الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الطريق إلى نهضة الأمة الإسلامية يمر بالعمل مع حزب التحرير

 


إن الاتجاه الذي يسلكه القادة يحدد مسار الأمة، فيؤدي إلى نهضتها أو إلى سقوطها. والذي يُحدد ذلك الاتجاه هو الفكرة الكلية التي يقوم عليها نظام الحكم، بدءاً من اختيار الحاكم وسنّ مواد الدستور وبيان الكيفية التي يُطبق بها القوانين، وتشمل تحديد علاقة الحاكم والمحكوم والكيفية التي تُعالج بها المشكلات وتُنظم الاحتياجات والشكل العام للعلاقات بين الأفراد والجماعات في المجتمع ومع الدولة وعلاقتها بالدول الأخرى. وأساس القيادة في مبدأ الإسلام هو العقيدة الإسلامية التي تنبثق عنها سائر المعالجات لحياة الإنسان الذي أرسل الله تعالى سيدنا محمداً ﷺ وأنزل الأحكام الشرعية ومصدرها القرآن الكريم والسنة الشريفة ليسود العدل بين الناس، ولِيُحكم به فيما بينهم، قال تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الكِتَابَ وَالمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالقِسْطِ﴾ [الحديد: 25].


وألزم الله تعالى المسلمين باتباع سيدنا محمد ﷺ، في جميع أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾ [الأحزاب: 21].


فإن تحددت الأساسيات والمصدر الذي أُخذت عنه ونُفذت بالطريقة الصحيحة التي بينها الشرع في نظام الحكم وأصبح المقياس في الأعمال واتخاذ القرارات هو الحلال والحرام فسيتوافق خط سير الأنظمة المجتمعية الأخرى التي تتعلق بالحكم مع العقيدة الإسلامية أيضاً، كالنظام الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي والقضائي وهياكل أجهزة الدولة؛ العسكر والجيش والشرطة والخدمات... وهكذا يكون الإنسان سعيداً ومطمئناً في مجتمعه ليستطيع القيام بدوره الذي خلقه الله تعالى من أجله في هذه الحياة الدنيا، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56].


وتعيش الأمة الإسلامية اليوم أزمة قيادة حرجة وقد تقطعت أواصر المحبة بينها وبين حُكامها، وساد الظلم والانحدار حياة المسلمين في جميع البلاد والمشاكل لا تنتهي؛ لذلك كان لزاماً على المسلم الذي يريد تغيير هذا الواقع الفاسد أن يتبع طريقة الرسول ﷺ.


إن الأمة اليوم تفتقد للقائد المخلص للإسلام والذي يعمل على إيجاد إمامها العادل. فالإمام العادل هو من أحب الناس إلى الله تعالى وأسعدهم برضاه، وأقربهم من محل كرامته، وأرفعهم عند الله منزلة. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال ﷺ: «إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا» ـ أخرجه مسلم.


هكذا هي القيادة الحكيمة. قيادة فكرية مبدئية ذات رؤية نافذة ثاقبة ترى بنور الله تعالى وتسير على خطا الحبيب - قائد الأولين والآخرين - قائد الأمة؛ سيدنا محمد ﷺ. القيادة الواعية هي التي تجعل السيادة للشرع فتُقيم دولة الإسلام الخلافة الراشدة على غرار الدولة الأولى التي أقامها الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة فتحول الواقع الجاهلي الفاسد إلى عصر السلام الذهبي الذي حكم العالم لقرون تلت، تعاقب فيها على الأمة الإسلامية قادة وأمراء وحكام وخلفاء عادلون مخلصون لم يحيدوا عن تطبيق شرع الله تعالى حتى هُدمت الخلافة في آذار/مارس 1924م. ليُصبح للقيادة معنى آخر! فالقيادة اليوم لا تحكم بما أنزل الله، جعلت من مناصب الحكم مطية لتحقيق مصالحها المادية الخاصة ففرخت حكاماً فشلة طامعين في السلطة والجاه، ذات قلب قاس، أصبحت وبالاً على الناس وهلاكاً للحرث والنسل، قادة لا يستطيعون القيام بالمهام الحقيقية المنوطة بأعباء الحُكم ورعاية شؤون البشرية وفقاً للأحكام الشرعية؛ كتوزيع مقدرات وموارد البلاد وإنفاقها فيما حدده الله تعالى وما أمر به رسول الله عليه الصلاة والسلام، فلم تتفاقم المشكلات ولم يتكالب عليهم الأعداء، وهزم المسلمون الكفار ودخل الناس في دين الله أفواجا باتخاذ القرارات الشجاعة؛ لأن قادتهم ليسوا متسولين، مستجدين، منبطحين، ليسوا مجرد عملاء ينفذون إملاءات واشتراطات مقابل مصالح شخصية ويخضعون للضغوط المستمرة، يكتب الحُكام الفعليون (المستعمرون) للبلاد دستورها وقوانينها على شروطهم ويسيطرون على اقتصادها وثرواتها ومواردها، فائدة القادة الوحيدة في هذه الحالة هي تنفيذ الأجندات.


وهذا حال حُكام وقادة المسلمين اليوم. وجميعهم يشتركون في فصلهم الدين عن الدولة والحياة ويحملون الأفكار العلمانية العقيمة التي تسببت في فشلهم بامتياز وجعلت دورهم المنوط بهم خدمة الغرب الكافر المستعمر الذي لم يكن ليتجرأ على بسط نفوذه في البلاد الإسلامية لو كان هناك خليفة وقائد وحاكم واحد للمسلمين يحكم بشرع الله ويوحد الأمة الإسلامية في دولة واحدة، وهذا حال قادة وحُكام المسلمين عبر التاريخ، نماذج مشرقة ونجاح باهر في رعاية الشؤون ونشر الإسلام وحمل دعوته بالجهاد. والأمة تحتاج لقيادة الكتلة الواعية لاستعادة قدرتها على النهوض من جديد وعلى خوض المعارك السياسية والعسكرية مع الغرب.


فالقائد الفاشل يُجيِّش المطبلين والمبررين.


والقائد الناجح يُجيِّش الجيوش للجهاد وحمل الدعوة للإسلام.


هذا حال حُكام المسلمين اليوم وقادتهم. فالقيادة قيادة فكرية؛ فإن كان الفكر الذي يحمله القادة فكرا منحطا سافلاً كانت قيادة منحطة سافلة. فالقوة والريادة في القيادة تكمن في قوة الفكر وقوة الإيمان والتقوى، وعلى ذلك كانت القيادة الفكرية الناجحة تلك التي تستند إلى العقيدة الإسلامية التي ينبثق عنها مشروع متكامل لنهضة الأمة الإسلامية. وأما القائد الناجح فهو الذي يمتلك إدارة حكيمة على بصيرة سريعة البديهة ويعي تماماً معنى المسؤولية ذا منهج واع وصادق وفهم للواقع، يحيط بالأحداث داخلياً وخارجياً، ويستطيع الأخذ بيد الرعية إلى النور، تماماً كما فعل رسول الله ﷺ ومن سار على دربه من الصحابة الأجلاء؛ الكتلة الأولى التي حملت الإسلام، ومن بعدهم الخلفاء رضوان الله عليهم أجمعين.


فلا داهن ﷺ الأعداء ولا تنازل عن تطبيق حكم شرعي واحد، بل جعل العالم يركع ويسجد لله تعالى وحده وخضع له أعتى الأعداء عندما أقام الدولة التي يعمل اليوم لإقامتها حزب التحرير سائراً على منهج الإسلام وعلى طريقة رسول الله ﷺ في التغيير؛ الدعوة السرية في مكة المكرمة كما أمره الله جل وعلا حتى نزل عليه قوله تعالى: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الحجر: 94].


فانتقلت دعوته عليه الصلاة والسلام من مرحلة تثقيف من آمن معه وتأسيسهم على الإسلام التي كان يقوم بها بعيداً عن مجابهة المجتمع، إلى مرحلة الجهر بالدعوة وخوض الصراع الفكري والكفاح السياسي. كذلك فقد طلب رسول الله ﷺ النصرة من أهل القوة والمنعة حتى أقام الدولة ليقود الجيش ويرسل البعوث والسرايا للعرب وغير العرب، كل ذلك في بيان واضح كما أمر الله تعالى سيدنا محمداً ﷺ الذي فصّل أحكام طريقة حمل الإسلام والدعوة إليه وإقامة دولته والجهاد في سبيله عملياً. وهكذا يسير حزب التحرير بخطا واثقة وفق هذه المراحل الثلاث. حزب التحرير قام استجابة لأمر الله تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 104].


حزب التحرير الذي يحرص على تثقيف أعضائه بالثقافة الإسلامية اللازمة ليصبحوا قادة مبدئيين للأمة يحملون أقوى فكر على وجه الأرض - أفكار ومفاهيم الإسلام - حزب التحرير الذي يهابه جبابرة العالم، حزب التحرير الحزب السياسي الذي يعمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة يدعو المسلمين اليوم للعمل معه لإيجاد الإمام العادل - خليفة المسلمين الواحد - متأسياً برسول الله عليه الصلاة والسلام في مواقفه الحاسمة لإقامة الدولة وقيادة هذه الأمة الإسلامية العظيمة لتكون خير أمة أخرجت للناس.


#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة محمد حمدي – ولاية السودان

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع