- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
2020-07-22
جريدة الراية:
الصين تتفنّن في أساليب تعذيب مسلمات الإيغور
والعالم يتفرج!!
تعود أصول الإيغور إلى الشعوب التركية (التركستان)، ويشكل الإيغور المسلمون نحو 45 في المئة من سكان تركستان الشرقية في الصين ويعيشون في أوضاع قاسية بائسة، حيث يقبع نحو مليون شخص داخل معسكرات الاعتقال المشددة الحراسة، وتقوم السلطات بعمليات غسيل الدماغ المنظم لمئات الآلاف منهم، وكذلك تفرض عليهم نظاماً تعليمياً إلزامياً قسرياً، كما تتتبّع المعتقلين إلكترونيا، وتخضعهم لنظام مراقبة دقيق، وتمارس عليهم سياسة التمييز بكل أشكالها، إضافة إلى إجبارهم على تناول لحم الخنزير، ومنعهم من الصوم في رمضان، ومنع الفتيات من ارتداء الخمار ومنع الشباب من إطلاق لحاهم، وإجبارهم على بيع الخمور وغيرها من الإجراءات القمعية...
وكان لمسلمات الإيغور نصيب وافر في هذا الاضطهاد والعنف؛ فقد نصت الإجراءات الصينية التي تحولت في مطلع نيسان/أبريل 2017م إلى قوانين، نصّت على أن الموظفين في الأماكن العامة، من بينها المحطات والمطارات، سيكون لزاما عليهم منع النساء اللائي يغطين أجسامهن كاملة، بما في ذلك وجوههن، من الدخول، وإبلاغ الشرطة عنهن، والتي بدورها تقوم بقص ملابسهن في وسط الشارع بدعوى أنها "طويلة جدا". وهن يجبرن أيضا على الزواج من صينيين غير مسلمين.
ومن أفظع الانتهاكات عملية "تحديد النسل القسري" التي استمرت في تركستان الشرقية على مدار السنوات الأربع الماضية ضمن حملة شاملة لتقليل عدد سكانها المسلمين، بل الإبادة الجماعية الديموغرافية، فهي في الوقت نفسه تشجع أغلبيتها من الهان على إنجاب المزيد من الأطفال.
ومن أساليب تحقيق ذلك إخضاع السلطات نساء الإيغور بانتظام لفحوصات حمل، وتجبرهن على استخدام شتى وسائل منع الحمل، وتحقنهن بمواد تصيبهن بالعقم، بل وحتى أجهضت مئات الآلاف منهن. وقد ذكرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن الصين خصصت عام 2019 أموالاً لتعقيم 14.8 ألف امرأة في مدينة هوتان في تركستان الشرقية ومقاطعة غوما المجاورة اللتين يقطنهما مسلمو الإيغور، فضلاً عن تركيب 5.9 ألف لولب رحمي لمنع الحمل. وقد أدى كل ذلك إلى انخفاض كبير في معدل المواليد، حيث انخفضت معدلات المواليد في معظم مناطق الإيغور في هوتان وكاشغار بأكثر من 60% بين عامي 2015 و2018 في جميع أنحاء منطقة تركستان الشرقية، وانخفضت معدلات المواليد بنسبة 24% عام 2019م وحده، مقارنة بــ4.2٪ في جميع أنحاء الصين.
إضافة إلى تعرض المعتقلات منهن للاغتصاب المنهجي، حيث أصبح الانتهاك الجنسي للنساء سلاحاً للصين ضد سكانها المسلمين. وتشير المجلة إلى أنه يتم الفصل بين الأطفال وأسرهم، بحيث يكبر الصغار منفصلين عن ثقافتهم وعن الإسلام.
وقبل عدة أيام صادرت السلطات الفيدرالية الأمريكية شحنة من المنتجات المصنوعة من الشعر البشري، حيث اشتبهوا بأن الشعر أُخذ قسرا من نساء الإيغور المسلمات المحتجزات في مثل تلك المخيمات.
وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، قال مسؤولو الجمارك وحماية الحدود إن 13 طناً من النسيج ومنتجات الشعر الأخرى التي تقدر قيمتها بـ800 ألف دولار كانت في الشحنة. وتعد هذه هي المرة الثانية هذا العام التي تصادر فيها السلطات الأمريكية شحنة من شينجيانغ يشتبه في أنها صنعت من شعر السجناء المسلمين، خاصة النساء. وهذا ليس طبعا إنسانية منها أو حرصاً على مصلحة الإيغور بل هو فصل ضمن اللعبة السياسية وضرب المصالح بين البلدين.
إن هذا غيض من فيض ما يعيشه مسلمو ومسلمات الإيغور من بطش الحكومة الصينية، والتعذيب الوحشي بكل أساليبه وأشكاله، في الوقت الذي يلتزم فيه حكام المسلمين الصمت حيال هذه الانتهاكات الجسيمة! بل وفي تموز/يوليو 2019م ساعدت دول مثل باكستان، والسعودية، ومصر، والإمارات، والجزائر في الحيلولة دون تمرير قرار في الأمم المتحدة يطالب الصين بالسماح بدخول مفتشين دوليين إلى إقليم تركستان الشرقية، حيث يتركز الإيغور!
كما أشارت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إلى أن الدول تستخدم التعاون والتضامن عندما يبدو ذلك ملائما لها، ولكن التصدي لقوة الصين أو خسارة التعاون الاقتصادي أو العسكري معها لا يبدو ملائما، لأنها تنتفع من الاستثمارات الصينية التي تقدر بمليارات الدولارات!
إن هذا أمر متوقع من الحكام الروييضات التابعين الأذلاء، فهم حكام ماتت فيهم النخوة والإحساس، وتبلد عندهم الشعور والقلب، واشتروا الدنيا ومناصبها غافلين أنهم مسؤولون عن رعيتهم وعن دينهم، وعن تخاذلهم عن نصرة دينهم ونصرة المسلمات العفيفات الشريفات اللواتي يقارعن الكفار ذوداً عن دينهن وشرفهن، فهم لا يحكمون بما أنزل الله بل بما تأمرهم به أمريكا ويهود والغرب...
ومهما قلنا فإنه فلن ينصر المسلمات المضطهدات ويلبي نداءهن ويمسح دمعهن إلا الإمام الجنة الذي يُقاتل من ورائه ويتقى به، فمن ضرَّه ما يحدث لإخوانه مسلمي الإيغور، ولامس نخوته صراخهم واستغاثات نسائهم؛ فليعمل على تنصيبه وبيعته.
بقلم: الأستاذة مسلمة الشامي (أم صهيب)
المصدر: جريدة الراية