- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
يا حملة الدعوة المخلصين!
(مترجم)
إلى الأختين التقيتين الأخت رومانا والأخت روشان وغيرهما الكثير ممن يعانون صعوبات شديدة لمجرد كونهم يحملون الدعوة الإسلامية.
لقد أخذتم هذا الالتزام النبيل بحمل الدعوة على أنفسكم، كما فهمتم ما بينه الله في الآيات الكريمة التالية: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾، وقوله: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ﴾. ولقد فهمتم أن هذه الآيات قد نزلت بشكل عام يضع هذا المطلب المهم المتمثل في حمل الدعوة ليس فقط على عاتق الرجال المخلصين من هذه الأمة بل على عاتق النساء الورعات أيضاً.
وبلا شك أنكم كذلك على دراية بالحديث الذي رواه أحمد أن النبي e قال: «إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ لاَ يُغَيِّرُونَهُ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابِهِ».
أنتم تشهدون على المنكر المحيط بالأمة وبالتالي لا يمكنكم الجلوس والنظر فقط. أنتم ملزمون بإنكار المنكر. عليكم إزالة الجهل المحيط بديننا الجميل والعمل بجد لزيادة الوعي به. لا يمكنكم أن تكونوا شاهدين على المعاناة العظيمة التي يعانيها إخوتكم وأخواتكم في جميع أنحاء العالم وتصمتون، لا يمكنكم الانتماء إلى أولئك بفكرة أضعف الإيمان. قال النبي e في حديث رواه الإمام مسلم عن أبي سعيد الخدري: «مَنْ رَأَى مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ». هذا ما يدفعكم لمواصلة عملكم النبيل بالتحدث عندما ترون الخطأ، ونشر كلمة الإسلام.
هل جهلتم المخاطر التي تترتب على هذا الواجب النبيل؟ بالطبع لا. بل كنتم على دراية بما يعنيه كيف يكون الإنسان مؤمنا حقيقيا. لقد درستم آيات خالقكم مما جعلكم أقوى في كل خطوة على الطريق. ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾. لكنكم بقيتم ثابتين وحازمين في قراركم بحمل هذه الدعوة وملأتم قلوبكم بالتوكل على الله. يقول الله سبحانه: ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾. ويقول سبحانه: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾.
من خلال أعمالكم المخلصة كحملة دعوة، كونوا على يقين أنه لا يوجد مكان في قلوبكم للخوف من أي شيء وأنتم مع الله. هذه هي التقوى أيتها الأخوات العزيزات التي سوف تعطيكن أعظم قوة حتى خلال أصعب المواقف. هذه هي التقوى التي ستخرجكن أنتن وعائلاتكن من هذه الفترة العصيبة.
ستُملأ قلوبكن بالصبر لعلمكن بأنه «مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا». وسوف تنتظرن بصبر لعلمكن بأن ﴿مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾. ودعاؤكن يا أخواتي العزيزات هو أفضل كلام ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾. وأموركن ستكون بخير بإذن الله، يقول e: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ».
حافظن على قوتكن وثباتكن أخواتي العزيزات
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ياسمين مالك