- الموافق
- 2 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الفراغ الأمني في السودان
لن يسده إلا قيام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة
أعلنت الشرطة السودانية أن السيدة أديبة فاروق التي وجدت جثتها طافية بالنيل الأبيض ماتت مقتولة وأنها بصدد التحقيق لمعرفة القاتل وقالت في نشرة صحفية الخميس إنها تعرضت لعنف جسدي وأذى جسيم أدى إلى وفاتها مشيرة إلى أنها ستباشر التحريات وفقا للمادة 130من القانون الجنائي والمتعلقة بالقتل العمد.
وشغلت قضية ربة المنزل أديبة والتي تبلغ من العمر 45 عاما الرأي العام السوداني بعد أن تحولت قصة اختفائها إلى لغز إثر ذهابها منذ أكثر من أسبوع لشراء الخبز لأطفالها من أحد المخابز المجاورة لمنزلها بمنطقة الكلاكلة جنوب الخرطوم ولم تعد بعدها.
وأخذت القصة زخما أكبر لترافقها مع شكاوى وقصص في وسائل التواصل الإلكتروني عن حوادث اختطاف لأشخاص في عدة مناطق بالبلاد بغرض الاتجار في الأعضاء البشرية وهو ما نفته الشرطة.
وقد بدأ الخوف يتسلل لقلوب الناس والكل يتناول القضية حسب تصوره ما بين مروج للإشاعات ومشفق ومستقصٍ عن الحقائق حيث دار لغط كبير لفك طلاسم القضية الغامضة مما وضع الناس في ضغط نفسي وعدم شعور بالأمان زاد في معاناة كثير من مدن السودان من انفلات أمني متمثلٍ في الهجمات المسلحة والتي تقوم بها جماعات تستخدم عربات الدفع الرباعي، وقد تراوحت الجرائم التي ترتكبها تلك المجموعات بين القتل والاغتصاب والسرقة؛ مما جعل الناس تعيش في حالة رعب حقيقي جراء نشاط تلك العصابات الرسمية. فمثلا في مدينة الأبيض نقلا عن صحيفة التغيير قال الناس إن الجناة يستخدمون الدراجات النارية ويلبسون الزي العسكري ويحملون الأسلحة النارية ولا يتم القبض عليهم وتتكرر جرائمهم التي أقضّت مضاجع الأهالي وأفقدتهم لذة الحياة.
إن الغياب الواضح للدولة وعدم مسؤوليتها عن أمن وأمان الناس أدى إلى انتشار السلاح والجيوش غير النظامية وانتشار المليشيات من قوات الدعم السريع وحرس الحدود ودرع الصحراء أغلبها من مليشيات جنجويد وعربات دفع رباعي وأسلحة، أي أنها تتبع إما للحكومة أو لمسؤلين كبار متنفذين فيها لأنها تتحرك بحرية وترتكب الجرائم دون رقيب أو حسيب، هذا ما جنيناه من هذا النظام الذي لا يقوم على أساس الإسلام، ومن العوامل المؤثرة أيضا نزوح الناس من القرى إلى المدن ومن مناطق النزاعات، والكثير منهم بلا مهن يتكسب منها مما جعلهم يلجؤون للنهب والسرقة. ففي ظل بيع السلاح وتداوله خارج القوات النظامية فإن الظاهرة تحولت من كونها تفلتات أمنية تحدث بين الفينة والأخرى داخل الأسواق وفي بعض الأحياء، إلى نشاط منظم تقوم به جماعات مجهزة من حيث السلاح ووسائل الحركة واللباس العسكري، أي أنه انفلات أمني حقيقة (وهو أحداث منظمة متسارعة وفي مكان واحد) مع وجود عدد كبير من المليشيات المسلحة في البلد والتي تتبع رسميا للمؤسسات العسكرية النظامية كالجيش والشرطة والأمن، فتتقوى بأسلحتها على الناس دون أن تتعرض للمساءلة؛ وذلك لأن تلك المليشيات تعتمد عليها الحكومة في قتال الحركات المسلحة وانعكس ذلك في غياب الدولة في المجال الأمني ليزيد هاجسا أقض مضاجع الناس وأربك حياتهم بعد أن سجلت الدولة غيابا في الناحية الصحية والذي يكشفه انتشار مرض الكوليرا وقبله انهيار اقتصادي وتعليمي وتفكك اجتماعي والقائمة تطول...
كل ذلك مرده لغياب الكيان السياسي المتمثل في الدولة المبدئية التي تنفذ أنظمة الإسلام وتطبقه ليكون علاجا ناجعا لكل مشاكل الحياة، كما يوفر حدودا وعقوبات رادعة تشكل منظومة فريدة لتنظيم وتهذيب سلوك الإنسان.
إن الأمن نعمة عظيمة من أجلّ نعم الله عز وجل على عباده؛ فهي مطلب كل أمة وغاية كل دولة، وبغياب الأمن تفقد كل مقومات الحياة الكريمة.
والأمن يجب على الدولة أن توفره لكل فرد من رعاياها بغض النظر عن الدين أو اللون أو العرق أو الطائفة، ثلاثة أشياء هي المأكل والملبس والمسكن حيث توصلهم فيه لحد الكفاية، كما يجب عليها أن توفر للمجتمع ثلاثة أشياء هي الأمن والتعليم والصحة على أفضل مستوى ممكن توفره الدولة للمجتمع على السواء لا فرق في ذلك بين غني وفقير ولا بين مسلم وغير مسلم؛ ما يوجد مجتمعا فريدا تتحقق فيه العدالة. إن الفراغ الأمني الذي نعيشه في السودان ويعيشه جميع المسلمين في البلاد سببه غياب دولة الرعاية وسنظل نعاني ونكتوي بنارها حتى تقام دولة الخلافة الراشدة على منهاج االنبوة التي يدعو لها حزب التحرير ويحمل مشروعها وهو جاهز للتطبيق على أرض الواقع لا ينقصه إلا استجابة المخلصين في جيش الأمة حتى ننعم بالأمن والاستقرار بل وحتى يأمن الطير والحجر والشجر.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ريم جعفر (أم منيب)
وسائط
2 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا
-
بارك الله فيكم