- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
2024-07-24
جريدة الراية: لماذا يعتقل السجناء السياسيون السابقون من جديد؟!
اليوم يحاكم 23 مواطنا في طشقند، وكل واحد من هؤلاء الشباب كان قد سُجن في عهد الطاغية كريموف وبقوا في السجن حتى وفاته، حيث حكم عليهم في عامي 1999-2000، بالعضوية في حزب التحرير، الحزب الإسلامي السياسي، وأضيفت عليهم مدد جديدة مرات عدة وهم في المعتقلات، وقد مروا بظروف صعبة للغاية لمدة 20 عاماً أو يزيد... وفي تلك الفترة نتيجة للاعتقالات الجماعية في عام 1999، تم اعتقال آلاف عدة من حملة الدعوة من الرجال والنساء من مناطق مختلفة في أوزبيكستان. وخلال تلك السنوات المظلمة، ونتيجة للتعذيب المفضي للقتل، و"التكسير" في السجون، والظروف القاسية اللإنسانية، أعيدت جثث المئات من إخواننا إلى أهليهم. وكانت أجسادهم التي ملأتها الكدمات تروي قصة صامتة عن التعذيب الرهيب في الزنازين! أجساد إخواننا الذين قُتلوا بسكب الماء المغلي عليهم، وتم قلع أظافرهم، وشق صدورهم، وتركوهم عند بيوتهم جثثا سوداء من الضرب، حطمت قلوب آباء وأبناء العائلات...
وعندما بدأ ميرزياييف، الذي وصل إلى السلطة بعد وفاة الظالم كريموف الشنيعة، عندما بدأ بإطلاق سراح شباب حزب التحرير الذين كانوا في السجون بسبب انتهاء مدة حكمهم، بدا وكأن الفرحة تعود إلى بيوت المظلومين. لكن هذا الفرح لم يدم طويلا، لأن ميرزياييف قد استجاب لتوصيات المستعمرين كروسيا ولمشورة بعض العصابات العميلة المحيطة به وأعاد تشغيل آلة القمع التي كان يمارسها أستاذه كريموف. وبدأت المزيد من التحقيقات والإعدام والاضطهاد وإعادة الاعتقال في التصاعد في المعتقلات. وأثناء التحقيقات ازدادت الضغوط وأجبر بعض إخواننا المذكورين أعلاه على التوقيع على لوائح الاتهام من خلال تهديدهم باغتصاب زوجاتهم والقبض على أبنائهم.
إن الشباب الـ23 الذين يحاكمون حالياً في طشقند كانوا جميعهم في السجن أكثر من عشرين عاماً ولم يمض على عودتهم إلى عائلاتهم زمن طويل. إنهم أهل عصرنا الشجعان الذين أرادوا اتباع ديننا كاملا، ولم يسكتوا عن الظلم، ثم اتُهموا بسبب أفكارهم وعقيدتهم وقضوا ما يقرب من ربع قرن من المعاناة اللا إنسانية في المعتقلات. وتجدر الإشارة إلى أن هؤلاء الشباب لا علاقة لهم بالإرهاب. والتهم الموجهة إليهم الآن لا تختلف عن تلك التي وجهت لهم في عام 1999. ولا علاقة لأي منهم بالجرائم المنصوص عليها في المادتين 159 و244 من قانون العقوبات الوطني؛ لأنهم لم يعيقوا أنشطة السلطات الدستورية ولم يحاولوا الإطاحة بالنظام الدستوري بالعنف. وهم يعتقدون أن شعوب العالم أجمع، بما في ذلك شعب أوزبيكستان، لن تحقق السعادة والرفاهية إلا إذا عاشت وفق النظام الذي أنزله الله سبحانه. إن مجرد مثل هذا الفكر والاعتقاد لا يعني محاولة قلب النظام الدستوري بالقوة أو تعطيله مادياً! وأما العملية الإرهابية التي وقعت في طشقند في 16 شباط/فبراير 1999 فهي قضية أخرى تماما، ومثل هذه الأعمال ليس لحزب التحرير السياسي ثمة علاقة بها. إن حزب التحرير هو حزب سياسي عالمي، يتبع في طريقته لتحقيق غايته الصراع الفكري والكفاح السياسي فقط.
والآن، إذا عدنا إلى اتهامات النظام الأوزبيكي للشباب، فإن أياً من هذه الاتهامات لم تثبت في التحقيقات، وقد كانت تهمة "إسقاط النظام الدستوري..." هي مجرد افتراء، كما كانت في عهد النظام السابق. ولإثبات قولنا هذا، يكفي النظر إلى البرامج الأيديولوجية والكتب الفكرية والسياسية لحزب التحرير، وكذلك الأقوال التي أدلى بها الشباب أثناء التحقيق. لكن للأسف لم تتقدم الحكومة بمثل هذه التحقيقات المحايدة منذ ربع قرن، ويبدو أنها لن تفعل ذلك في المستقبل. لذا يمكن القول إن أصحاب السلطة اليوم يحاربون من يعتقد وجوب العيش بنظام الإسلام، وهم بذلك يتبعون طريق الجهلاء في التاريخ. وإن فتح الباب اليوم واسعا للفجور، الذي ينتشر كالطاعون في بلاد المسلمين، هو دليل واضح لكل عاقل على هذه الحقيقة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشكال المختلفة لمحاربة الفضائل والأعمال الصالحة التي يأمر بها ديننا هي دليل على أن الحكومة التي تحكمنا هي أيضاً في هذا الجانب.
أي معنى في أن يطلق الرئيس سراح هؤلاء الشباب الثابتين على أفكارهم من السجون بعد انتهاء مدة حكمهم، وبعد سنوات يعيدهم إلى السجن بسبب تلك الأفكار والآراء؟! إن هؤلاء الشباب ما هم إلا دعاة خير لشعبنا وديارنا، وليسوا مدمرين على الإطلاق. تجدر الإشارة إلى أن تصرفات النظام الأوزبيكي اليوم يشاهدها المسلمون ويناقشونها في كل أنحاء العالم...
إننا في حزب التحرير، الحزب السياسي، ندعو حكومة أوزبيكستان إلى عدم تكرار مثل هذه الفظائع. ونحذر مرة أخرى من اقتراف مجازر جديدة تشبه المجازر التي كانت في نظام كريموف عام 1999، إن تلك الجرائم ستؤدي إلى وصم الحكومة بأبشع صفة في صفحات التاريخ. توقفوا عن ظلم أهل أوزبيكستان الصالحين! أطلقوا سراح المعتقلين! توقفوا عن مهاجمة وتعذيب الأخيار الصالحين في بلدنا! لا تعيدوا للسجون أولئك الأنقياء الأتقياء الذين عذبتموهم وسجنتموهم لأكثر من عشرين عاماً من أعمارهم!
29 من ذي الحجة 1445هـ حزب التحرير
2024/07/05م أوزبيكستان
المصدر: جريدة الراية