- الموافق
- 1 تعليق
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الختامية
أخواتي العزيزات الكريمات، أود أن أختم هذا المؤتمر أولا بالثناء والشكر لله سبحانه وتعالى على ما أنعم به علينا من عون تكلل بالنجاح الكبير ولله الحمد لهذه الحملة وهذا المؤتمر - "الخلافة والتعليم: إحياء العصر الذهبي". وأود أيضا أن أشكر جميع الذين عملوا بجد في هذا المشروع لتحقيق أهدافه، وكذلك كل الذين حضروا هذا الحدث التاريخي والمهم اليوم، والذين تابعوه عبر الإنترنت - أسأل الله سبحانه وتعالى أن يسبغهم بواسع الرحمة والثواب. آمين. كما أود أن أعرب عن خالص امتناني لأمير حزب التحرير، العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة، على الدعم الكبير الذي قدمه في تنظيم هذا المشروع. فجزاه الله سبحانه وتعالى خير الجزاء وأعانه دائما على حمل مسؤولياته الكبيرة. آمين.
أخواتي العزيزات، لفترة طويلة جدا، شُكّلت رؤية التعليم في بلادنا وفقا لإملاءات ومصالح الحكومات الاستعمارية الأجنبية والأنظمة العميلة التي سعت إلى إضعاف عقيدة الأجيال المتعاقبة لهذه الأمة، وتشكيكهم بالإسلام، وإبعادهم عن دينهم.
لفترة طويلة جدا، استُغل التعليم كسلعة لملء جيوب الشركات التجارية الكبرى، وكانت أهدافها تحدد بسطحية على أسس الليبرالية الرأسمالية لإنتاج عمال للدولة أو تأمين اعتبارات فردية.
لفترة طويلة جدا، كان التعليم هو اليتيم الفقير في دولنا، نقص في التمويل، وعدم تقدير، وسوء إدارة، في حين كان الحصول على التعليم الجيد شرفاً للأغنياء بدلا من أن يكون حقاً أساسياً مقدماً لجميع الرعايا في بلادنا.
لفترة طويلة جدا، ظل المعلمون في هذه الأمة مبخوسي القيمة، قليلي الأجور. وتم تجاهل الدور الحيوي الذي يلعبونه في رعاية التفكير والمهارات والسلوك للأجيال القادمة من قبل الأنظمة عديمة الرؤية التي يعاني منها العالم الإسلامي.
لفترة طويلة جدا، فُقدت العقول الفذة من بلاد المسلمين إلى الغرب، أو أهدرت مهاراتها وقدراتها بسبب الحكومات والأنظمة غير الإسلامية التي أخفقت في إدراك قيمتها أو توفير وسائل لتعزيز أو تسخير إمكاناتها لخدمة احتياجات الأمة.
لفترة طويلة جدا، أفسد الاحتلال والفقر والحروب حياة أبناء هذه الأمة، وحرمهم من التعليم الأساسي لتحقيق آمالهم وأحلامهم.
أخواتي العزيزات، لفترة طويلة للغاية، عمل قطاع التعليم في بلادنا، كأداة لاستعمار عقول شبابنا وجعلهم عبيداً للثقافة الغربية، وكحقل للأحلام المحطمة والإحباطات العميقة، حيث سلبت من شبابنا تطلعاتهم التعليمية.
أيتها الأخوات، إننا كأمة وصفها الله سبحانه وتعالى بأنها خير أمة على هذه الأرض، والتي قادت العالم في التعليم والابتكار، وأنتجت العلماء البارزين من أمثال الإمامين مالك والبخاري رحمهما الله، وعلماء على المستوى العالمي من أمثال الجزري وابن النفيس، فإن واقع التعليم في بلادنا اليوم لا ينبغي أن يكون شأنه هكذا، والأهم من ذلك أنه لا يجوز أن يكون هكذا!
يجب أن تكون هناك ثورة تعليم في العالم الإسلامي، ولكن لا يمكن أن يتحقق هذا أبدا دون إقامة نظام سياسي يستند كليا على الإسلام الذي لديه رؤية لعظمة لهذه الأمة، وهذا الدين، وهذا العالم. هذا النظام ليس شيئا آخر سوى نظام الخلافة على منهاج النبوة. حيث ستعيد دولة الخلافة التعليم إلى وضعه الصحيح - بوصفه ثروة قيّمة للغاية ووسيلة لتحسين الذات وإرضاء الله سبحانه وتعالى. وسوف تعيد تأسيس الغرض الصحيح من التعليم المتمثل في إعداد الشخصيات الإسلامية المثالية التي تكون قادة في فكرها وقدوة في سلوكها، وطلائع للحق والعدالة. وسوف تلهم الأفراد لطلب العلم من أجل تلبية الاحتياجات الحقيقية للبشرية وتحسين حياة الناس، ورفع منزلة المتعلمين والمعلمين في المجتمع إلى موضع التقدير العالي. وسوف تنشئ الخلافة نظام التعليم الذي من شأنه أن يغبطها العالم في تميزه، ومنارة لكيف ينبغي أن يعمل التعليم؛ حيث ستكون الفصول الدراسية مرة أخرى المكان الذي تترسخ فيه الأحلام، بدروس تفتح العقول، وتثير الإبداع، وتسلب الخيال، حيث يمكننا أن نقول لأطفالنا... "احلموا إن شئتم فبإذن الله سوف تتحقق تلك الأحلام".
أخواتي العزيزات، أوجه الآن حديثي إليكن، المعلمات والمتعلمات الكريمات في هذه الأمة، ما أعظم هذه المكانة والفرصة الكبيرة التي أنعمها الله سبحانه وتعالى عليكن كمربيات لأجيال المستقبل. في الواقع، لقد وصف رسول الله e أولئك الذين أُكرموا بالعلم بأنهم ورثة الأنبياء. ولكن مع هذه المكانة الرفيعة كانت تأتي المسؤولية الضخمة للأنبياء وكذلك للذين كانوا في طليعة الكفاح من أجل الإسلام. وبما أنكن ورثة هؤلاء، فإن هذا هو الإرث الذي يطالبكن الإسلام باتباعه أيضا.
لذلك فإننا أخواتكن في حزب التحرير ندعوكن لاتخاذ موقفكن الصحيح والانضمام إلينا في هذه الدعوة النبيلة، تبذلن أقصى جهودكن، وجميع نفوذكن التي منحكن الله سبحانه وتعالى، لإقامة دولة الخلافة المجيدة هذه، ولتنشئة الأجيال التي ستكون أيضا في طليعة المناضلين من أجل هذا الدين. أخواتي، من خلال هذا العمل النبيل، سيكون لكن شرف إعادة نظام الله سبحانه وتعالى لهذه الأرض، شرفاً في الدنيا والآخرة، مع وعد بتحقيق ثمار أعظم في الآخرة. قال رسول الله e: «إذا جاء الموت طالب العلم، وهو على هذه الحال مات وهو شهيد».
د. نسرين نوّاز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
1 تعليق
-
"#الخلافة_والتعليم: إحياء #العصر_الذهبي"