السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

Al Raya sahafa

 

2024-10-16

 

جريدة الراية: حكام المسلمين ليسوا من جنس الأمة

والأمة منهم براء

 

 

 

لم تكن الأمة تنتظر شيئا من أشباه الرجال، حكام المسلمين، لأنهم ببساطة ليسوا منها لا في فكرها ولا في مشاعرها، وقد صنعتهم دول الغرب المستعمر بعد هدم الخلافة على عينها، وليست غزة والتآمر عليها ببدعة من تصرفات هؤلاء الحكام وأعمالهم، بل ولا التآمر على فلسطين وحدها، وإنما مسلسل التآمر كان قبل وبعد ذلك، وما الشام والعراق واليمن إلا خير شاهد ودليل، فهم موظفون عند الغرب أو عبيد له يتبادلون الأدوار بينهم، وجماع دورهم ووظيفتهم خدمة الغرب الكافر وتحقيق مصالحه في بلاد المسلمين.

 

إن الأمة الإسلامية كأي أمة من الأمم تعلو حينا وتتراجع حينا، ترتفع مرة وترتكس مرة، إلا أننا إذا عدنا إلى التاريخ الاسلامي وقلبنا أوراقه لا نكاد نجد إطباقا وحالة من العداء للأمة وتعاونا مع الغرب الكافر مثل ما هو الآن، فالحكام ليس لهم عدو إلا الأمة الإسلامية، والتآمر على قضاياها هو مركز التنبه عندهم، فهم إذا أمرتهم أمريكا لبوا أمرها، فهم يرسلون جيوشهم لمساعدتها في قتل المسلمين في أفغانستان والعراق واليمن والسودان والشام، ولا تحركهم صرخات الثكالى واستغاثات الأطفال والشيوخ ولا النداءات، ولا عجب فهم ليسوا منا ولسنا منهم.

 

إن ما يتعرض له أهل غزة اليوم من قتل وتشريد وتجويع وهدم للبيوت فوق رؤوس ساكنيها ما كان ليكون لو أن للمسلمين جُنة يقاتلون من ورائه ويتقون به، إلا أن الأمة الإسلامية قد فقدته منذ ما يزيد على مائة عام، وقت أن تآمر خونة العرب والترك مع الكافر المستعمر لهدم دولة الخلافة، ومنذ ذلك التاريخ انفصل القرآن عن السلطان وأصبحت الأمة الإسلامية خارج المعادلة فاحتل الكافر أرضهم وصال على دمائهم وأموالهم وأصبح أمثلهم طريقة من يعدّ القتلى في فلسطين والعراق والشام والسودان، دون أن يحرك ساكنا، وإن خرج من سكونه فإنه يرفع عقيرته ليطالب مجلس الأمن والأمم المتحدة لوقف المجازر في غزة.

 

إن مشكلة غزة بل فلسطين كلها هي مشكلة عسكرية، وليست مشكلة سياسية، وحلها لا يكون بالمفاوضات بل بأرض المعركة، فهي أرض ملّكها الله للمسلمين منذ أن تسلم عمر رضي الله عنه مفاتيحها وكتب العهدة العمرية المشهورة، وهي لا تقبل القسمة على اثنين، وإن صنيع الثلة المؤمنة الصابرة في غزة قد أظهر ضعف كيان يهود وأنهم لا يستطيعون الصمود ساعة من نهار أمام أضعف جيش من جيوش المسلمين فكيف بالأمة مجتمعة، فالأمة اليوم تملك من الأسباب المادية ما يجعل كيان يهود أثرا بعد عين، وقد بان للأمة بأن مصيبتها ليست إلا في حكامها، فهم الذين يمنعون الجيوش من نصرة إخوانهم في غزة وهذا لن يدوم طويلا بإذن الله، فالجيوش هي من الأمة وستبقى من الأمة، فما هي إلا غفوة طال زمانها أم قصر. وإن هذا الشرف؛ شرف التحرير والنصرة يدخره الله للمخلصين منهم وهم كثر إن شاء الله.

 

إن المواقف المخزية التي تسربل بها حكام الضرار في بلاد المسلمين بوقوفهم موقف المتفرج لما يحصل في غزة بل كل فلسطين دون أن يحركوا ساكنا، سيكتبها التاريخ ويدونها في صفحاتهم السوداء وسيضعهم في خانة أبي رغال وابن العلقمي، وستقف الأمة خصيما لهم، والويل ثم الويل لمن جعل الله له خصماء، عندما يسألهم الله لمَ لمْ تنصروا أهل غزة وقبلهم أهل الشام والعراق واليمن والسودان؟ فبماذا تراهم يجيبون؟ ولم منعتم الجيوش من التحرك لنصرة أهلهم وإخوانهم وقد كنتم من قبل تنصرون أهل الكفر وتوالونهم على المسلمين؟!

 

وأخيرا لأبنائنا وإخوتنا في الجيوش نقول: إن هؤلاء الحكام سيتبرؤون منكم يوم القيامة ويقولون إنهم ما كان لهم عليكم من سلطان، فهلا نصرتم أهل غزة لتُكتَبوا في الصفحات المشرقة في التاريخ، أم أنكم تريدون أن تربطوا آخرتكم بحكام الضرار فتخسروا الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين؟!

 

 

بقلم: الأستاذ خالد أحمد (أبو أحمد)

 

 

المصدر: جريدة الراية 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع