- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
وحدة الأمة قضية مصيرية لا يجوز التهاون فيها
وعلى الأمة وجيشها أن يعملوا على تحقيقها
كل أمة في الدنيا وكل شعب لا بد أن له قضاياه المصيرية التي يبذل لها دمه وماله عن رضا وفي منتهى الحماس ودون أي تردد ولا نقاش. وتختلف هذه القضايا بين الأمم والشعوب حسب وجهات نظرهم في الحياة. هذا وقد بيَّن الإسلام للمسلمين ما هي قضاياهم المصيرية، وجعل اتخاذ إجراء الحياة أو الموت تجاهها فرضاً لازماً؛ لذلك كان لا بد من إدراكها، ولا بد من إدراك الإجراءات الواجبة تجاهها كما جاء بها القرآن الكريم وحديث الرسول ﷺ، والوعي عليها؛ وحينئذٍ يكون من المحتم أن لا يحصل القعود والتخلف عنها.
فمن هذه القضايا المصيرية أن الإسلام جعل الارتداد عن الإسلام من فرد أو جماعة من القضايا المصيرية، وجعل الإجراء الذي يتخذ تجاهها هو: إما التوبة أو القتل، فحدد القضية وحدد الإجراء، قال ﷺ: «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ». وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ» متفق عليه. هكذا كان المسلمون من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين يقتلون المرتد من غير أدنى تساهل.
وأيضاً جعل الإسلام وحدة الأمة ووحدة الدولة من القضايا المصيرية، ففي مسألة وحدة الأمة عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله ﷺ أنه قال: «إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الْآخَرَ مِنْهُمَا»، فقد منع التعدد وأخذ إجراء الحياة أو الموت تجاهه وهو قتل الثاني منهما. ومسألة تعدد الدولة ومنع الخروج عليها، ومنع شق عصا الطاعة وصفِّ الأمة، كانت من القضايا المصيرية، قال تعالى: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ﴾، ونلاحظ أن السابقين كانوا يعتبرونه أمراً من أعظم الأمور وأخطرها، وكانوا لا يتساهلون فيه مع أي كان فرداً أو جماعة.
وها قد أوشكت مائة عام أن تمر على الأمة بلا دولة ولا خليفة ولا راع، مائة عام ذاقت فيها كل الويلات ما بين ذل وقهر وامتهان، وما بين نهب للثروات واغتصاب للأرض وانتهاك للحرمات، حتى تحقق واقعا قول النبي ﷺ: «يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا»، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ». فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ»، فلا يمر بالأمة حدث إلا وقد أخبر عنه رسول الله ﷺ محذرا أو مبشرا، فكما أخبر وحذر مما نحن فيه من هوان، فقد بشر بـأن الإسلام بحكمه وسلطانه سيبلغ ما بلغ الليل والنهار فقال ﷺ: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزّاً يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلّاً يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ» وسيبلغ ملك الأمة مشارق الأرض ومغاربها وستعود كما كانت خلافة راشدة على منهاج النبوة؛ وعد من الله سبحانه وبشرى من نبيه ﷺ؛ دولة واحدة كما كانت.
فعلى الأمة أن توجد الدولة التي تمكنها من القيام بما أوجبه الله عليها من بلاغ الإسلام للناس وإظهاره أمامهم بواقعه العملي المطبق الذي يبين عدله ورحمته فيدخل الناس في دين الله أفواجا، على أن تكون إقامة هذه الدولة بالطريقة نفسها التي قامت بها أول مرة على يد رسول الله ﷺ حتى تكون حقا على منهاج النبوة؛ فيوجد في الأمة حزب رائد قائم على فكر الأمة وحسها، يعمل على توجيهها وتذكيرها بوجوب دولتها، عاملا معها وفيها على هدم ما أوجده الغرب بينها من أفكاره وما ألصقه بالإسلام من مفاهيمه، مستنهضا همة الأمة لنبذ الغرب وأفكاره وعملائه والمضبوعين بثقافته، مستنصرا أهل القوة والمنعة من أبناء الأمة ومطالبا إياهم بتمكينه من تطبيق الإسلام كاملا شاملا في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وقد كفى ﷺ الأمة مؤونة العمل لإيجاد الحزب، فهذا حزب التحرير قد انكب على أفكار الإسلام فأخرج منها ما تحتاجه الأمة لتستعيد سلطانها من جديد ولم يبق أمامه إلا أن يوجد في الأمة من يعيدون ذكرى أنصار الأمس فيبايعون بيعة عقبة جديدة يصرخ منها شياطين الإنس والجن، فينصرونه ﷺ ويمكنونه من إقامة الدولة من جديد؛ خلافة على منهاج النبوة يعز الله بها الإسلام وأهله ويعيد سلطانه للأرض.
ولهذا فإن خطابنا للأمة عامة وللمخلصين في جيوشها خاصة أن واجبكم ليس حراسة الحكام العملاء ولا رعاية مصالح الغرب في بلادكم ولا تأمين كيان يهود ولا تلك الحدود التي رسمتها يد الغرب، بل واجبكم هو حماية الأمة ورعاية مصالحها والحفاظ على دينها والعمل على وضعه موضع التطبيق، فواجبكم الحقيقي الآن هو خلع كل ولاء في أعناقكم لهؤلاء الحكام واقتلاعهم من جذورهم، وإزالة هذه الحدود التي تفرق بين أمتكم وتقسمها دويلات فتعيدوها دولة واحدة كما كانت نصرةً لله ولرسوله والمخلصين العاملين لتطبيق الإسلام فيكم وبكم، خلافة راشدة على منهاج النبوة. هذا ما يجعل منكم أنصارا كأنصار الأمس ويعيد بكم ذكرى سعد وأسعد وأسيد. أسعد الله الدنيا بكم وجعل إقامة دينه بأيديكم، اللهم عاجلا غير آجل.
#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ياسمين الشريف – الأرض المباركة (فلسطين)