- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الثقة بوعد الله ونصره
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ وَهُوَ متَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ في ظلِّ الْكَعْبَةِ، فَقُلْنَا: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلَا تَدْعُو لَنَا؟ فَقَالَ: «قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهَا، ثُمَّ يُؤْتَى بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ نِصْفَينِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ، مَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللهِ لَيُتِمَّنَّ اللهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ» رواه البخاري. هذا الأمر أي هذا الدين، دين الإسلام الذي تكفل الله بحفظه. وليتمنه، أي ليمكننه، وليسودن الناس كلهم، فقد قال عليه الصلاة والسلام: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ» إنها بشرى رسول الله التي تعطينا الثقة بأن نصر الله قادم، الثقة بأن الله تعالى لن يخذلنا، الثقة بأن الله لن يتركنا، الثقة بأن الله تبارك وتعالى سيعلي رايته في العالمين وينصر عباده المؤمنين، قال تعالى ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ﴾، وقال جل من قائل ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾. واليوم على هذه الأرض الملايين من المؤمنين ينتظرون النصر والتمكين، والفرح بنصره.
الثقة بالله شيء عظيم كما قال لوط عليه الصلاة والسلام ﴿لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾ فماذا قال محمد عليه أفضل الصلاة والسلام؟ قال: «يَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ» هو الله جل جلاله، ركن شديد عظيم يأوي إليه المرء بالشدائد، يثق بأن الله معه ينصره ويمكن له، يزهق أعداءه يتغلب على أعدائه يزيل الحواجز عنه والعقبات ما شاء. لكن الإنسان بطبيعته عجول، يريد شيئا ملموسا حتى يصدق، ﴿قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾، لذلك النظر في التاريخ يرينا كيف أن الأمة الإسلامية انتصرت بعد ذل، ويرينا كيف يمكّن الله لعباده، ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ اذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون، كان المسلمون قبل الهجرة إلى المدينة مستضعفين، لا يستطيع أحدهم أن يذهب للحرم ليصلي في مكة وبيته ملاصق للحرم، يُضرب، يعذب... وبعد بضع سنين صار المسلمون أسياد الجزيرة العربية، وبعد بضع سنين أخرى صاروا أسياد العالم، الله أكبر! ونحن الآن مستضعفون، تتكالب علينا الأمم من كل جانب، يباهي عدونا بجبروته وهو قريب الزوال، فيصور لنا عظمته وهو الحقير، فالأنظمة الرأسمالية اليوم تعمد إلى إقناع الشعوب المسلمة بعجزها عن مجابهتها ومواجهتها والريادة والقيادة لهذا العالم، مع أن المسلمين هم الأكثر أهلية لحكم العالم، فقوتهم من قوة الإسلام العظيم، وعدونا نفسه يعلم ذلك تمام المعرفة لذلك يهابهم ويجيش ما يقدر عليه لقمعهم والسيطرة على نفوذهم وثرواتهم.
في الماضي واجه المسلمون عدوين عظيمين جدا وقتها، لو أخبرت أحدهم أنه سيخرج من جزيرة العرب من يسحق فارس والروم لاستخف عقلك، وقد حاول الصليبيون والتتار بالفعل بكل ما أوتوا من قوة استئصال الإسلام، فأبى الله إلا أن يسود دينه، وبقي كالجبال الراسيات يتجلى في دولة الخلافة، دولة تحكم بما أنزل الله وتحفظ بيضة الإسلام وتفتح البلاد. قال جل تعالى: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ الله أكبر! لا يجب عليه شيء ولا يستطيع أحد أن يوجب عليه شيء، ونحن أقل وأذل من أن نوجب على الله شيئا، لكنه هو عز وجل ألزم نفسه الجليلة أن ينصر عباده المؤمنين، ولو بعد حين.. فاستبشروا إخوتي بنصر مجلجل، بنصر عظيم.
#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فايزة عقل – الأرض المباركة (فلسطين)