- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
لا عزة لأهل السودان وغيرها من بلاد المسلمين في ظل حكام تبع للغرب الكافر
إن الناس يأخذون قوتهم وعزتهم من الدولة التي ترعاهم فإن كانت قوية عزيزة كانوا هم أقوياء أعزة، وبما أننا نعيش في دولة حكامها تبع للغرب المستعمر، وقرارهم ليس بيدهم بل يستمدونه من أسيادهم، فليس بمستغرب أن يتعرض أهل الإعلام بل كل شرائح المجتمع لمثل هذه الإهانات والعنجهية من عدو الله فولكر بيرتس.
فقد أورد موقع تاق برس أن إعلاميين سودانيين كشفوا عن منع المبعوث الأممي فولكر بيرتس 9 من القنوات الفضائية من تغطية الجلسة الختامية لمؤتمر لجنة التفكيك الذي أنهى أعماله بالخرطوم يوم الخميس. وقال صحفيون إن فولكر أنزل مايكات القنوات من المنصة الرئيسية ووضعها على الأرض وأبلغ الصحفيين بأن الجلسة مغلقة ولا يمكن نقلها عبر الإعلام، وأشارت مصادر أن الصحفيين غادروا ورفضوا تغطية المؤتمر، ووجدت خطوة فولكر هذه انتقادات في الأوساط السودانية، ووصف مبارك أردول القيادي بالكتلة الديمقراطية تصرف فولكر بالتعالي والعنجهية.
ما كان لأمثال هؤلاء المجرمين أن يطأوا أرض هذه البلاد لولا حكامنا الرويبضات. فقد أوردت صحيفة الاستقلال في 2020/1/27 (دعا رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك الأمم المتحدة لإرسال بعثة من مجلس الأمن الدولي لدعم حكومته بقوات للمراقبة وحفظ السلام، مطالبا بإسناد مجموعة من الوظائف لها، أخطرها "تقديم الدعم التقني في وضع الدستور والإصلاح القانوني والقضائي، وإصلاح الخدمة المدنية، وقطاع الأمن").
ففي 27 كانون الثاني/يناير 2020، أرسل حمدوك، خطابا إلى الأمين العام للأمم المتحدة، قال فيه: "يطلب السودان من الأمم المتحدة أن تسعى إلى الحصول على ولاية من مجلس الأمن لإنشاء عملية لدعم السلام بموجب الفصل السادس في أقرب وقت ممكن، في شكل بعثة سياسية خاصة تضم عنصرا قويا لبناء السلام وينبغي أن تشمل ولاية البعثة المرتقبة كامل أراضي السودان". وشدد حمدوك في خطابه أن "الحكومة على استعداد للترحيب بالبعثة في أقرب وقت ممكن، على أن يُنشر وجود أولي تحت قيادة الممثل الخاص للأمين العام الذي يتخذ من الخرطوم مقرا له، وتصميم وجود الأمم المتحدة وصياغته للفترة الانتقالية". واشترط رئيس الوزراء السوداني أن "تكون البعثة ذات نهج مبتكر ومنسق ويتسم بالمرونة والسلاسة، واستخدام عناصر أساسية واتباع نهج نموذجي من هذا القبيل عند تصميم وجود الأمم المتحدة".
وقد تمثلت النقطة الأخطر في طلب حمدوك في "إعادة بناء قدرات قوة الشرطة الوطنية بطرق منها نشر مستشارين من شرطة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي".
وطلب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، من مجلس الأمن الدولي التفويض لإنشاء بعثة سياسية خاصة من الأمم المتحدة تحت الفصل السادس لدعم السلام - تحديات الفترة الانتقالية في السودان.
نعم هؤلاء هم حكامنا الذين ما جنينا منهم غير الخزي والعار والشنار وفتحوا البلاد على مصاريعها لأعداء هذه الأمة الكريمة، وأصبح أهل السودان يذلون في بلادهم من ذلك العلج وأمثاله. وحتى المكون العسكري هو شريك أصيل في هذه المؤامرة الوقحة لأن هذا التدخل السافر لم يجد موقفا جادا وحازما من المكون العسكري الذي لا يقل عمالة وارتزاقاً عن حمدوك والمكون المدني متمثلاً في كل أحزاب الحرية والتغيير، بل نصب المكون العسكري فولكر بيرتس حاكما عاما على السودان يتمتع بكل الصلاحيات ويجوب البلاد شرقا وغربا طولا وعرضا بلا حسيب ولا رقيب بل باستسلام كامل من الرويبضات حكام البلاد، بل ويعطي الأوامر.
فقد أوردت (صحيفة السوداني في 2022/10/1م) قال رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان يونتاميس فولكر في حديث له "يجب ألا تكون للقادة السياسيين جيوش خاصة ويجب ألا يلعب القادة العسكريون أدواراً سياسية، لذلك ما زلت أرحب بالتزامات الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، والفريق أول محمد حمدان دقلو المتكررة بشأن انسحاب الجيش من السياسة"، وأضاف "لا ينبغي أن يكون هناك مكان لانقلابات عسكرية مستقبلية في السودان، الديمقراطية والمشاركة هما السبيلان الوحيدان لتحقيق الاستقرار والسلام الدائمين لهذا البلد".
فهو أي فولكر وبدون أدنى حياء يعطي الأوامر وكأنه حاكم السودان ويتصرف كأنه صاحب السلطة في هذا البلد المنكوب بسياسييه وعسكرييه على حد سواء! فهو الذي يحدد لكل فريق دوره فهو يطلب من القادة العسكريين أن لا يلعبوا أي دور سياسي حتى يخلو الملعب السياسي لفريقه من عملاء بريطانيا.
نعم هكذا تجرأ علينا أعداء الله لما فقدنا دولتنا وفقدنا جُنّتنا الذي كنا نتقي به ونقاتل من ورائه، فغابت مواقف العز وتبدلت إلى مواقف ذل وانكسار وخضوع بسبب حكامنا الذين جعلوا للكافر علينا سبيلا، ولن تعود هذه العزة لهذه الأمة إلا بعودة دولتها الخلافة عز المسلمين.
دخل ربعي بن عامر على رستم، وقد زيَّنوا مجلسه بالنمارق المذهَّبة والزَّرَابِيِّ الحرير، وأظهر اليواقيت واللآلئ الثمينة، والزينة العظيمة، وعليه تاجه، وغير ذلك من الأمتعة الثمينة، وقد جلس على سرير من ذهب. ودخل ربعي بثياب صفيقة، وسيف، وترس، وفرس قصيرة، ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد، وأقبل وعليه سلاحه، ودرعه، وبيضته على رأسه. فقالوا له: ضع سلاحك. فقال: إني لم آتكم، وإنما جئتكم حين دعوتموني، فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت. فقال رستم: ائذنوا له. فأقبل يتوكَّأ على رمحه فوق النمارق، فخرق عامتها، فقالوا له: ما جاء بكم؟ فقال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قَبِلَ ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبداً حتى نفضي إلى موعود الله. قالوا: وما موعود الله؟ قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي. فقال رستم: قد سمعت مقالتكم، فهل لكم أن تؤخِّروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا؟ قال: نعم، كم أحبّ إليكم؟ يوماً أو يومين؟ قال: لا، بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا. فقال: ما سَنَّ لنا رسول الله ﷺ أن نؤخِّرَ الأعداء عند اللقاء أكثر من ثلاث، فانظر في أمرك وأمرهم، واختر واحدة من ثلاث بعد الأجل. فقال: أسيدهم أنت؟ قال: لا، ولكن المسلمين كالجسد الواحد يجير أدناهم على أعلاهم. فاجتمع رستم برؤساء قومه فقال: هل رأيتم قط أعزَّ وأرجح من كلام هذا الرجل؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان