الجمعة، 27 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 2 تعليقات
خاف الفاروق من تعثر الشاة، والحكام لا تهمهم حياة البشر!!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

خاف الفاروق من تعثر الشاة، والحكام لا تهمهم حياة البشر!!

 

 


ودّعوا أهاليهم وحملوا أمتعتهم وخرجوا محملين بالإيمان والأمل بتأدية سنّة محببة وهي أداء مناسك العمرة.. قضوا ساعات على جسر الآلام الفاصل بين فلسطين والأردن والمسمى زوراً وكذبا جسر الكرامة وفيه تُنتهك كرامة كل من يمر فيه من أمثالهم من الناس العاديين... في مثل هذه الرحلات يخرج الناس مع عائلاتهم وأقاربهم ليقطعوا معا وحشة الطريق وطوله وينالوا الخير معا بإذن الله في بلاد الحجاز المباركة، ليروا الكعبة ويزوروا الروضة الشريفة ويسلموا على رسول الله e ويوصلوا له سلام الكثيرين ممن تركوهم خلفهم ويدعون أمام الكعبة بما وصَّوْهم بدعوته لهم.. قلوبهم تتحرق شوقا للوصول وألسنتهم تلهج بالدعاء والاستغفار وما بين هذا وذاك بعض طعام وشراب وراحة ونوم.. وفجأة وبدون سابق إنذار تنقلب الدنيا رأسا على عقب.. فجأة يطير النوم من العيون بل وتطير الأجسام من النوافذ حيث تنحرف الحافلة عن مسارها وتنقلب مستقرة على جانبها وعلى عدد من الذين كانوا فيها!! مناظر لا توصف ولحظات تسكت فيها الكلمات وتقف فيها القلوب خوفا وهلعا، لا تسمع إلا الصرخات ولا ترى إلا الدماء والجثث المتناثرة.. والنتيجة وفاة 16 معتمرا لم يصلوا بعد إلى حدود السعودية وإصابة العشرات منهم إصابات بالغة...

 


حوادث ومآسٍ يتكرر حدوثها وتُعاد مشاهدها بلا رقيب ولا حسيب، تحقيقات ومحاضر شرطة وتقارير صحفية وزيارات للجرحى ومواساة أهل القتلى وتصوير وخطط ووعود.. ثم ينتهي الأمر وتحفظ القضية ولا يأخذون الدروس مما حصل ولا حساب ولا عقاب حقيقياً لمن فرط واستهان بحياة الناس وأرواحهم وأمنهم بسبب الجشع والطمع وحب الدنيا وغياب رقابة الدواخل وغياب الدولة الراعية.. وسبحان الله ففي نفس التاريخ وقبل ثلاثة أعوام وقعت حادثة مماثلة حيث انقلبت حافلة تقل معتمرين عائدين من السعودية في منطقة الأغوار الوسطى بالأردن وأسفرت عن عدد مشابه من الضحايا والمصابين. وفي الحادثين كان السبب فقدان السائق السيطرة على الحافلة، وعزى المعتمرون الناجون من الحافلتين سبب وقوع الحادثين إلى نوم السائق أثناء القيادة بسبب التعب الشديد، ما تسبب في فقدان السيطرة على الحافلتين وانقلابهما وتسجيل هذا العدد الكبير من القتلى والمصابين..

 


صحيح أنه لكل أجل كتاب وأن الأعمار بيد الله، ولكن المسؤولية هنا كبيرة على الحكومات وعلى شركات العمرة، فتحسين الطرق وصيانتها وإنارتها وتعبيدها بدل أن تكون وعرة وصعبة، وكذلك الرقابة على شركات النقل هي مسؤولية الدولة. والطمع والجشع لشركات السفر التي تجعلهم يضنون بأجرة سائقين بدل سائق واحد يقود لساعات طويلة متتالية بدون أخذ إلا قسط قليل جدا من الراحة مما يسبب التعب والإرهاق والنعاس أثناء القيادة وبالتالي تحصل الحوادث المفجعة.

 


وماذا بعد ذلك... يضج الناس والإعلام بهذه الحوادث وتذر الحكومة الرماد في العيون بادعائها تولي علاج الجرحى وربما تعويضهم وذوي القتلى.. وإعلان يوم حداد!! ثم يطوي النسيان هذا الحادث مثلما طوى غيره بلا محاسبة ولا مراقبة، ولا أخذ تغذية راجعة لمثل هذه الحوادث لتلافيها في المستقبل، وهذا لغياب الراعي الحقيقي الذي يعلم أن الرعاية مسؤولية وأمانة وليست مناصب وكراسي.. هذا الراعي والحامي الذي غاب بعد سقوط الخلافة الإسلامية التي في عهدها وخلال كل عصورها اهتموا بالطرق ومدِّها وتعبيدها وإقامة الجسور والقناطر وحفر الآبار، وكذلك إضاءتها بالقناديل.. ورحم الله الفاروق في مقولته الشهيرة "والله لو عثرت بغلة بالعراق لخشيت أن يسألني الله عنها: لِمَ لَمْ تسو لها الطريق".. بينما حكام اليوم يبذرون أموال الأمة وينفقونها على كل شيء إلا رعاية هذه الأمة والقيام على مصالحها.. قاتلهم الله أنى يؤفكون..

 


رحم الله ضحايا هذا الحادث وأنزل الصبر على ذويهم وشافى الجرحى.. وقيض للأمة الراعي الحقيقي الذي يحكم بشرع الله ويضع مصلحة الأمة نصب عينيه.. وعساه يكون قريبا...

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير


مسلمة الشامي

 

وسائط

2 تعليقات

  • khadija
    khadija الإثنين، 21 آذار/مارس 2016م 07:55 تعليق

    جزاك الله خيرا أختنا الكريمة

  • إبتهال
    إبتهال السبت، 19 آذار/مارس 2016م 15:50 تعليق

    بوركت أختي الفاضلة
    وحسبنا الله ونعم الوكيل في حكام الضرار الجاثمين على صدورنا..

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع