- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
وتلك الأيام نداولها بين الناس
تعيش الأمة الإسلامية اليوم في زمن كثرت فيه الفتن والمحن والابتلاءات من الحكام الظلمة وأعوانهم وأتباعهم، فعندما يوشك نظام ما من أنظمة الكفر على الزوال فإن علاماتٍ كثيرةً تُنذِرُ بزوالهم وتهز أركانهم وتتحدى وجودهم وهذه هي سنة الله في خلقه أن يداول الأيام بين الناس.
وكلما اقتربت نهاية ظالم منهم فإن وتيرة الأحداث تتسارع وتتهيأ الفرص للخروج من المأزق حتى إذا جاءت الفرصة الأخيرة ازدادوا غطرسة و(استكباراً في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله) فتوشك نهايتهم أن تَحُلَّ بدارهم فيقضون غير مأسوفٍ عليهم، وهذا حال حكام بلاد المسلمين اليوم الذين بَغَوْا في الأرض بغير الحق وحكموا بغير ما أنزل الله، وظلموا وتعسفوا وأكلوا أموال الناس بالباطل، وهم يظنون أنهم قادرون على البقاء في مناصبهم ظانّين أنّ الأمة عقمت أن تلد غيرهم من الرجال.
وهذا الحال ينطبق أيضاً على هزيمة دول الكفر وإفشال مخططاتهم، فوجود حزبٍ في الأمة كحزب التحرير واعٍ سياسياً ذي فكرة مبلورة وطريقة واضحة أمَّنَت اختراقَهُ من العملاء أو تُشتَرى قادتُه بالمالِ القذر، فإنه حتماً يتحقق له النصر عندما يأذن الله سبحانه وتعالى كما وعد عباده المخلصين بالنصر، قال تعال: (إنْ تنصروا الله ينصرْكم ويُثَبِّتْ أقدامَكم)، وعندها يتحقق وعد الله بالاستخلاف والتمكين، وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم بإقامة الخلافة على منهاج النبوة.
فمن يعتقد أن المسلمين غيرُ قادرين على هزيمة أمريكا وغيرها من دول الكفر فليقرأ عن معركة تبوك أو اليرموك أو القادسية، وكيف استطاع المسلمون القضاء على دولتي فارس والروم، فلا تَغُرَّنَّكُمْ كثرةُ الكفار والمنافقين وعُدَّتُهم وعَتادُهم، فسيعيد التاريخ نفسه لأمة الإسلام، قال تعالى: (ولا تَهِنوا ولا تَحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)، وقال تعالى: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثل الذين خَلَوا من قبلكم مَسَّتْهُمُ البأساءُ والضرّاءُ وزلزلوا حتى يقولَ الرسولُ والذين آمنوا معه متى نصرُ الله ألا إن نصر الله قريب).