كلمة حزب التحرير/ الهند لمؤتمر الخلافة في جاكرتا [كلمة حزب التحرير / الهند لمؤتمر الخلافة العالمي في جاكرتا الذي انعقد يوم الأحد، 23 رجب الفرد 1434هـ الموافق 02 حزيران/يونيو 2013م] (مترجمة) --------------------------------- خطاب الأمة وحركة الخلافة في ال
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد
قال تعالى في القرآن المجيد بعد أن أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم
(الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد)
أحمل إليكم التحيات والأمنيات من أرض المجاهدين، ومن أرض العلماء والمعرفة، من أراضي الجنود أمثال تيبو سلطان وأورنجزيب، مسلمي شبه القارة الهندية، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نحمد الله ونشكره أن شرفنا بالمشاركة في هذا المؤتمر المبارك، وفي الوقت نفسه أود أن أعرب عن تحياتنا الحارة وامتناننا لحزب التحرير إندونيسيا، وأميرنا العلامة الشيخ عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله، على تنظيم هذا المؤتمر.
فُتحت شبه القارة الهندية على يد محمد بن القاسم الثقفي الذي أرسل من قبل الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك كقائد للجيش في نهاية القرن الهجري الأول عندما تم القبض على مجموعة من البحارة المسلمين قرب ساحل السند. ولأن الخليفة في ذلك الوقت كان مختلفاً عن الحكام الظالمين اليوم الذين تسلطوا على رقاب المسلمين والذين يقفون مثل الأصنام بينما تُمارس الفظائع ضد المسلمين، فقد قام الخليفة بإرسال الجيش لنصرة المسلمين.
لقد ظلت الهند جزءاً من الخلافة لأكثر من ألف سنة، وفي عهد الخليفة هارون الرشيد (786هـ - 809هـ) انتشر الجيش الإسلامي من السند حتى غوجارات. ثم قام الجيش المسلم ببناء قاعدة وأنشأ مدناً جديدة فيها، ومنذ ذلك الوقت فصاعداً دخل الملايين من غير المسلمين في الهند في دين الإسلام أفواجا، يخرجون من ظلمات الجهل والشرك إلى نور الإسلام، ولا يطيعون سوى الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. لذلك كان الحكم الإسلامي معروفاً للناس في الهند والباكستان وكشمير وبنغلاديش لأكثر من ألف سنة.
قال أبو هريرة رضي الله عنه حدثني خليلي الصادق رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: يكون في هذه الأمة بعث إلى السند والهند، فإن أنا أدركته فاستشهدت فذاك، وإن أنا - فذكر كلمة - رجعت وأنا أبو هريرة المحرر، قد أعتقني من النار (أحمد، النسائي)
كانت الهند إحدى ولايات الخلافة في عهد سلطنة دلهي 1205 - 1526م، وحتى نهاية حكم المغول 1528-1857م. وقد دام حكم المسلمين على الهند لأكثر من ألف سنة. لقد كانت الأمة وغير المسلمين في ظل حكم الإسلام في ازدهار إلى درجة أنه حتى اليوم فإن الناس في الهند يقولون أنه خلال الحكم الإسلامي، كانت الهند مثل الطائر الذهبي.
في عام 1857 عندما احتلت بريطانيا الهند، شكل المسلمون رغم قلة عددهم جبهة المعارضة. فأسماء حيدر علي وتيبو سلطان لا تزال تذكر مع الاحترام والتقدير فقد وقف هؤلاء الحكام ضد البريطانيين وقاتلوا ببسالة.
حتى بعد الاحتلال البريطاني للهند، ظل المسلمون في الهند موالين للخليفة في اسطنبول والعديد منهم استمر في الجهاد ضد المستعمرين مثل الشهيد سيد أحمد وغيره.
وخلال الحرب العالمية الأولى، صدحت المساجد في الهند بالصلوات والأدعية والخطب الرنانة تدعو الله أن ينزل بركاته وأن يحفظ السلطان وينصر جيوشه لتدمير قوى الكفر.
في ذلك الوقت قام شيخ الهند مولانا محمود الحسن الذي كان رئيسا لدار العلوم ديوبند بإصدار أوامر بإغلاق المعهد وأن على الطلاب والمعلمين المشاركة في الجهاد لمساعدة الخليفة. عمل شيخ الهند بجد لدعم الخليفة وحمايته، وسافر إلى الحجاز لمقابلة والي الخليفة في مكة المكرمة حيث تم اعتقاله على يد الخائن "الشريف حسين" في 23 صفر 1335 هـ. حيث أراد الشريف حسين من الشيخ أن ينبذ الخلافة العثمانية ولكن الشيخ ومن معه رفضوا ذلك.
وقد سُلّم الشيخ للبريطانيين الذين سجنوه في مالطا حيث بقي في السجن لأكثر من ثلاث سنوات. وعندما أطلق سراحه، عاد إلى الهند ليصبح جزءا من حركة الخلافة الشهيرة والتي تعرف أيضاً بتحريك الخلافة.
حركة الخلافة:
كانت العلاقة بين المسلمين في الهند مع الخلافة فريدة من نوعها، بل هي مثل علاقة الأم بطفلها، غير قابلة للكسر. حتى في عام 1918 عندما احتل مقر الخلافة في اسطنبول من قبل القوات البريطانية، أطلق مسلمو الهند حركة الخلافة التاريخية للحفاظ على الخلافة. وقد أيد هذه الحركة العديد من ذوي النفوذ في ذلك الوقت لدرجة أن غير المسلمين مدوا لهم أيدي المساعدة. وكان العلماء في طليعة هذا النضال، وبالتالي تحملوا العبء الأكبر من النضال إلى أقصى حد. وكان الأشهر بين هؤلاء العلماء هم مولانا محمود الحسن، مولانا محمد علي جوهر، مولانا شوكت علي ومولانا أبو الكلام آزاد. وحتى يومنا هذا فإن حركة الخلافة هي جزء من نظام التعليم العلماني في الهند، ومن المفارقات أنها تدرس للمسلمين على أنها حركة قامت للكفاح من أجل الحرية القومية!
ومما قاله أحد رواد حركة الخلافة يبين مدى الحسرة في قلوب العلماء والناس عند هدم الخلافة، حيث كان مولانا أبو الكلام آزاد واحداً من المتحدثين في مؤتمر الخلافة الذي أصدر كتابا في عام 1920 باسم (مسألة الخلافة)، قال: "لولا الخلافة فوجود الإسلام غير ممكن، فعلى مسلمي الهند بذل كل ما لديهم من الجهد والطاقة من أجل هذا."
وذكر مولانا محمد علي جوهر أيضا: "وكان حاكم تركيا الخليفة أو خليفة النبي وأمير المؤمنين- وعلينا أن نهتم بالخلافة كأساس لديننا كما نهتم بالقرآن والسنة النبوية". [جزء حياتي، محمد علي جوهر، pg.41]
وبعد أن نالت الهند ما يسمى باستقلالها تحت "جواهاريال نهرو" استمر القمع ضد المسلمين. وقتل المئات والآلاف من المسلمين في كشمير وأماكن أخرى، واستمر القتل حتى اليوم. تم اغتصاب الآلاف من الأخوات المسلمات، ودمرت المساجد، وحياة المسلمين تحولت إلى جحيم. لقد شاهدنا جميعا ما حدث في عام 2002 عندما قتل 3000 مسلم في وضح النهار في ولاية غوجارات.
لقد فشل النظام الرأسمالي والقيادة الموجودة في الهند في حل مشاكل الناس. فإن أكثر من 40٪ من السكان يعيشون في فقر، وأكثر من 70٪ منهم يعيشون بأقل من 2 دولار يوميا. وأكثر من نصف سكان الهند لا تصلهم الكهرباء، حتى أولئك الذين تصل إليهم يتم قطع التيار الكهربائي عنهم في معظم الوقت. وإن 40٪ من الأطفال يعانون من سوء التغذية والجوع، ولا ننسى أنه نظرا للظلم والقهر الاقتصادي فقد سمح لمسلحي القبائل بالاستيلاء على حوالي 40٪ من الهند.
الدعوة إلى الخلافة اليوم:
حتى بعد هدم الخلافة، واصل الناس في الهند نضالهم من أجل إعادة إقامة الخلافة، ففي عام 1940 قام مولانا أبو الأعلى المودودي بالدعوة لإعادة إقامة الدولة الإسلامية.
وعلى الرغم من أن الجيل الحالي لم يشهد تدمير الخلافة ولكن فكرة الخلافة واضحة جدا وعميقة بداخله. فهم يألمون بسبب عدم قدرتهم على إدارة حياتهم وفقا لقواعد الإسلام. والغالبية العظمى من العلماء والمفكرين في الهند والجماعات الإسلامية تدعو إلى النظام الإسلامي. ونحن جميعا ندعو الله إلى إعادة إقامة الخلافة.
اليوم المسلمون من شبه القارة يدركون هويتهم كمسلمين وهم يتأثرون بالقضايا التي تواجه الأمة، وقد كانوا دائما في طليعة الدفاع عن قضايا الأمة. فعلى سبيل المثال، عندما نشر الغرب في عام 2007 الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، نظم المسلمون احتجاجات في الهند، لدرجة أنه في مدينة بوبال وحدها وهي مدينة قديمة للمسلمين تظاهر فيها ما يقارب 300،000 من المسلمين ضد الرسوم حاملين رايات العقاب واللواء.
الخلاصة:
إن الخلافة التي بشرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها سوف توحد المسلمين تحت راية واحدة ستقام قريباً جدا إن شاء الله، ونحن ندعو الله أن يمكننا من العمل تحت قيادة حزب التحرير، وندعو الله سبحانه وتعالى أن نكون جزءاً من هؤلاء الذين ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: "يغزو قوم من أمتي الهند، فيفتح الله عليهم، حتى يلقوا بملوك الهند مغلولين في السلاسل، يغفر الله لهم ذنوبهم، فينصرفون إلى الشام فيجدون عيسى بن مريم بالشام."