كلمة حزب التحرير/ هولندا لمؤتمر الخلافة في جاكرتا [كلمة الأستاذ أوكاي بالا الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا في مؤتمر الخلافة العالمي في جاكرتا الذي انعقد يوم الأحد، 23 رجب الفرد 1434هـ الموافق 02 حزيران/يونيو 2013م] (مترجمة)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد سافرت قاطعا نصف الكرة الأرضية لأجل أن أكون معكم هنا اليوم؛ لأنكم أيها الشعب الإندونيسي شعب مدهش ومبارك. لقد دخلتم الإسلام بالملايين دون قتال، بل وقمتم بفتح أرضكم للإسلام طواعية وعن طيب خاطر. لذا يشرفني جدا أن أكون مع إخواني وأخواتي الذين أظهروا الشغف والحب للإسلام والعمل دون كلل، ليلا ونهارا لإقامة دين الله سبحانه وتعالى على الأرض عن طريق إعادة إقامة الخلافة الراشدة الموعودة!
لقد جئت من هولندا، أحمل معي رسالة دافئة من مسلمي هولندا؛ لقد طلبوا مني أن أنقل سلام الله للمسلمين المخلصين في إندونيسيا، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كما طلبوا مني أن أنقل إليكم الرسالة التالية:
إن الحكومة الهولندية التي استعمرتكم في يوم من الأيام، قامت بقتل أبنائكم ورملت زوجاتكم وأمهاتكم واستغلت ثرواتكم، وأعلنت في عام 1915 أن العمل مع الخلافة العثمانية هو بمثابة خيانة للسلطة الهولندية، وأنها ستقوم بإعدام كل من يتجرأ بالعمل مع الخلافة.
نعم لقد نجحت الحكومة الهولندية في هذا؛ لقد أسكتتنا، وكسرت وحدتنا، وجنبا إلى جنب مع غيرها من الدول الغربية أسقطوا الخلافة.
إلا أن غرورهم ضللهم وقدموا ثلاثة حسابات خاطئة.
أولا، إنهم أساءوا تقدير أمة محمد صلى الله عليه وسلم. نعم، نحن فعلا وقعنا لكننا دائما ننهض بعد سقوطنا! ألم يقرؤوا تاريخنا! لقد غزانا المغول فطردناهم، وغزى الصليبيون الأرض المباركة، فقمنا بطردهم منها! نحن لسنا فقط أمة قوية، بل أيضا لدينا رسالة واضحة للبشرية. ولدينا مهمة!
"أَنْتُمْ تُوَفُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ"
وكان سوء التقدير الثاني هو تقليلهم لجمال وقوة الإسلام!
الله سبحانه وتعالى يقول: ((يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)) [سورة المائدة: 16].
نعم، إن الحكومة الهولندية قد حاربت الإسلام والخلافة، والآن، وبعد أقل من 100 عام، يعتنق أبناؤها الإسلام بأعداد كبيرة، ويخرج رجال ونساء هولنديات بإذن الله من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام. إن النشاط الإسلامي بات ينبض بالحياة في كل مدينة في هولندا، وكل يوم يعلو صوت الخلافة أكثر وأكثر، ومن بينهم شباب وشابات يعملون مع حزب التحرير أقسموا على الدفاع عن الإسلام، ما عاشوا وأينما كانوا. لقد أقسموا بالله سبحانه وتعالى بأن يستمروا بالدعوة إلى الإسلام والدعوة للخلافة حتى يأذن الله سبحانه وتعالى بنصره.
أما ثالث وأكبر خطأ ارتكبوه فهو عداؤهم لدين الله، خالق السماوات السبع والأرض، خالقهم وخالقنا! إنه الله الواحد الصمد، الذي سينصر هذا الدين ويظهره ويجعله مهيمنا على كافة الأديان والأيديولوجيات الأخرى، سواء شاؤوا ذلك أم أبوه.
((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (([سورة التوبة: 33]
إن الخلافة الموعودة باتت قريبة؛ وإننا لنراها تلوح في الأفق، وستنير الأرض مرة أخرى بعد ظلمته، ولكنها لن تأتي دون ثمن!
فالله تعالى يقول: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )) [محمد: 7]
إن علينا أن نكافح ونناضل من أجلها وعلينا أن نؤدي واجبنا الذي فرضه الله علينا، وحتما سينصرنا الله سبحانه وتعالى.
إخوتي وأخواتي الأعزاء،
إن العالم الذي نعيش فيه اليوم أصبح قرية صغيرة؛ فكل عمل تقومون به هنا يتردد صداه في جميع أنحاء العالم، وإن أصوات الملايين التي ارتفعت في إندونيسيا مطالبة بإقامة الخلافة الموعودة سيسمعها المسلمون في كل العالم.
أيها المسلمون في إندونيسيا! اعلموا أن صوتكم قوي وله تأثير حقيقي. هذا الحدث هنا اليوم سيتم بثه إن شاء الله في بيوت الملايين من المسلمين في جميع أنحاء العالم الإسلامي والغربي.
اعلموا، أن صوتكم هذا، وعملكم الشاق وتفانيكم من أجل هذه الدعوة العظيمة هو كمثل الغيث المبارك بعد فترة جفاف شديد، سيجدد هذه الدعوة النبيلة، وسيعطي الدافع والثقة للأمة على الجانب الآخر من الكرة الأرضية للعمل أكثر لإعادة إقامة دين الله سبحانه وتعالى في الأرض.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينير أبصارنا وأن يرشدنا في كل خطوة نخطوها، فهو خير ناصر وخير معين. حفظكم الله سبحانه وتعالى وتقبل أعمالنا وأعمالكم ونصرنا في هذه الحياة الدنيا وفي الآخرة.
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا