- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
البصيرة والفراسة تتطلبان الدعوة للخلافة
(مترجم)
شهر رجب هو شهر مميز يذكرنا في الأشهر الثلاثة المباركة، فيشعل فينا التفكّر والتدبّر ويهيئنا لشهر رمضان وليلة القدر. بالإضافة إلى مرحلة مراجعة كاملة ومحاسبة، ونتذكر وعد الله سبحانه بعودة المجد للمسلمين، وهذا يحفزنا لوضع خطط واستراتيجيات جديدة ومدروسة لإرضاء الله رب العالمين فشهر رجب هو أيضا بداية للإمساك والتوعية.
صحيح أننا نحن المسلمين نعي ما يدور حولنا من أحداث. ولكن، لسنا وحدنا، بل البشرية جمعاء على دراية بقائمة الشرور التي لا تنتهي، والحقيقة أن العالم والإنسانية ينجرفان نحو الهاوية. ومع ذلك، فإن الوعي مثل الآخرين لا يكفي لخير أمة أخرجت للناس لتكون هادياً لهم وشاهداً عليهم.
والوعي هو الحالة أو القدرة على إدراك الأحداث أو الأشياء أو الأنماط الحسّية أو الشعور بها أو الوعي عليها. ومع ذلك، وكما هو الحال في كل قضية تتعلق بالحياة، فقد عرّف الإسلام الوعي بطريقة تركّز على حلّ حقيقي للإنسانية ووضعه في صيغة مع مفاهيم البصيرة والفراسة وصممه على أنه مشروع يجب تنفيذه.
تُستخدم البصيرة في القرآن بمعنى عام للرؤية وكذلك بمعنى القدرة على اكتشاف الحقيقة، والتعرف على الطريق الصحيح، وفصل الحق عن الباطل، وفي هذا الصدد يعتبر نقيضه العمى الروحي أو الضلال (الأنعام 50، 104؛ هود 24؛ الإسراء 72؛ النمل 81). البصيرة هي القدرة على اكتساب فهم دقيق وعميق لشخص ما أو شيء ما، ومعرفته من كل جانب، وأصله وحقيقته، ونقيضه الإهمال والعمى.
الاستبصار (الفراسة) الذي يعني الاستكشاف، الحدس، البصيرة في القاموس، هو تقييم الموقف الحالي أو الرأي بطريقة صحيحة، واتخاذ الإجراءات الصحيحة للمستقبل من خلال ضوء الإسلام، والقدرة على الحكم بطريقة صحيحة وسريعة، واتخاذ الإجراء الصحيح. البصيرة هي طريقة تفكير استراتيجية لاتخاذ القرارات الصحيحة باللجوء إلى الله سبحانه وتعالى. قال تعالى: ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَّا تَتَذَكَّرُونَ﴾، وقال سبحانه: ﴿يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾.
من أجل اكتساب البصيرة، لا بد أن يصفي المسلم قلبه من الدوافع والأحكام المسبقة الخفية، وعقله من كل أنواع التلوث المخالفة للإسلام. فالمؤمن البصير بنى فكره ومشاعره وأفعاله على براهين وضوابط الشريعة.
إن رؤيتنا الثاقبة والبصيرة تدل على أننا لم نحافظ على الكرامة والتقدم إلا في عهد الدولة الإسلامية. لأن الإسلام طبق كمبدأ شامل في ظلها. ونرى أننا فقدنا هذه الكرامة والتقدم في شهر رجب عام 1924م، عندما ألغى الغرب الكافر وأعوانه نظام الخلافة. وبسبب هذه الخسارة الكبيرة، نرى أننا نحن والإنسانية محكوم علينا ببيئة من الفوضى المتنامية.
إن النظرة الثاقبة والبصيرة توضحان لنا السبيل الوحيد للخروج من الفوضى: وهو العودة إلى الحياة الإسلامية! بما أن العقيدة الإسلامية ليست عقيدة روحية فحسب، بل هي عقيدة روحية وسياسية، فكل مسلم بطبيعة الحال هو سياسي. المؤمن ذو البصيرة هو سياسي يعمل على ترسيخ الإسلام كقوة حاكمة كما أمر الله تعالى، حتى يتمكن المسلمون من عيش حياة يستطيعون فيها عبادة الله بطريقة آمنة ومأمونة.
إن رؤيتنا الحكيمة والمتبصرة تبين لنا أن ربنا لم يأمرنا فقط بجعل الإسلام مهيمناً، ولكنه أيضاً حدد كيفية تنفيذ هذا الأمر. وهو المنهج الذي اتبعه رسول الله ﷺ في مكة.
وهو إيجاد رأي عام حول الإسلام وحلوله لجعل الحياة الإسلامية مهيمنة من جديد، وهو عمل سياسي وفكري دون خوف من أي شيء مع اليقين بنصر الله. وهذا يتطلب أن نشرح للناس الفرق بين الحق والباطل. يجب أن نرى ونكشف تعفن الأفكار والمفاهيم والحلول والأجندات الغربية. باختصار: دعوتنا إلى الإسلام هي الدعوة إلى الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تستأنف الحياة الإسلامية، وتقمع أي اعتداء على العقيدة الإسلامية فتخرج البشرية من الظلام إلى نور الإسلام.
قال نبينا ﷺ: «اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ». فالمسلم المستبصر دائما متفائل لما هو قادم، قال تعالى: ﴿قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زهرة مالك
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
#أقيموا_الخلافة #كيف_تقام_الخلافة #بالخلافة_يحصل_التغيير_الحقيقي
#ReturnTheKhilafah #KhilafahBringsRealChange
#YenidenHilafet #HakikiDeğişimHilafetle