كلمة الشيخ حسن الجنايني لمؤتمر الخلافة في جاكرتا [كلمة الشيخ حسن الجنايني في مؤتمر الخلافة العالمي في جاكرتا الذي انعقد يوم الأحد، 23 رجب الفرد 1434هـ الموافق 02 حزيران/يونيو 2013م]
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا، وأسأل الله العظيم كما جمعنا في هذا المقام أن يجمعنا في الدنيا في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة وفي الآخرة في مستقر رحمته.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ))
لقد أرسل الله رسوله صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وما ترك خيرا إلا دلنا عليه، ولا شرا إلا حذرنا منه، وأوصانا بوصية خالدة قال فيها:
(أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة) رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الترمذي والحاكم والذهبي
ويقول حذيفة رضي الله عنه: (إن الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم فدعا الناس من الضلالة إلى الهدى، ومن الكفر إلى الإيمان فاستجاب له من استجاب، فحيا بالحق من كان ميتا، ومات بالباطل من كان حيا، ثم ذهبت النبوة فكانت الخلافة على منهاجها، ثم تكون ملكا عاضا، من الناس من ينكر بقلبه ويده ولسانه أولئك استجابوا للحق، ومن الناس من ينكر بقلبه ولسانه كافا يده، فهذا ترك شعبة من الحق، ومنهم من ينكر بقلبه كافا يده ولسانه، فهذا ترك شعبتين من الحق، ومنهم من لا ينكر بقلبه ولا بيده ولا بلسانه، فذلك ميت الأحياء)
ولقد عشت سنينا وسافرت كثيرا والتقيت مع العلماء في كثير من البلدان أبحث عن السبيل القويم والطريق الصحيح الموصل إلى سعادتي في الدنيا والآخرة، فلم أجد ما يروي ظمأي وينير طريقي، وشاء الله عز وجل أن أسمع وأشاهد برنامج "ثم تكون خلافة" الذي يعده حزب التحرير، يومها علمت أنه لا فوز ولا نجاح ولا فلاح إلا باتباع هذا الطريق الذي رسمه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسارعت إليهم والتقيت بهم. يومها علمت أن الله أنعم علي بميلادين، الأول يوم ولدتني أمي، والثاني يوم أكرمني الله عز وجل بالعمل مع حزب التحرير على عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
فهذه رسالتي إلى الأمة الإسلامية، إلى الذين ضلوا الطريق، إلى الحيارى، إلى اليائسين، إلى المستضعفين، أقول لهم هذا هو الطريق.
وإلى علماء الأمة أقول، بلغوا ما أمركم به رسول الله حتى تعود للأمة عزتها وكرامتها.
وإلى حكام المسلمين أقول، لا عذر لكم أمام الله يوم القيامة، يوم يسألكم لم لم تطبقوا شرع الله؟ قال تعالى (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ) فمن صرفك عن الحق إلى الضلال، وعن النور إلى الظلام، وعن حكم الله إلى حكم الطاغوت، فأعدوا للسؤال جوابا، وللجواب صوابا لأن الذي سيسألك هو الله، ألم تسمعوا قول الحق سبحانه وتعالى (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
وأخيرا أقول:
سنؤمن الخائف في رحابنا، وسنتلو على الدنيا كلام ربنا، صمت أذن الدنيا إن لم تسمع لنا.
يا أيها الدنيا أصيحي واشهدي إنا بغير محمد لا نقتدي
وقد جئت اليوم لأزف إليكم بشرى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، عندما قال (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة)
فإني أرى نورها وضياءها، وعندها تسقط الأقنعة ويبدد الظلام، وستشرق شمس الخلافة على أرض المعمورة، وتمتد امتداد الشمس في مطلعها، رغم أنف الكافرين.
((وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهْوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ))