛ فاحتلت فلسطين والشيشان وكشمير وقسمت بلاد المسلمين إلى كنتونات هزيلة، نصّبوا عليها حكاما عملاء من بني جلدتنا ويتحدثون لغاتنا ويدينون بديننا! ولكنهم يخدمون الغرب ويعادوننا، ويحافظون على مصالحه ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة! لقد وضع الغرب لهم دساتير يحكمون الناس بها بعدما أقصوا الشريعة الإسلامية عن الحكم والسلطان، بل لقد تعهد هؤلاء الحكام لأسيادهم الكفار بمحاربة كل من يسعى لإعادة حكم الله وشرعه!

إن قبيح أفعالهم التي ملأت الأرض ظلما وجورا لتدل على جرمهم وشنيع ما يحملون في صدورهم من كره وغل على هذه الأمة وهذا الدين! وما زالت سجونهم شاهدة على أنين جراحنا كل يوم من الظلم والتنكيل.

ولكن، في قمة فرح الغرب وعملائه من حكام وعلماء سوء وغيرهم من خدم الاستعمار، عقد حزب التحرير مؤتمره في قلب العاصمة التركية، ليقول للعلمانيين وجميع المتآمرين وكل من سار على نهج (مصطفى كمال)! ليقولها عاليا صادحا مجلجلا: ها قد عدنا يا كمال!! بل وقد عدنا أقوى مما كنت تتوقع!! لقد عقدنا المؤتمر لنقول للغرب لم يبق كثير حريق! فتروا خيل الله تدك معاقل الكفر وأوكار الشر في الغرب، لم يبق كثير حتى نخلص العالم أجمع من ظلم الرأسمالية العفنة، لقد عقدنا مؤتمراتنا لنقول لكم نحن أمة يمكن أن تنام لكنها لا تموت أبدا!!. والله عندما كنا نسمع صيحات التكبير ورايات الإسلام ترفرف في سماء العاصمة التركية كنا نستبشر خيراً بقرب نصر الله لنا، والله إننا ونحن نتابع كلمات الرجال وصيحات التكبير قد ذرفت أعيننا دمعها فرحا لما رأينا وسمعنا.

فنقول لكل العلمانيين والمجرمين المتآمرين وشيوخ السلاطين، بأنه قد اقترب تحقيق الوعد الحق وبشرى الخير وإنجاز الفتح المبين، وليس لكم بيننا من مكان، وليس لكم عن حساب أمتنا لكم من فرار، فلن تجدوا مغارة ولا مدخلا تلجأون إليه.

اللهم أكرمنا بخلافة على منهاج النبوة وبخليفة يحكمنا بكتابك وسنة نبيك واجعلنا يا الله جندا من جنودها. اللهم آمين.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

علي الدقس (أبو مصعب)