الأربعاء، 22 رجب 1446هـ| 2025/01/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

Al Raya sahafa

 

 

2025-01-22

 

 

جريدة الراية: مؤتمر الرياض لوزراء الخارجية العرب والغربيين

الغرض منه ترويض سوريا ودمجها في المنظومة العربية المهترئة

 

 

 

جاء في البيان الختامي للاجتماع العربي - الدولي الذي عُقد في الرياض، الأحد 12/01/2025م: "جرى خلال الاجتماع بحث خطوات دعم الشعب السوري الشقيق وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة المهمة من تاريخه، ومساعدته في إعادة بناء سوريا دولة عربية موحدة، مستقلة آمنة لكل مواطنيها، لا مكان فيها للإرهاب، ولا خرق لسيادتها أو اعتداء على وحدة أراضيها من أي جهة كانت".

 

وشاركت الدول الغربية الاستعمارية في الاجتماع الذي دعت له السعودية وحضره وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني إلى جانب وزراء خارجية ومندوبين من أمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وتركيا ومصر والعراق والأردن والكويت ولبنان وسوريا وعُمان وقطر والإمارات والبحرين والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، ويُعتبر هذا الاجتماع هو أول قمة من نوعها بشأن سوريا منذ سقوط الطاغية بشار الأسد الشهر الماضي.

 

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إنّ "الاجتماع يأتي لتنسيق الجهود لدعم سوريا والسعي لرفع العقوبات عنها"، ورحّب بقرار أمريكا إصدار الترخيص العام 24 بشأن الإعفاءات المتصلة بالعقوبات على سوريا، مطالباً الأطراف الدولية برفع العقوبات الأحادية والأممية المفروضة عليها.

 

كما أشاد وزير الخارجية السعودي "بالخطوات الإيجابية التي قامت بها الإدارة السورية الجديدة، في مجال الحفاظ على مؤسسات الدولة، واتخاذ نهج الحوار مع الأطراف السورية، والتزامها بمكافحة الإرهاب، وإعلانها البدء بعملية سياسية تضم مختلف مكونات الشعب السوري، بما يكفل تحقيق استقرار سوريا وصيانة وحدة أراضيها، وألا تكون سوريا مصدر تهديد لأمن واستقرار دول المنطقة"، وهو ما يعني السير في خطوات واضحة لإعادة إنتاج دولة المؤسّسات وهي الدولة العلمانية التي تحارب الإسلام وتلتزم بحدود سايكس بيكو.

 

إنّ هذا المؤتمر وهو اجتماع لوزراء الخارجية العرب والغرب في السعودية والخاص بسوريا إنما رُتّب خصيصا للتأكيد على أن أي نظام حكم جديد في المنطقة يجب أنْ يخضع للمعايير الدولية والإقليمية التي وضعها الغرب المستعمر التي يجب فرضها على أي نظام جديد يولد في الشرق الأوسط، وعلى رأسها مكافحة الإسلام خلف ستار مكافحة الإرهاب وإشراك كل المكونات المختلفة في الحكم لتمييع مركزية القرار في الدولة، وهدفه الحقيقي هو إبعاد الإسلام تماماً عن التطبيق وإهمال أحكامه تحت هذه الذريعة.

 

لقد كانت أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا في هذا المؤتمر بمثابة المُوجه والمحدد لطبيعة التوجه المستقبلي السياسي والاقتصادي والتشريعي للدولة السورية، فألمانيا بصفتها المموّل الأوروبي الأبرز تحدثت مثلاً عن فكرة العقوبات الذكية التي من شأنها إجبار النظام الجديد على الامتثال للمعايير الغربية في الحكم، وأمريكا كانت قد رفعت بعض العقوبات عن سوريا لترى كيف تقترن الأفعال بالأقوال لدى قادة النظام الجديد، وفرنسا تحاول النفاذ إلى سوريا الجديدة من خلال المساهمة في صياغة الدستور، وبريطانيا تراهن على وجود رجال تابعين لها في داخل سوريا تتسلل من خلالهم ليكون لها نفوذ سياسي إلى جانب أمريكا. وإيطاليا وإسبانيا تبحثان عن مكان لهما في سوريا بصفتهما دولتين متشاطئتين مع سوريا في البحر المتوسط.

 

وهكذا يتمّ في مثل هذه المؤتمرات ترويض الدول وتهيئتها لأن تكون جزءاً من المنظومة السياسية الغربية، فيظن النظام السياسي الجديد في سوريا أنّه في وضع لا يملك معه إلا الخضوع والتعايش مع هذه المنظومة، وتوضع له الحدود المسموحة والخطوط الممنوعة، فيما يقوم وزراء الخارجية العرب بدور المؤهل للنظام ضمن تلك المنظومة العربية الفاسدة المُهترئة المعروفة بالجامعة العربية التي تقوم بتأهيل كل الأنظمة التي توافق على تأهيلها الدول الغربية الاستعمارية الكافرة، وقد بدأت الخطوات العملية للتأهيل بإرسال وفد الجامعة العربية إلى دمشق للقيام بإجراءات إعادة انضمام سوريا للجامعة العربية.

 

فهذه الدول العربية المهترئة التي تؤهل اليوم نظام أحمد الشرع في سوريا هي نفسهاالتي أهّلت بالأمس نظام سلفه المجرم بشار الأسد، فهي دول مأمورة لا تملك الإرادة السياسية، ولا الاستقلال السياسي ولا تقوم إلا بما يملى عليها من تعليمات تأتيها من أسيادها الكفار.

وهي نفسها التي وقفت بالأمس القريب ضد ثورة الشام وتحالفت مع المجرم بشار فنجدها تقف اليوم مع هذا النظام الجديد لتأهيله وإخضاعه لمعايير النظام العربي الرسمي الفاشل الذي صنعته الدول الغربية على عينٍ بصيرة.

 

إنّ مجرد مشاركة الدول الغربية في المؤتمر يؤكّد على أنّ الدول العربية تعتبر منطقة نفوذ مباشر للغرب، وأنّها تابعة سياسياً له تبعية مطلقة، فإذا كان الوزراء الأجانب الذين شاركوا في المؤتمر كلهم من الغرب فهذا يعني أنّهم هم أصحاب النفوذ الحقيقي في المنطقة، وإلا لماذا غابت عنه مثلا روسيا أو الصين، ولم يتم استدعاؤهما للمؤتمر؟

 

إنّ من أكبر أخطاء أي نظام جديد يقوم في المنطقة هو الركون إلى الغرب الكافر أو إلى دوله الاستعمارية الخبيثة كأمريكا وبريطانيا وفرنسا، أو الركون إلى توابعه من الدول العربية العميلة كالسعودية والأردن ودول الخليج ومصر، لأن هذا الركون سيؤدي في النهاية حتما إلى مقتله وخسارته لاستقلالية قراره.

 

 

بقلم: الأستاذ أحمد الخطواني

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع