الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

فتح القسطنطينية من الأيام الفاصلة في حياة الأمة الإسلامية

 

تتمايز مكانة الأيام في حياة الأمة الإسلامية عن بعضها البعض، كما تتمايز معاركها الحاسمة عن معاركها الهامشية، فمن المعارك الفاصلة بدر والخندق واليرموك والقادسية وفارسكو وعين جالوت وحطين والقسطنطينية... ومن معاركها الفاصلة القادمة بإذن الله قتال يهود وفتح روما...

 

فمعركة بدر هي أهم معركة في تاريخ الإسلام؛ فقد أعز الله فيها الإسلام وجنده وأذل الكفر وحزبه. فيوم بدر هو يوم الفرقان، قال الله تعالى: ﴿يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ﴾، فهو يوم ارتفعت فيه راية الإسلام عالية وقوت فيه شوكة المسلمين وتوطدت أركان دولتهم وسمت قوتهم وغزت قلوب الكفار والمنافقين مهابتهم، فقد كان عيد الفطر المبارك في السنة الثانية للهجرة هو أول عيد في تاريخ المسلمين وقد فرضه الله بعد انتصار المسلمين في معركة بدر الكبرى بأيام قلائل.

 

وأما معركة الخندق التي هزم المشركون فيها هزيمة ساحقة وأرسل الله عليهم ريحا وجنوداً لم يروها فكان انتصار المسلمين فيها دليلاً على أن الدولة الإسلامية أصبحت أقوى من كل أعدائها مجتمعين.

 

وأما اليرموك فكان انتصار المسلمين فيها على الروم انتصارا ساحقا وكان ذلك اليوم بداية العد التنازلي للإمبراطورية الرومانية التي كانت الدولة الأولى في العالم حينها.

 

وأما معركة القادسية فقد حطمت الإمبراطورية الفارسية وقد كانت الدولة الثانية التي تزاحم الروم على المركز الأول.

 

وأما فارسكو التي هزم المسلمون فيها الصليبيين وكذلك عين جالوت التي هزم المسلمون فيها التتار بعد أن تمكنوا من إسقاط الخلافة العباسية في بغداد فأصبحت مصر هي آخر معقل للذود عن الإسلام والمسلمين ولو تمكن الصليبيون أو التتار من هزيمة المسلمين في مصر لاستطاعوا أخذ مكة والمدينة ولقضوا على الإسلام والمسلمين أو كادوا ولكن الله سلم وقيض لهذه الأمة قادة عظماء كسيف الدين قطز (محمود بن ممدود) الذي قاد معركة عين جالوت بنفسه فهزم التتار هزيمة ساحقة فحمى بذلك بلاد المسلمين من شرورهم.

 

وأما معركة حطين فقد هزم المسلمون فيها الصليبيين هزيمة منكرة بقيادة صلاح الدين الأيوبي الذي حرر بيت المقدس الذي بقي أسيرا بيد الصليبيين 88 عاما فكانت نهاية لهم في بلاد الشام لم يلبثوا بعدها إلا قليلا حتى أخرجهم منها نهائيا الناصر بن قلاوون.

 

وأما فتح القسطنطينية فقد كان يوما فاصلا في تاريخ المسلمين فقد دخل الإسلام إلى أوروبا بقوة بعد أن ظل محصورا في بلاد الأندلس التي دخلها الإسلام في الخلافة الأموية ثم إخراجهم الكفار منها بعد ثمانية قرون، كما أن فتح القسطنطينية وسع نطاق الفتوحات في أوروبا وكان محصورا في مناطق قليلة دخل إليها في زمن السلاطين العثمانيين قبل محمد الفاتح، كما كان فتح القسطنطينية صاعقة مدوية هزت أوروبا كلها التي كانت تعصف بها القوميات والدويلات المتناحرة فعصف بها فتح القسطنطينية وهزها هزا عنيفا فصارت تتوحد خوفا من المارد الإسلامي أن يكتسحها كلها.

 

ولأهمية فتح القسطنطينية فقد بشر بفتحها الرسول ﷺ فعن عبد الله بن بشر الخثعمي عن أبيه أنه سمع النبي ﷺ يقول «لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، وَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ» قال فدعاني مسلمة بن عبد الملك فسألني فحدثته فغزا القسطنطينية. رواه أحمد، وقد تحققت البشرى على يد محمد الثاني الذي لقب بعد فتحها بالفاتح، فقد غرس شيخه ومعلمه آق شمس الدين في نفسه حب الجهاد والفتح وأنه هو من سيكون فاتحا للقسطنطينية ليفوز ببشارة الرسول وليكون من تتحقق تلك البشرى على يديه، وقد تحقق على يديه فتحها فقد أكرمه الله بذلك الفتح المبين ليكون هو من يستحق مدح الرسول ﷺ فكان الفاتح بحق نعم القائد ونعم الأمير وكان جنده بحق نعم الجند ونعم الجيش، وقد كانت القسطنطينية من الأهمية بمكان، فقد كانت مدينة حديدية محصنة بأسوارها العالية التي تمنع اختراقها من أي جيش كان، ولو كان العالم كله دولة واحدة في ذلك التاريخ لكانت القسطنطينية عاصمتها.

 

لقد حاول المسلمون فتحها منذ صدر الإسلام فقد كان جيش المسلمين في خلافة معاوية أول جيش إسلامي يغزو القسطنطينية طمعا في تحقيق بشارة الرسول ﷺ.

 

إن هذه الأيام هي ذكرى فتح القسطنطينية التي تذكرنا بعظمة الإسلام الذي صنع رجال دولة كمحمد الفاتح، وإن تحقق هذا الفتح المبين على يديه هو مقدمة لتحقق البشارات الأخرى وهي عودة الخلافة «... ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» رواه أحمد، وقتال يهود وهزيمتهم شر هزيمة لا تقوم لهم بعدها قائمة، وفتح روما الذي يعقبه خضوع أوروبا كلها للإسلام ودخول أهلها فيه بعد أن ظلت قروناً من الزمن من أهم العوائق التي حالت دون تمدد الإسلام فيها، وإن ذلك الأمر لن يتحقق إلا بعد إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي يعمل لها حزب التحرير واصلا ليله بنهاره حتى يمن الله على الأمة بالنصر والاستخلاف والتمكين. وإن ذلك اليوم لقريب وإن موعد النصر غدا بل هو أقرب بإذن الله.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ شايف الشرادي – ولاية اليمن

 

#فتح_القسطنطينية
#
القسطنطينية

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الخميس، 16 كانون الثاني/يناير 2020م 13:55 تعليق

    ثبتكم الله ونصر بكم
    #فتح_القسطنطينية
    #القسطنطينية
    #İstanbulunFethi
    #istanbul
    #ConquestofIstanbul
    #Constantinople

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع