الخميس، 03 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

Al Raya sahafa

 

2018-12-05

 

جريدة الراية: حادثة مضيق كيرتش دليل على ضعف روسيا في الأزمة الأوكرانية

 

 

(مترجم)

 

وقع الرئيس الأوكراني ب. بوروشينكو يوم الأربعاء 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 قانونا حول "حالة الأحكام العرفية في أوكرانيا"، ونتيجة لذلك دخلت حالة الأحكام العرفية في 10 مناطق في أوكرانيا لمدة 30 يوما حتى 26 كانون الأول/ديسمبر.

 

ففي يوم الأحد 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، احتجزت دائرة الحدود الروسية 3 سفن عسكرية أوكرانية بالقرب من مضيق كيرتش باستخدام الأسلحة، وأعلنت السلطات الروسية أنها قد احتجزت 24 شخصا، بينما أصيب 3 أو 6 منهم.

 

وقد تركز رد فعل الاتحاد الأوروبي وأمريكا كالمعتاد "بالإعراب عن القلق" والطلبات المتعلقة بوقف التصعيد وضبط النفس.

 

بيد أن ألمانيا وفرنسا رفضتا الاقتراح الداعي إلى فرض المزيد من العقوبات على روسيا. إن موقف الدول الأوروبية الرائدة معلوم جيدا طوال السنوات الأربع والنصف الماضية؛ فقد أصبحت فرنسا وألمانيا مرهقتين من الأعباء الاقتصادية والسياسية لهذا الصراع ويصران على الحل السريع أو حتى تجميد الصراع على الأقل.

 

وفي الوقت نفسه، دعت أمريكا أوروبا إلى فرض عقوبات إضافية على روسيا بسبب عدوانها على أوكرانيا في بحر آزوف، حيث صرح بذلك المبعوث الخاص الأمريكي في أوكرانيا كورت فولكر. وألغى الرئيس الأمريكي ترامب يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر اجتماعه مع الرئيس الروسي بوتين قبل يومين من الموعد المقرر للجلوس على هامش قمة مجموعة العشرين.

 

أما بالنسبة لأسباب هذا التصعيد فهناك الكثير من المبررات التي قدمت: من "محاولات بوتين شن حرب واسعة النطاق ضد أوكرانيا"، إلى مثل الحجج السخيفة "بأن الرئيس الأوكراني بوروشينكو أطلق هذا الاستفزاز لتحويل مسار الانتخابات الرئاسية المقبلة في أوكرانيا".

 

والواقع أن هذا الحادث هو نتيجة مباشرة وطبيعية لضم روسيا لشبه جزيرة القرم في 2014، كما ذكر ممثل فرنسا خلال جلسة مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة في 26 تشرين الثاني/نوفمبر.

 

دون الخوض في التفاصيل فإنه من المهم التأكيد على الحقيقة التالية:

 

إن هذا الحادث هو في الواقع أول صراع مسلح بين الجنود الروس والأوكرانيين، كما أكدت ذلك روسيا. فخلال الأربع سنوات المنصرمة، كان الروس يعملون عبر ما يسمى بالرجال الخضر أو الجنود العاديين الذين يتسللون إلى أوكرانيا "خلال العطلة وبمبادرة ذاتية".

 

ومن الجدير ذكره أيضا أن هذه هي المرة الأولى التي تفرض أوكرانيا حالة الأحكام العرفية خلال سنوات الصراع الأربع مع روسيا، على الرغم من حقيقة أن التصعيد والتعامل مع التدخل الروسي المباشر كان أكبر بكثير.

 

كانت أوكرانيا تخشى من استفزاز روسيا وتسعى لاستقرار الوضع في شرق أوكرانيا، أما الآن فقد تغير هذا الموقف إلى نشاط في البحر الأسود وبحر آزوف في المنطقة المجاورة مباشرة لشبه جزيرة القرم التي تعتبرها روسيا أراضيها.

 

وأيضا في العامين الماضيين، غيّر المسؤولون الروس نبرة التبجح السابقة إلى مناشدة "الشركاء الأوروبيين" لممارسة الضغط على أوكرانيا وإجبار قيادتها على الجلوس حول طاولة المفاوضات في ظل اتفاقات مينسك.

 

جميع ما سبق ذكره هي علامات على ضعف موقف روسيا في مواجهة أوكرانيا. في العامين الماضيين، كان لدى أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين مبادرة استراتيجية للأزمة الأوكرانية، والحادث الأخير في بحر آزوف هو المظهر الطبيعي لهذه الحقيقة.

 

أما بالنسبة للعواقب المحتملة المترتبة على هذا الحادث فيمكننا أن نفترض ما يلي:

 

سوف تستخدم أمريكا هذا الحادث لفرض المزيد من ضغط العقوبات، وقد ينضم الاتحاد الأوروبي إليها مع بعض الشروط، وعلاوة على ذلك سيتم استخدامه من أمريكا لزيادة المساعدات العسكرية للجيش الأوكراني.

 

ومن أجل تعزيز الضغوط الدولية وإضعاف روسيا، سوف تتورط موسكو بشكل قسري في حوادث جديدة تنتهك فيها القانون الدولي. فعلى سبيل المثال بعد الحادث الأخير الذي وقع بالقرب من مضيق كيرتش، اتُهمت روسيا بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار والاتفاقية المتعلقة بمعاملة أسرى الحرب، وستقوم أوكرانيا بتقديم إجراءات إلى المحاكم الدولية.

 

وسيتم قيادة روسيا في هذه المواجهات من قبل دول أخرى لأنه من السهل استفزازها، وليس لديها التفكير الاستراتيجي وغير قادرة على استخدام المناورات السياسية بينما تحاول حل جميع المشاكل بالوسائل العسكرية. منذ بداية الأزمة الأوكرانية تفضل روسيا قعقعة السيوف بدلا من الوسائل السياسية التي تتناسب تماما مع المثل التالي من القيصر الروسي ألكسندر الثالث: "في العالم كله يوجد لدى روسيا حليفان فقط وهما جيشها وأسطولها".

 

ولذلك سيشتد الخناق الاقتصادي والسياسي حول عنق القيادة الروسية، وبالنظر إلى عجز روسيا المرَضيّ على إجراء مناورات سياسية، فإن لديها الخيار الأخير المؤثر؛ وهو تدخل واسع النطاق في أوكرانيا، ولكن روسيا لم تتدخل في 2014 عندما كانت الظروف أفضل بكثير من الآن، ولذلك فإن هذا الخيار ليس متوقعا اليوم. وإذا قررت التدخل فإنها لن تجلب لنفسها سوى الهزيمة العاجلة في هذه الأزمة.

 

 

بقلم: الأستاذ فضل أمزاييف

 رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا

 

المصدر: جريدة الراية

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع