- الموافق
- 4 تعليقات
بسم الله الرحمن الرحيم
الصحافة السودانية: حزب التحرير يتحدى الحكومة
تحت عنوان (حزب التحرير يتحدى الحكومة في حوار فكري مفتوح)، أوردت صحيفة الجريدة، يوم الاثنين 18 شعبان 1438هـ، الموافق 2017/5/15م، العدد (2112)، في الصفحة الأولى، ملخص الحوار الذي أجرته مع مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان، محمد جامع (أبو أيمن)، كما يلي:
ثم نشرت الجريدة الحوار الذي أجرته، كاملاً في الصفحة الثانية من نفس العدد تحت العناوين التالية:
فإلى مضابط الحوار:
- لن تصرفنا الاستفزازات الرخيصة ولن نغير طريقتنا.
- إن كانت الحكومة ترى أن كلامنا مصادم، فلتواجهنا فكرياً.
- المشاركون في الحوار لم يجعلوا الإسلام أساس الدستور.
- أمريكا ليست جمعية خيرية، ورفع العقوبات لن يغير الواقع.
- يتعرض أعضاؤنا للضرب والأذى والمحاكمات الكيدية.
*قلتم إن السلطات اعتقلت عشرة من أعضائكم بسبب توزيعهم منشوراً ضد حكومة الوفاق الوطني، ما هو وضعهم حاليا؟
نعم سبعة من مدينة الأُبَيِّض، واثنان من بورتسودان، وواحد من الخرطوم. والحمد لله ، هم بخير وعافية، لقد تأكدنا من سلامتهم جميعاً، بعد ان أُطلق سراحهم .
* تم منعكم مؤخراً من إقامة معرض كتاب وندوة وتعتبرون أن عداء الحكومة للإسلام هو السبب، ألا يمكن أن تكون لهجتكم المصادمة هي السبب؟
أولاً، نحن لا نقوم بعمل محرم شرعاً، أو مخالف للقانون، ولا نتبنى العمل المادي حتى يصادم كلامنا أحد، بل نحن نتحدث عن حقائق ونطرح معالجات للقضايا وحلولا للمشاكل، وفق أحكام الإسلام وأدلته. ونحن لا نحمل غير الفكر الصافي النقي، ونقود به صراعاً فكريا ضد الأنظمة الظالمة والمفسدة التي اغتصبت سلطان الأمة، ونهبت ثرواتها، فإن كانت الحكومة ترى أن كلامنا مصادماً لها فلتواجهنا فكرياً وثقافياً لندير حواراً ونقاشاً على الهواء مباشرة تتصارع فيه الأفكار والحجج، وصاحب الحجة القوية هو الذي يبقى وينتصر، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح، ولكن أن نُواجَه بالقوة وبالمنع فهذا الذي لم نجد له مبرراً إلا أن هناك جهات يحرجها خطابنا، ويفضحها، لذلك لا تريد لصوت الحق أن يُسمع.
* اعتبرتم في منشورٍ لكم مؤخراً أن الحكومة الجديدة تكريس للعلمانية، وهناك أحزاب إسلامية مشاركة فيها، ما هو رأيكم في موقفها؟
نحن لا نحاكم الحركات ولا الأحزاب، ولا نفرض وصاية على أحد، ولكن كل أهل السودان لاحظوا من خلال الصحف وما يدور في الرأي العام، الصراع الرخيص حول الحقائب الوزارية والمناصب، حتى بلغ الحال بالرئيس ليقول أن الكيكة صغيرة والأيادي كثيرة، ومن ناحية أخرى هؤلاء المشاركون لم يجعلوا الإسلام هو أساس الدستور، حيث وضع الإسلام مع الأعراف والمعتقدات الأخرى في مرتبة واحدة، ولم يناقشوا الأمور على أساس قوة الدليل، بل مواد الدستور صراحة وُضعت بشكل مائع فضفاض تسمح بالارتداد وتسمح بإلغاء الحدود الشرعية، وكذا لا يخفى على أحد الرعاية الكاملة للحوار من قبل أمريكا، عبر تقديمها ورقة الحوار الوطني في أغسطس 2013م، قبل خطاب الوثبة، وإشراف مبعوثها برنستون ليمان الذي كان يتفقد لجان الحوار. مما دعا الأمين العام للحوار لشكرها، فإن لم تكن هذه علمانية فماذا تعني العلمانية إذن؟!
* بعد منع فعالياتكم واعتقال عدد من أعضائكم هل سيغير الحزب في طريقة أنشطته وتعامله مع السلطات، أم يستمر فيما هو عليه؟
حزب التحرير حزب عريق يدرك قضيته ويبصر طريقه، ويهضم أفكاره، فلا تصرفه مثل هذه الاستفزازات الرخيصة عن قضيته الأساسية، وهي جمع هذه الأمة لتقيم الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، عبر الدعوة والصراع الفكري والكفاح السياسي، لذلك لن نغير طريقتنا، بل مثل هذه الأعمال تزيدنا قوة وثباتاً، لأننا نسير بذات طريق المؤمنين السابقين، ولأنها تظهر لنا أن الأنظمة المغتصبة لسلطان الأمة فاقدة للحجة، ولا قدرة لها على المواجهة السياسية والفكرية، لأنها تأسست على الظلم، والظالمون لا يتعلمون، فإنهم يقرأون من كتاب واحد، ويواجهون مصيرا واحدا، ولك في التاريخ شواهد ودروس وعبر، قال تعالى (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ).
* هل هناك مضايقات أخرى يتعرض لها الحزب غير اعتقال منسوبيه ومنع نشاطاته؟
أحياناً مع الاعتقال يكون الضرب والأذى، وأحياناً التقديم لمحاكمات كيدية، أو الحبس في أقسام الشرطة مع المجرمين دون فتح بلاغات، وأحياناً تفتح بلاغات دون أن يظهر الشاكي..إلخ. الحمد لله هذه هي طبيعة طريق الدعوة إلى الله ملئية بالابتلاءات ولكن الذي يحزننا أن يحدث ذلك من مسلمين مثلنا.
* كانت هناك مطالبات خلال اليومين الماضيين بإلغاء مادة الردة من القانون باعتبار أن للناس حرية اختيار معتقدهم، ما رأيكم في ذلك؟
الحكومة هذه الأيام لا تتورع أن تغيَّر كل الأحكام والقوانين حتى تأخذ شهادة حسن السير والسلوك من أمريكا، لأنها قررت أن تكسب ود أمريكا، وأمريكا لا تعترف بدين يتدخل في الحكم والسياسة، والدليل على ما أقول أن الخبير المستقل للأمم المتحدة قال في فبراير إن السودان استجاب لـــــ180 توصية من مجموع 244 توصية ذات صلة بالإصلاح الدستوري والقانوني، وقال إن البرلمان وعده بتعديلات إضافية، وذات الخبير موجود اليوم منذ يوم الخميس في الخرطوم لذات الغرض. أما ما يتعلق بحكم الردة فقد حسمه الإسلام بكثير من الأدلة وليس واحداً، والبعض حاول مناقشة دليل واحد وغض الطرف عن الأدلة الأخرى التي لا يسع المجال لذكرها لكن منها، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ الثَّيِّبُ الزَّانِي وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ).أخرجه البخاري- مسلم- ابن حبان-ابن ماجه- البيهقي السنن الكبرى-النسائي-الترمذي-الدارقطني-المستدرك على الصحيحين-مسند الإمام أحمد-مسند البزار، وغيرهم. والسؤال الذي يرد هل هناك حرية للمسلم تخالف ما جاء به النص الشرعي؟!
* انتقدتم مؤخراً ما اعتبرتموه صفقة بين الحكومة وأمريكا لرفع العقوبات، ما المشكلة إن كان رفعها سيعود بالنفع لمعيشة المواطنين باعتبارهم المتضرر الأول منها؟
أولاً أخي الكريم: أمريكا ليست جمعية خيرية تتصدق على الفقراء والمساكين، أمريكا دولة استعمارية رأسمالية، تسعى لتحقيق مصالحها ولو على حساب حرق البشر والحجر، ورأينا في العراق كيف أنها قتلت الأبرياء واحتلت أرضهم، فقط لأجل ثروات ذاك البلد، وليس من أجل تحرير أهل العراق كما زعموا في البداية، إذن من أين يأتي الخير لأهل السودان هل من أجل عدد كم بقرة جاءت من أمريكا ؟ وهل السودان فقير من الأبقار؟ أم من أجل أن يأتي الأمريكان ليعلمونا كيف نزرع أرضنا؟!
*تعني أن الرفع الجزئي للعقوبات لن يغير واقع الحال؟
الآن منذ الرفع الجزئي للعقوبات والاستبشار بانخفاض الدولار، هل انخفضت أسعار السلع؟ وهل حدث أي تحسن في الخدمات؟ وهل خفَّ ضغط المعيشة على الناس؟ الإجابة لا. الشعب غير مستفيد من العلاقة بأمريكا، والآن أمريكا علاقتها مع مصر سمن على عسل ومع نيجيريا، بل مع جنوب السودان الذي فصلته ومزقته من جسم هذا البلد، إلا أن الأزمات تحيط بهذه الدول، فلماذا لم تشفع لهذه الدول علاقتها مع أمريكا لتحل لها مشاكل المعيشة والفقراء يملؤون طرقاتهم وأسواقهم؟ والجنوب الآن ينهار فلماذا لم تتصدق عليه هذه أمريكا الدولة (الحنونة) (الشفوقة)؟! لماذا لا نتعلم من الواقع، ومن التاريخ؟ أمريكا دولة طامعة في بلادنا وثرواتها وخيراتها والشواهد كثيرة.
يا أخي الكريم السودان غني بثرواته، فلو أُقيمت فيه دولة مبدئية محترمة تعمل على رعاية شؤون الناس، لرأيت كيف أنه بموقعه وخيراته وثرواته وشعبه المتميز سيكون من الدول التي يُشار لها بالبنان، ولو سلمنا فرضاً أن هذه الحكومة فقط رفعت الضرائب والجبايات عن المزارعين، وساهمت في إدخال البذور المحسنة الجيدة، وأوجدت المحفزات فلماذا نحتاج لأمريكا؟ ولكن لأن الدول القائمة في بلادنا ارتبطت بالدول الغربية الرأسمالية ولا ترى خيراً إلا في ظل علاقتها بها، ولا يتنفسون الهواء إلا عندما يمرُّ بإنبوب الغرب، لذلك لو لم ننعتق من الدول الاستعمارية، ونبني دولة مبدئية تعبر عن وجهة نظرنا في الحياة، وعن قناعاتنا، فلن تحل مشاكلنا، لهذا نحن نعرض للأمة مشروعها النهضوي بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تجعل الإسلام أساساً لها في كل شؤون الحياة، والحكام فيها رعاة، وليس جباةً، وخَدَمَة للأمة، وليس متسلطين عليها.
ختاماً: أسأل الله أن يمن علينا بالخير والأمن والسلام والعدل في حكمٍ لا يُظلم تحته أحد
لك التحية أخي الموقر ولكل الإخوة الكرام في صحيفة الجريدة، ودمتم بخير وعلى أتم الصحة والعافية.
كما استطلعت صحيفة أخبار اليوم السودانية، الصادرة اليوم الاثنين 2017/05/15م، عدداً من السياسيين بينهم الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان، إبراهيم عثمان أبو خليل، وكان رد الناطق الرسمي كما يلي:
4 تعليقات
-
اللهم سدد خطى حزب التحرير واجعل اللهم أفئدة الناس تهوي إليه ولين اللهم قلوب من بيدهم القوة لنصرة دعوته.
-
بارك الله فيكم
-
بارك الله فيكم وأثابكم
-
بوكت جهودكم