الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

في الذكرى المئوية لهدم الخلافة
لن ننسى جرائم بريطانيا وعداءها للإسلام

 


يصعب الحديث عن فاجعة هدم دولة الخلافة، درعنا الواقي وحصننا الحصين، دون ذكر تآمر دول الغرب الصليبية الاستعمارية، وتكالبها على الأمة الإسلامية، وتمزيق دولتها إلى كيانات هزيلة، تفرقها الحدود المصطنعة، وتكتوي بنار النعرات الجاهلية، وينهكها الفقر والجهل والمرض، وتفتك بها الحروب المحلية والصراعات الدولية التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ويحكمها حكام عملاء مخلصون للغرب الكافر، فانقلب حالنا بفقدانها من قوة وعزة وغنى إلى ضعف وذلة وفقر.


في الذكرى المئوية لهدم الخلافة نتذكر ونذكر الأمة بعدائية وبغضاء الغرب الكافر المستعمر للإسلام والمسلمين وفي مقدمته بريطانيا، ودورها الخبيث في هدم الخلافة وتعطيل الحكم بالإسلام، وتآمرها المستمر على الأمة لكي تبقى مشتتة ممزقة بلا دولة حتى يسهل عليها حكمها وإخضاعها ونهب ثرواتها.


نتذكر الجاسوس والعميل في الاستخبارات البريطانية توماس إدوارد لورانس، المعروف بـ"لورانس العرب" الذي أشار على (الشريف) حسين بن علي بتخريب سكة الحديد والتي كانت كابوساً على الحكومة البريطانية من أجل وقف خط الإمدادات لقوات الدولة العثمانية. ونتذكر دوره الخبيث في التآمر على الخلافة عبر ما سميّت "الثورة العربية الكبرى" سيئة الصيت، التي مهدت لاحتلال فلسطين، وضرب الدولة الإسلامية من الداخل عن طريق عملاء بريطانيا من آل سعود الذين استغلوا المذهب الوهابي لإثارة حروب مذهبية داخل الدولة العثمانية وقاتلوا جيش الخلافة بتحريض من بريطانيا المجرمة التي أمدتهم بالسلاح والمال.


نتذكر اتفاقية سايكس بيكو الخبيثة، التي وقعها وزير خارجية بريطانيا مارك سايكس ووزير خارجية فرنسا جورج بيكو في 16 أيار/مايو 1916م، والتي جرى بموجبها تقسيم دولة الخلافة إلى دويلات فاقدة الكرامة، مسلوبة السيادة، منهوبة الخيرات، منتهكة الحرمات، ورسمت لكل دويلة علما وصنعت ما بينها الحدود للحؤول دون نشوء أية نهضة حقيقية توحدها في دولة واحدة تحت راية واحدة.


نتذكر مؤامرة بريطانيا الحاقدة على فلسطين و"وعد بلفور" المشؤوم، وهو وعد وزير الخارجية البريطاني اللورد آرثر بلفور لليهود بتأسيس وطن قومي لهم في فلسطين، والذي جاء فيه: "إنّ حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية...". وكيف منحت بريطانيا الحاقدة فلسطين المباركة لليهود، أنجس الخلق وأكثرهم عداوة للمسلمين، وغرست كيان يهود المجرم كخنجر في خاصرة البلاد الإسلامية لمنع قيام الدولة الإسلامية من جديد ودعمته وما زالت تدعمه في قتل المسلمين هناك. فما كان ليهود أن يغتصبوا فلسطين، لولا دعم بريطانيا ودول الغرب الكافر لهم، وما كان لهم أن ينتزعوا شبرا من أرض المسلمين لو كان للمسلمين دولة واحدة وخليفة واحد يقاتلون من ورائه ويتقون به.


وفي الذكرى الأليمة لهدم الخلافة نتذكر دعم بريطانيا لثورة مصطفى كمال التي انتهت بإزالة الخلافة وفصل تركيا عن باقي أجزاء الدولة العثمانية، ولولا خبث ودهاء بريطانيا الشديدان ودعمها للمجرم عدو الله مصطفى كمال لما استطاع هذا الخائن أن يخطو خطوة واحدة نحو غايته. ولا ننسى احتلال بريطانيا لبلاد المسلمين وتشجيعها للمُعادين للسلطان من دعاة القومية العربية والعلمانية والتغريب من نصارى الشام وأعوانهم مما أعطى هؤلاء المتآمرين الحاقدين الفرصة للعمل على تقويض الخلافة العثمانية.


كما لا ننسى عدو الإسلام والمسلمين كرزون، وزير خارجية إنجلترا الذي قال في مجلس العموم بعد إلغاء الخلافة واعتراف الدول باستقلال تركيا: "القضية أن تركيا قد قضي عليها، ولن تقوم لها قائمة، لأننا قضينا على القوة المعنوية فيها: الخلافة والإسلام". هذا المجرم كان قد وضع أربعة شروط في مؤتمر لوزان للاعتراف باستقلال تركيا وهي إلغاء الخلافة إلغاء تاما، وطرد الخليفة خارج الحدود، ومصادرة أمواله، وإعلان علمانية الدولة. وقد تم للإنجليز القضاء على الخلافة بواسطة عميلهم الخائن مصطفى كمال في الثالث من آذار سنة 1924م، الذي ألغى الخلافة وفصل الدين عن الدولة وتم توقيع معاهدة لوزان في 24 تموز 1924م.


وما زالت تكنّ العداء للإسلام والمسلمين وتمارس سياساتها الاستعمارية بكل خبث إلى يومنا هذا. وقد عبر عن ذلك بوريس جونسون عندما كان وزير خارجيتها يوم 2016/12/9 في البحرين قائلا: "بريطانيا عادت إلى شرق السويس وستعزز الصداقة القديمة"، وبوقاحة واستحقار وعد الخليجيين باستمرار استعمارهم لقرون مقبلة وقال: "بريطانيا كانت جزءا من تاريخكم خلال مئتي سنة مضت، وستكون في القرون المقبلة".


فبريطانيا المجرمة ما زالت تبسط نفوذها في كثير من بلاد المسلمين وتواصل تعزيز وجودها العسكري من خلال إقامة القواعد العسكرية وعقد الاتفاقيات الاستراتيجية وتكثيف التدريبات والمناورات العسكرية والأمنية في المنطقة لحماية أمنها ومصالحها الاستعمارية.


وما زالت تنهب ثروات المسلمين عبر شركاتها المتحكمة في النفط والغاز والشركات العقارية العملاقة وغيرها من شركاتها الرأسمالية الاستعمارية التي تسرق خيرات المسلمين وتتركهم ينهشهم الجوع والفقر.


وما زالت ترسم لهذه الدويلات التي أوجدتها سياساتها وتتحكم في مصير شعوبها مباشرة عبر عملائها الحكام في الخليج والأردن وتونس والمغرب والجزائر وماليزيا، أو بصورة غير مباشرة عبر عملائها في المعارضة كما في مصر وتركيا. وما تزال تعمل في المسلمين قتلا وتهجيرا في اليمن وليبيا عبر عملائها المحليين وحكام الإمارات الذين يأتمرون بأوامرها.


وما تزال تدعم الأنظمة الديكتاتورية التي تبطش بالمسلمين من خلال صفقات الأسلحة وغيرها من وسائل الدعم الظاهرة والخفية، فتتغاضى عن الأعمال الوحشية التي يرتكبها الطغاة ضد المسلمين في سوريا وكشمير وفلسطين وتركستان الشرقية وميانمار...


هذه هي بريطانيا الاستعمارية، يحركها الحقد الصليبي المتجذر في تاريخها، وموقفها من الإسلام والمسلمين ثابت لم يتغير ولن يتبدل، فنظرتها للإسلام نابعة من العقلية الرأسمالية العلمانية الجشعة التي تعتنقها، وهي تعبر عن نظرة القوى الاستعمارية الغربية الرأسمالية الكافرة التي تخوض اليوم صراع حضارات لا هوادة فيه مع الإسلام والمسلمين عبر ما يسمونه "الحرب على الإرهاب"، وتسخر في سبيل ذلك كل قواها وما تملك من أدوات، لا سيما الأنظمة العميلة والحكام الخونة الذين يلعبون دورا قذرا وخطيرا في تنفيذ خطط الاستعمار في كل بلد إسلامي.


وصدق من قال: "لذلك فإن المخلصين الواعين حين يقولون: إن الإنجليز رأس الكفر بين الدول الكافرة كلها يعنون ما تعنيه هذه الكلمة بكل معنى من معانيها، فهم رأس الكفر حقيقة، وهم أعدى الأعداء على الإطلاق، ويجب على المسلمين أن يرضعوا أولادهم مع اللبن بغض الإنجليز، والانتقام منهم".


وصدق الله القائل وقوله الحق سبحانه: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى﴾.


لذلك فإنه لزاما على الأمة وقد انكشف لها عدوها الحقيقي أن توجه سهامها نحوه وتتعامل معه كعدوّ لا كصديق، وأن تتحرك بجد للعمل من أجل التغيير الحقيقي وتحرير البلاد تحريرا كاملا من الكفار المستعمرين ومن عملائهم، وتقوم بإعادة حكم الله في الأرض من خلال إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي بها وحدها عزنا وفيها خلاصنا من نفوذ الاستعمار وأدواته.


#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فاطمة بنت محمد

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع