- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
حزب التحرير الرائد الذي لم يكذب أهله
وهو الذي يمثّل الأمّة وتطلّعاتها أفضل تمثيل
في الثامن والعشرين من شهر رجب سنة 1342 هجرية الموافق للثالث من آذار/مارس سنة 1924 ميلادية هدم الغرب الكافر الصليبي دولة الخلافة الإسلامية، ونجح في تقطيع أوصال الدولة وقسمها إلى كيانات هزيلة ضعيفة سماها أوطاناً، وعلى كل "وطن" رفعت قطعة قماش سميت علماً، وهي عبارة عن خطوط ملونة رسمها مارك سايكس على عجل! ففي الرسالة التي لا تزال موجودة إلى اليوم في أكثر من جهة، في الأرشيف البريطاني الوطني بلندن، ومركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أكسفورد، والأرشيف المكتبي لجامعة هل بشمال إنجلترا، ومجموعة وثائق سلديمير الخاصة بأرشيف عائلة سايكس؛ كتب سايكس في هذه الرسالة "أعتذر بشدة عن الطبيعة العجولة لهذه الرسالة لكني لا أملك أكثر من خمسة وعشرين دقيقة لإنجازها بما فيها من رسومات".
هذه الرسومات التي رسمها سايكس في دقائق معدودة، أصبحت الشعوب الإسلامية تتفاخر في رفعها وبذل الأرواح في سبيلها! وهكذا غابت عن أذهان المسلمين راية العقاب راية رسول الله ﷺ بعدما أمضوا قرونا عديدة يستظلون بها وينعمون بالعزة والكرامة والمكانة العالية.
ولم يشبع الغرب حقدهم الدفين ولا غيظ قلوبهم بهدم دولة الخلافة الإسلامية، بل استمرت حربهم وعداؤهم للأمة الإسلامية، بالرغم من بسط سيطرتهم على البلاد والعباد ونهب الخيرات والثروات، بل شنوا الحرب الفكرية على الأمة؛ من أجل ضمان بقاء سيطرتهم وتحكمهم وحتى يضمنوا بقاء المسلمين مفرقين مشتتين بعيدين عن مجرد التفكير في عودة دولتهم لتحكم وتسود مرة أخرى.
إلى أن منّ الله على الأمة الإسلامية بحزب أخذ على عاتقه النهوض بالأمة لاستئناف الحياة الإسلامية من خلال إقامة دولة الخلافة لتحكم بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ. إنه حزب التحرير، فما إن تذكر الخلافة حتى يذكر حزب التحرير، وإن ذكر حزب التحرير تذكر الخلافة. إنه الحزب الوحيد الذي أعاد إلى أذهان الأمة مفهوم الخلافة وما تعنيه للمسلمين، وأن لا خلاص للأمة من الظلم والقهر الواقع عليها إلا بعودتها. فمن هو حزب التحرير؟
يعرف الحزب نفسه على أنه: حزب سياسي مبدؤه الإسلام، فالسياسة عمله، والإسلام مبدؤه، وهو يعمل بين الأمة ومعها لتتخذ من الإسلام قضية لها، وليقودها لإعادة الخلافة الإسلامية والحكم بما أنزل الله.
حزب التحرير هو تكتل سياسي، وليس تكتلاً روحيا، أو تكتلاً علمياً، ولا تعليمياً، ولا تكتلاً خيرياً، والفكرة الإسلامية هي الروح لجسمه، وهي نواته وسرّ حياته.
أما كيف نشأ حزب التحرير؟ فقد تأسس حزب التحرير على يد الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه، بعد أن درس بعمق واهتمام الأحزاب والحركات والتنظيمات التي نشأت منذ القرن الرابع الهجري، درس أفكارها وأساليبها وأسباب انتشارها أو فشلها، وكان الدافع لدراسة هذه الأحزاب هو إحساس الشيخ بوجوب تكتل إسلامي يعمل لإعادة الخلافة.
ولما وُجدت دولة يهود في أيار عام 1948 على أرض فلسطين، وظهور ضعيف للعرب أمام عصابات يهود ربيبة الانتداب البريطاني الذي كان يتحكم في الأردن ومصر والعراق، ثار إحساس الشيخ تقي الدين النبهاني، فأخذ يدرس الأسباب الحقيقة التي تنهض بالمسلمين.
وبدأ العمل لتشكيل الحزب في مدينة القدس، حيث كان يعمل الشيخ في محكمة الاستئناف الشرعية هناك، وتأسس الحزب عام 1952م بعد أن كان في بداية الأمر يقتصر على لقاءات بين الأفراد المؤسسين عشوائية وغير منتظمة.
ومن ساحات المسجد الأقصى أخذ الحزب بحملة تثقيف جماهيرية لاستئناف الحياة الإسلامية، وأبدى نشاطاً واسعاً مما اضطر السلطات لاتخاذ خطوات قوية لمنعه من تشكيل نفسه وتقوية تنظيمه، فاضطر الشيخ النبهاني إلى ترك البلد عام 1953م من تلقاء نفسه إلا أنه منع من العودة إليها ثانية.
لقد أسس رحمه الله الحزب على قدم ثابتة وكان الوصول قاب قوسين أو أدنى، ولكن لكل أجل كتاب، وفي غرة محرم عام 1398 هجرية يوم الأحد فجراً الموافق 1977/12/11م فقدت الأمة الإسلامية جمعاء علماً من أعلامها البارزين هو بحر العلوم وأشهر فقهاء العصر على الإطلاق، مجدد الفكر الإسلامي في القرن العشرين المجتهد العالم العلّامة الشيخ تقي الدين النبهاني أمير حزب التحرير المؤسس.
أثمرت جهوده رحمه الله حزباً ينتسب إليه ويحمل فكره الآلاف الكثيرة علاوة على ملايين المؤيدين، وانتشر رجاله في كثير من بقاع المعمورة وفي كثير من سجون الكفرة والطغاة الظالمين. (منقول عن موقع المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير بتصرف).
ومنذ ذلك الوقت وإلى الآن وحزب التحرير سائر بنفس الخطا الثابتة وأكثر تصميما وعزيمة من أجل الوصول للغاية العظيمة وهي إقامة دولة الخلافة الإسلامية، ولتعود الدولة العظمى التي تتربع على عرش قيادة الأمم. وحزب التحرير هو الحزب الوحيد الذي يحيي ذكرى هدم الخلافة، ويقيم المؤتمرات والمسيرات والوقفات في كل بقعة من العالم يوجد فيها أعضاؤه وأنصاره ومؤيدوه، كما يواجه أعضاؤه أشد التنكيل والاعتقال والسجن، ولا يزيدهم ذلك إلا إصراراً وعزيمة.
وفي هذه الأيام وبعد 100 عام على هدم دولة الخلافة، استطاع حزب التحرير أن يعيد إلى أذهان الأمة الإسلامية مفهوم الخلافة وأهمية عودتها. فالمسلمون أصبحوا يدركون أن ما يعانونه من ذل وهوان سببه هو الابتعاد عن دينهم. وأدركوا أن الغرب الكافر ما استباح بيضتهم واحتل بلادهم ونهب ثرواتهم، إلا لأنهم ابتعدوا عن الإسلام كنظام حياة. وباتوا يعلمون أن الحل هو الإسلام، وقد بين لهم حزب التحرير كيف يكون الحل على أساس الإسلام، عندما تبنى طريقة رسول الله ﷺ في دعوته للإسلام.
فقد كان قيام حزب التحرير استجابة لقول الله تعالى ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران]. فهو يدعو إلى الإسلام ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. والمنكرات التي ينهى عنها كثيرة أهمها أن يكون المسلمون بدون دولة الخلافة لأكثر من 100 عام!
فالخلافة تاج الفروض، ووعد الله سبحانه وتعالى حيث قال جل وعلا: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: 55]، وبشرى رسوله ﷺ «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».
يدعو حزب التحرير إلى التمسك بكتاب الله وسنة نبيه ﷺ، فقد ألزم الله سبحانه وتعالى المسلمين أن يتقيدوا بأحكام الإسلام جميعها، سواء أكانت تنظم علاقاتهم بخالقهم، كأحكام العقائد والعبادات، أم بأنفسهم كأحكام الأخلاق والمطعومات والملبوسات أم بغيرهم كأحكام المعاملات وغيرها من التشريعات.
وأوجب عليهم أن يطبقوا الإسلام تطبيقاً شاملاً في جميع شؤون الحياة، وأن يحكموا به، وأن يكون دستورهم وسائر قوانينهم أحكاماً شرعية مأخوذة من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ. قال تعالى: ﴿فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ﴾ [المائدة: 48]، وقال سبحانه: ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ﴾ [المائدة: 49] واعتبر عدم الحكم بالإسلام إنكاراً له كفراً، قال تعالى: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة].
إن حزب التحرير يدعو المسلمين إلى نبذ أفكار الكفر مثل الرأسمالية والديمقراطية والعلمانية وغيرها من الأفكار التي تتناقض مع الإسلام تناقضاً تاماً.
ولحزب التحرير مواقف صارمة وصريحة لا مجاملة فيها ولا نفاق، بأن أفكار الغرب هي أفكار كفر ولا يجوز الأخذ بها، مستنداً على الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة. وله كتب في كافة نواحي الحياة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، بل ولحزب التحرير دستور كامل جاهز لدولة الخلافة القائمة قريبا بإذن الله، يطبق كاملاً لحظة تمكينه من استلام الحكم.
فإلى العمل مع حزب التحرير لإعادة الحكم بشرع الله من خلال إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة ندعوكم من أجل أن يقودكم إلى المكانة العالية التي عاشها المسلمون عندما كانت لهم دولة.
فكما قال الإمام مالك رحمه الله "لا يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها"
#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو
كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم عاصم الطويل – الأرض المباركة (فلسطين)