الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

نداء لأمة الإسلام للعمل لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية التي بشرنا بها رسول الله ﷺ
والتي أصبحت على مَرأى البصر ومرمى حجر

 


إن من أخطر الأعمال التي قام بها الغرب الكافر وأتباعه في بلاد المسلمين محاولات جعل الدين الإسلامي الحنيف كبقية الديانات التي حرّفت، ولكن بعد فشله في تحقيق هذا المراد عمد إلى إضعاف فهم المسلمين لإسلامهم فأوجد له أتباعاً في بلاد المسلمين روجوا ولا يزالوا يروجون فكرة إبعاد الدين الإسلامي عن الحكم وحصره في العبادات الفردية فقط، وأن حصر مفهوم العبادة في قوله تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ المقصود بها فقط العبادات الفردية، وتأثر بعض الناس بهذا الفهم المغلوط، مع أنهم لو نظروا في القرآن لوجدوا كثيرا من الآيات تعالج مشاكل الإنسان في الحياة سواء في الحكم أو المال أو النظام الاجتماعي، وسوف نتطرق لموضوع الاستخلاف وهو من المواضيع التي غيبت عن المسلمين بفعل فاعل، قال تعالى: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾، إذاً فمهمة البشر منذ خلق الله آدم عليه السلام هي أن يكونوا خلفاء في الأرض في تطبيق أحكام الله سواء العبادات من صلاة وصوم و... أو معاملات وتشمل أنظمة الحكم والاقتصاد والقضاء و... قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ...﴾.


إن الأمة الإسلامية في عهد خلافتها ملأت الأرض عدلاً وكانت الأمة الرائدة وحققت مفهوم الاستخلاف في الأرض بما يرضي ربها، أما اليوم بعد هدم دولتها فإن الناظر في حال المسلمين يجد أنهم لا وزن لهم ولا مكانة فقد تركوا الرسالة التي يجب عليهم تبليغها للناس وليعمروا الأرض كما يريد الخالق المدبر، فقد أضحوا فاقدين لرسالتهم في الحياة متناسين سلطانهم المغتصب وعزهم المسلوب، بل وأكثر من ذلك، فهم مستضعفون يتسلط عليهم الكفار عن طريق حكام خونة باعوا الدين والأرض والعرض.


وإذا استعرضنا الأعمال الصالحة التي يجب علينا فعلها حتى نُستخلف في الأرض فهي العمل الجاد المجد لاستعادة سلطاننا واستئناف الحياة الإسلامية من جديد وذلك عن طريق العمل الجماعي ضمن جماعة تقودنا، تمتلك مشروعا سياسيا إسلاميا فيه حلّ لمشاكلنا وتعمل إلى إيصاله للحكم بطلب النصرة من أهل القوة والمنعة كما فعل النبي ﷺ، لنُخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن ثم يتحقق فينا قول الله سبحانه: ﴿وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ﴾، فهذا هو العمل المطلوب من الأمة من أجل الاستخلاف.


أيها المسلمون! لقد مرت الأمة بالمراحل الثلاث مصداقاً لقول رسول الله ﷺ: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ» رواه أحمد؛ عهد النبوة، وعهد الخلافة الراشدة، وعهد الملك العاض، واليوم نحن في مرحلة الحكم الجبري، والأمة الإسلامية كانت فيه أضعف ما تكون. فصارت هذه الحقيقة المرة ماثلة أمام أعين المسلمين وقد أذهبت الصدمة عقولهم، وقد حضّر الغرب الكافر لهذه المرحلة وهدم دولة الخلافة، وتحقق للكافر ما أراد وعمل على إنشاء كل أنظمة الحكم في بلاد المسلمين سواء أكانت حكماً ملكياً وراثياً أم جمهوريا ديمقراطياً أم غيرها من أنواع أنظمة الحكم التي تنازع الله عز وجل بالحاكمية والتشريع، وإن ما يعانيه المسلمون اليوم من فساد وفقر وظلم وإراقة للدماء هو نتائج فساد هذه الأنظمة.


إن هذه الأمة وُلدت لتحيا ولتعيش حياة الدنيا للآخرة، لا لتغرق في ملذات الدنيا الزائفة أو السكون على حكم الطاغوت وبالتالي السقوط في مستنقعات الظلم والجور والمذلة والهوان، فعلى الأمة أن تعرف عدوها وتعمل على حمل رسالتها التي وجدت من أجلها، وإن أكبر عائق أمام عودة مجدها التليد وعزها الفريد هو الغرب الكافر وزبانيته من الحكام، فلا خصام ولا معاداة أشد وأكبر من خصام الحكام الرويبضات ومعاداتهم، كيف لا وقد ناصبوا شعوبهم وأمتهم العداء فقتلوا وسجنوا وظلموا وقهروا...


إننا نحن المسلمين لا نقبل إلا بما قبله لنا ربنا سبحانه وما قبله لنا رسولنا الكريم ﷺ؛ فرسولنا ﷺ نهى أن يذلّ المسلم نفسه، فالمسلم لا يقبل بظلم ولا بهوان، ولا يقبل بسكوت وخضوع، فلا طاعة لأي حاكم ظالم يحكم بغير ما أنزل الله، ولا طاعة لأي حاكم في هذا الزمن، زمن الحكم الجبري الذي ساد فيه عبيدُ الغرب أمة الإسلام، زمن الرويبضة، الذين علوا في الأرض علوّاً وقتلوا الناس تقتيلا... فهم أبغض الرجال إلى الله، وقريبا سيعلو صرح الحق وتُقام دولة الإسلام، وعندها سيكون الحساب، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾.


ورغم هذا وذاك إلا إن الأمة الإسلامية لن يهدأ حالها ولن ينقشع عنها ما تلاقيه من أحداث وويلات إلا بإزالة الحكام الرويبضات وإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية التي بشرنا بها رسول الله ﷺ، والتي أصبحت على مرأى البصر وعلى مرمى حجر، دولة ترفع ظُلْم الظالمين، وفساد المفسدين، وتقيم ميزان الحق والعدل بين الناس بما أنزل الله تعالى، وترفع عنهم الذُّل والمهانة التي طالما عاشوا فيها سنينَ طويلة، يَذِلّون فيها لأعداء الله من اليهود والنصارى والمنافقين، ويحكُمون بقوانينِ الظُّلم والجَور بين العالمين. متيقنين بأنها قضية الأمة المصيرية، وأنها فرض عظيم، وألا نيأس من رحمة الله ﴿إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ وإنه لكائن بإذن الله عودة خلافتها راشدة على منهاج النبوة.


إن حزب التحرير يقول لكم في ذكرى هدم الخلافة إن وقت إقامة دولة الخلافة قد حان، وهذا هو الوقت لإزالة الظلم وإقالة الإثم عن الأمة الإسلامية التي سكتت مائة عام على هدم دولتها وتحكُّم الكافر بها وبمقدَّراتها، ونحثكم على العزم والاستعانة بالله وحده، وأن تحرموا على أنفسكم ما حرمه الله سبحانه وتعالى عليكم من الاستعانة بالغرب الرأسمالي الكافر، وإننا نعلن أمام الله ابتغاء لرضوانه، وأمام الأمة الإسلامية أننا نريدها ونسعى لإقامتها ونعلنها خالصة لله وحده: «خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»، فهي بشرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ». وإنه لشرف لنا أن نكون أول دعاتها، فهي كما ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم آذنة بنهاية الحكم الجبري الذي نشهد جميعُنا فترةَ انتهائه، وهذا ما يجعلنا نمضي أكثر وأكثر في هذا السبيل.


نعم إن من يريدُ أن يقيمَ الخلافة الراشدة عليه أن يؤمن بالله وحده، ولا يستمد العون إلا منه، وأن لا يخشى إلا الله سبحانه، لا يخشى أمريكا، ولا أوروبا، ولا أحداً إلا الله وحده. وإن من يريدُ النصرَ فالنصرُ من الله تعالى، قال تعالى: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾، ولذلك فإننا نطلبه منه سبحانه، ونعلم أنه لا يؤتيه إلا لمن نصره. قال تعالى: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.


وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس قيصر شمسان – ولاية اليمن

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع