- الموافق
- 1 تعليق
بسم الله الرحمن الرحيم
كوني كأمّ محمّد الفاتح وأعدّي بطلا ليكون لروما فاتحا
عن عبد الله بن عمرو قال: بينما نَحنُ حولَ رسولِ اللَّهِ e نَكْتبُ إذ سُئِلَ رسولُ اللَّهِ: أيُّ المدينَتينِ تُفتَحُ أوَّلاً: قُسطنطينيَّةُ أو روميَّةُ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ: «مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلاً يَعْنِي قُسْطَنْطِينِيَّةَ». بشرى من رسولنا e تلقّتها أمّ بحكمة وسارعت لتحفر اسم ولدها في تاريخ أمّة الإسلام وتجعله بطلا فاتحا ناصرا لدينه. إنّها أمّ محمّد الفاتح التي عقدت العزم على غرس فكرة فتح القسطنطينيّة في ذهن صغيرها وتحقيق بشرى النبيّ عليه الصّلاة والسّلام على يديه. كانت تكرّرها عليه في الصّغر لتكون كلماتها كالنّقش على الحجر.
صنعت أمّ الفاتح من ابنها بطلا بتربيتها له على أن يكون محقّقا لبشرى نبيّه e. كانت تكرّر على مسامعه سؤالها ربّها أن يكون هذا الفتح على يديه. فكان يكبر وتكبر معه هذه الأمنية وترعرع وهو يعمل على تحقيقها فأكرمه الله وكان فاتح القسطنطينيّة.
هذه هي الأمّ في الإسلام مربّية للأجيال وصانعة للأبطال، تنشئ أبناءها على التّقيّد بأحكام ربّهم لتستقيم أخلاقهم وتغرس فيهم العمل لنصرة دينهم لتربح تجارتهم. ينمون وينمو معهم حبّهم لله وللرّسول e فيبذلون أرواحهم لإعلاء كلمة الله ونشرها.
فأين المرأة المسلمة اليوم من أمّ الفاتح؟ هل تعمل على إعداد الأبناء ليحقّقوا البشرى الثّانية: فتح روميّة؟ ألم تمرّ بحديث رسولنا e فتعقد عزمها على أن تكون أمّ الفاتح الثّاني؟ وأن يكون أبناؤها من قادة الجيوش في دولة الإسلام؟
لقد غزا الغرب المسلمين بمفاهيمه بعد أن أسقط دولتهم وأبعد دينهم عن حياتهم واتّجه خاصّة نحو المرأة المسلمة ليقينه بدورها المهمّ في تربية الأجيال وصناعة الرّجال فعمل على تغيير مفاهيمها الإسلاميّة وتشكيكها فيها وجعلها ترى الأشياء بعين الحضارة الرّأسماليّة الغربيّة:
فبعد أن كانت تحمل ابنها كلّ يوم إلى مشارف قسطنطينيّة لتذكّره ببشرى الرّسول e وتبوح له بأمنيتها أن يحمل الرّاية ويفتحها صارت تحمله كلّ يوم إلى المدرسة تغرس فيه أن يحقّق حلمها بنجاحه وإحراز المرتبة الأولى فتتفاخر وتسعد بذلك فتجعله لا يفكّر إلّا في نجاحات دنيوية قد تكون على حساب أدائه لفروضه الدّينيّة، فتراها لا تغمض عينا لتوقظه باكرا لمراجعة دروسه وتتساهل في صلاته فلا تحثّه عليها في أوقاتها!
وبعد أن كانت تغرس في نفسه الالتزام بأحكام دينه والخوف من المعاصي وتعوّده على تحمّل المسؤوليّة فيتدرّب على المهامّ الصّعاب ويصير من الرّجال صارت ترى فيه طفلا صغيرا لا يؤاخَذ ولا يحاسَب على أخطائه فميّعته وضيّعته.
المتأمّل في حال معظم أبنائنا اليوم يشعر بالحزن على ما آل إليه فلا مسؤوليّة ولا هدف، وأنّى لهم بذلك وقد نشأوا تنشئة خاطئة تُلبّى رغباتُهم وحاجاتُهم. نمت فيهم الأنانيّة وحبّ الذّات وصارت الحياة الدّنيا أكبر همّهم. زرعت فيهم المربّية حبّ الشّهوات والسّعي وراء الرّغبات والنّزوات وغفلت أو تغافلت عن الحسنات وجني الخيرات!
قد يقال لي: لا تعمّمي! فهناك من المسلمات من تعي واجبها نحو أبنائها وتعمل على أن تبني شخصيّاتهم بناء سليما وتسعى لأن تصنع منهم قادة ورجالا، وأنا لا أنكر ذلك ولكنّها تواجه صعوبات وعراقيل في واقع تغلب عليه المفاهيم الفاسدة المفسدة التي تعمل على خلق أجيال مائعة ضائعة منبتّة عن دينها. تيّار جارف ينشر الرّذيلة والفساد ليصرف الأبناء عن دينهم وأحكامه ويغرس فيهم مفاهيم الحرّيات والانحلال.
باتّباع الحكومات لسياسات مفروضة عليها تُمرَّر القوانينُ الغربيّة، وبتوظيف وسائل الإعلام تُنشَر المفاهيم الفاسدة، وبفرض مناهج تعليميّة مملاة تُمرَّر الأفكار المسمومة لتحوّل الواقع إلى مستنقع يغرق فيه الأبناء فيجدون أنفسهم تائهين لا يهتدون إلى سبيل يخرجهم من ضياعهم.
على الأمّ المسلمة الواعية بدورها في صناعة الرّجال الأبطال أن تردّد كلّ يوم على مسامع ابنها أنّها تسأل الله - كما سألته أمّ محمّد الفاتح - أن يكون قائدا في جيوش المسلمين بعد أن تقوم دولة الخلافة الرّاشدة الثّانية على منهاج النّبوّة. وتكرّر دوما أنّ الحلّ لا بدّ أن يكون بإقامة دولة الإسلام! تقولها له دوما لتغرس فيه أمل أن يحقّق بشرى رسول الله e بفتح روما فينشأ يهزّه الشّوق لذلك ويدفعه الأمل.
فلتشمّر كلّ أمّ عن ساعديها لتزرع في نفوس أبنائها حبّ تحقيق بشرى رسولهم e الثّانية وتخرج منهم صلاح الدّين ومحمّداً الفاتح، فتنال بذلك شرف إعدادها بطلا فاتحا ناصرا للإسلام رافعا لرايته.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير
زينة الصّامت
#فتح_القسطنطينية
#القسطنطينية
وسائط
1 تعليق
-
اللهم اصلح شأن أبنائنا وانصر بهم