- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الثقة بوعد الله
غربتنا شديدة لا يعلمها إلا الله، ينظر المسلم حوله فلا يرى إلا كفراً مسيطراً، وشراً مستطيراً، وعدواً متجبراً، الأعداء كثيرون والتخطيط محكم؛ أحاطوا بالأمة إحاطة السوار بالمعصم. يتلفت المسلم فيرى حوله في ديار المسلمين خرابا ودمارا، أيتاما وأيامى، أرامل مفجوعين، وبيوتاً تهدم، وأعراضاً تنتهك، وثروات تنهب، وخيرات تسرق. يرى المسلم هذه الأهوال فيصيبه الحزن واليأس والإحباط ولسان الحال يقول ﴿سَوَاء عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ﴾.
ولكن الأمر ليس بهذا السوء أيها الإخوة والأخوات، فالأمل باق في هذه الأمة والخير فيها إلى يوم الدين، وما ينبغي أن يصيبنا اليأس والإحباط والقنوط الذي يدفعنا إلى الحزن المُقعد عن العمل، وهذه الكلمات ليست للتخدير ولا لمحاولة التغاضي عن الواقع المر، وإنما هي للنهوض بالنفوس لئلا تقع فريسةً لليأس القاتل. فالمسلمون مهما حل بهم من الضيم فإنهم يبقون المخاطبين بقوله تعالى ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾.
إن الله عز وجل وعد المؤمنين بالنصر والنجاة والدفاع عنهم، قال تعالى: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ﴾، ويتأكد هذا المعنى عند نزول البلاء بساحة المؤمنين وتشتد المحنة وهناك يكون النصر أقرب ما يكون من المسلمين. قال تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ﴾.
نعم إن نصر الله قادم وقريب، كيف لا وهناك بين أيدينا مبشرات للنصر ومبشرات لعودة دولة الخلافة، يقول الله عز وجل: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
فهذه الآية الكريمة وعد من الله عز وجل بالاستخلاف والتمكين لمن آمن وعمل الصالحات من أمة محمد ﷺ في كل زمان ومكان. ولا ننسى حديث رسول الله ﷺ: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً عَاضّاً فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ. ثُمَّ سَكَتَ».
وقد بشرنا رسول الله ﷺ بمبشرات تذيب كل يأس، وتدفع كل قنوط، وتثبت كل صاحب محنة، وتريح قلب كل فاقد للأمل لأبناء هذا الدين حين لا يجد بصيص أمل يلمع له، حيث قال ﷺ: «بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالرِّفْعَةِ وَالدِّينِ وَالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ فِي الْأَرْضِ».
قد نرى القوة اليوم بيد أعدائنا والغلبة لهم، ولكن لا ننسى أن الله هو المتصرف في هذا الكون وعينه لا تغفل عن عباده المؤمنين، ولن يرضى لهم دوام الذلة واستمرار القهر، كما قال ﷺ: «الْمِيزَانُ بِيَدِ الرَّحْمَنِ يَرْفَعُ أَقْوَاماً وَيَضَعُ آخَرِينَ».
فلنتواص بالصبر على البلاء والثبات إذا وقع القضاء، ولنكن نذير خير ولا نكونن نذير شر، ولنقل للمتشائمين بعد طول انتظار كما قال رسول الله ﷺ لأصحابه حينما اشتكوا من كثرة البلاء وشدته: «وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ قَوْمٌ تَسْتَعْجِلُونَ».
إن الإسلام قادم بإذن الله وهو قادم بقوة، وسيبقى الإسلام ما بقيت الحياة على هذه الأرض، فالله وحده هو عالم الغيب فلا ندري متى النصر، ولا نعلم أين الخير، ولكن الذي نعلمه أن أمتنا أمة خير بإذن الله يرجى لها النصر من الله ولو بعد حين، ولا ندري على يد أي جيل يكشف الله الغمة ويرفع شأن هذه الأمة.
أيها الإخوة والأخوات:
إننا اليوم بحاجة إلى أن نملأ نفوسنا بهذه الثقة، بحاجة إلى نفوس كلها ثقة بوعد الله ونصره، وبحاجة إلى عمل صادق يقويه الإيمان والثقة بنصر الله.
اللهم اجعلنا ممن يحملون دعوتك بإخلاص وأكرمنا ببيعة أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أميرا للمؤمنين قريباً عاجلاً غير آجل يا رب العالمين، واغفر لنا وللمسلمين أجمعين.
#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسماء فوزي – الأرض المباركة (فلسطين)