السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

كلمة حزب التحرير/ ولاية تركيا لمؤتمر الخلافة في جاكرتا [كلمة الأستاذ محمود كار رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا في مؤتمر الخلافة العالمي في جاكرتا الذي انعقد يوم الأحد، 23 رجب الفرد 1434هـ الموافق 02 حزيران/ يونيو 2013م] ------------------

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله، الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره علي الدين كله ولو كره المشركون، ولو كره الكافرون، ولو كره الظالمون. الحمد لله الذي أعز المسلمين بالخلافة، وجمع شملهم بالإمامة، والصلاة والسلام على نبينا محمد أول وأشرف قائد للدولة الإسلامية، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد

 


إخواني وأخواتي الأعزاء،


أحيكم بأجمل تحية، تحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...


وإني أحمل لكم السلام من الأراضي الإسلامية، مهد الخلافة، وآخر عاصمة لدولة الخلافة العثمانية، من المدينة الجميلة النقية اسطنبول. أحمل لكم السلام من إسلامبول.


أحمل لكم السلام من مدينة السلطان محمد الفاتح خان الذي حقق بشرى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بينما كانت عاصمة لروما الشرقية.


أحمل لكم السلام من أحفاد القائد السلطان محمد الفاتح خان الذي قام لفتح إسطنبول بتسيير السفن على الأرض وفك سلاسل الخليج ورمي القنابل لنيل شرف تحقيق بشرى رسول الله (صلى الله عليه وسلم).


وحتى لو كانوا على مسافة بعيدة فإني أحمل لكم السلام من إخوانكم في العقيدة الإسلامية، من إخوانكم الذين يحبونكم بإخلاص، والذين يشاهدون بفرح وحيوية وإعجاب أعمالكم التي تبث الرعب في قلوب الكافرين.


أحمل لكم السلام من جميع بقاع تركيا من أنقرة وبورصا وأضنة، وأورفا، وديار بكر، وفان، وأرضروم، وقونية، وأديامان، وباتمان، وغازي عينتاب، ومرسين، وهاتاي، ومن يالوفا، وإزميت وإسطنبول.

 


إخواني وأخواتي الأعزاء!


أنا قادم من اسطنبول.


أنا قادم من اسطنبول، المدينة الجميلة التي بشر الرسول صلى الله عليه وسلم بفتحها...


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


"لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش"


بقيت إسطنبول مركزا للدولة الإسلامية لما يقارب بضع و400 سنة، حيث تم حكم الجغرافيا الإسلامية من عاصمتها إسطنبول.


حتى بداية القرن الـ 20، إلى حين غزو الدولة الخلافة العثمانية وأراضيها من قبل إنجلترا الكافرة المستعمرة بمساعدة من بعض خونة العرب والأتراك.


حتى قبل 89 سنة، في يوم كهذا، يعني 28 رجب 1345هـ، الموافق 3 مارس 1924م، تم إلغاء الخلافة، حيث تم كسر درع الأمة في ذلك اليوم، تم نفي الخليفة من اسطنبول.


فها هي اسطنبول آخر عاصمة للخلافة لا تعيش إلا أياما حزينة منذ ذلك اليوم.


فيا إخوتي الأعزاء في إندونيسيا الغارقة في الحزن بسبب غياب الخلافة، المتألمين بسبب إلغاء الخلافة رغم بعدكم عن قلب العالم الإسلامي آلاف الكيلومترات، بل إن جميع المسلمين من إندونيسيا إلى المغرب قد غرقوا في الحزن بسبب إلغاء الخلافة،


جميع المسلمين كما هو الحال في تركيا أيضا عاشوا بمعاناة شديدة بعد سقوط درعهم الواقي دولة الخلاقة. كما تم إعدام بعض العلماء مثل الشيخ سعيد وذلك لبدئه انتفاضة في وجه نظام الكفر المتسبب في إلغاء الخلافة، كذلك تم نفي أو إذلال بعض العلماء والمسلمين، فقد سحقوا تحت الأنقاض الثقيلة والهزات.


ألقي نظرة على الشاعر المصري شوقي، كيف نظم شعرا حول الحزن الذي انتابه بسبب إلغاء الخلافة:


ضجت عليك مآذن ومنابر وبكت عليك ممالك ونواح
الهند والهة ومصر حزينة تبكي عليك بمدمع سحاح
والشام تسأل العراق وفارس أمحا من الأرض الخلافة ماح؟
وأتت لك الجميع الجلائل مأتما فقعدن فيه مقاعد الأنواح
يا للرجال لحرة موؤودة قتلت بغير جريرة وجناح

 

 

إخوتي الأعزاء


لقد حدثت ثاني أكبر صدمة بعد إلغاء الخلافة. احتلت الأراضي المقدسة من قبل اليهود، شاهدنا بحسرة وألم السيطرة بألعاب قذرة مجددا من قبل الصليبيين على هذه الأراضي التي قام بتحريرها وتطهيرها سابقا قائد الأمة الإسلامية المظفر صلاح الدين الأيوبي.


انظروا كيف قام السلطان عبد الحميد خان بالرد على الزعيم اليهودي الدكتور هيرتزل عندما قام عام 1991 باقتراح دفع الأموال لدولة الخلافة العثمانية مقابل شراء الأراضي المقدسة.


"إذا مزقت دولة الخلافة يوما فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة وهذا أمر لا يكون."


مع الأسف فإن أول دولة تعترف بهذا الكيان اليهودي الذي احتل هذه الأراضي هي الجمهورية التركية العلمانية التي قامت على أنقاض خلافة عبد الحميد.


والمحزن أيضا أن تركيا هي الدولة التي سمحت باحتلال أمريكا لأراضي العراق وهي الدولة التي استخدمتها أمريكا ممراً برياً لإدخال جنودها إلى العراق.


والمحزن أيضا أن تركيا هي الدولة والبلد التي في طليعة مساندي فكرة "الإسلام المعتدل" و"الإسلام الديمقراطي" التي تسعى الدول الغربية لحملها ونشرها ضد الخلافة في البلاد الإسلامية.


كذلك فإن تركيا هي أيضا الدولة التي تتوافق مع الولايات المتحدة والدول الغربية في العمل لمنع إقامة دولة الخلافة الإسلامية في سوريا في الوقت الحاضر.

 


إخواني الأعزاء وأخواتي العزيزات!


نحمد الله رب العالمين ونشكره على تأسيس حزب التحرير بقيادة العالم الجليل ذي الشخصية البارزة الشيخ تقي الدين النبهاني بعدما تعرضنا للصدمتين اللتين هزتا المسلمين من إلغاء الخلافة واحتلال الأراضي الفلسطينية. وبذلك فإن حزب التحرير قد باشر بالعمل في حملة النهضة لإعادة إقامة دولة الخلافة التي بشر بعودتها.


فمنذ ذلك اليوم أصبح حزب التحرير هو أمل الأمة الإسلامية الوحيد الذي يكشف جميع خطط الكفار والكابوس الذي يقض مضاجعهم، وهو الذي يبين للأمة خيانة الحكومات الغادرة، والذي يدعو الجماعات والقيادات المصرة على الخطأ إلى الصواب، والذي لا يدعو إلا إلى الخير ولا يخشى في الله لومة لائم، وهو الكتلة التي تسعى خلف غايتها بالخير.


كما أن حزب التحرير يرى أن خلاص الأمة لا يكون إلا بإقامة دولة الخلافة، وأن الأمة الإسلامية قد قدمت الدعم والمساندة لحزب التحرير في حملة النهضة هذه التي بدأ بها.


ماذا عن الكفار... فقد فقدوا عقولهم لعودة الأمة الإسلامية إلى أصلها، وجُنّوا لذلك. فقد رأوا تعثر الفكر الغربي، فقاموا كالذئاب الجائعة بمهاجمة البلاد الإسلامية للحيلولة دون صحوة المسلمين. أفغانستان، والعراق، وفلسطين، والصومال، وكشمير، والشيشان، والبوسنة، وسوريا... قامت باستغلال ثروات البلاد الإسلامية كما جعلت الدول تابعة ومحكومة لها بالقروض التي منحتها لهم. إن الغاية الوحيدة لجميع هذه الاحتلالات والاستعمارات هي الحيلولة دون إقامة دولة خلافة جديدة على الجغرافيا الإسلامية.


على الرغم من كل سياسات الاحتلال والاستغلال هذه، وعلى الرغم من ضغوط الحكومات الخائنة، وعلى الرغم من تسويق الأفكار الخبيثة مثل الديمقراطية والإسلام المعتدل، فإن المسلمين قد استيقظوا وقاوموا ونزلوا إلى الساحات، حتى ساروا إلى قصور الحكومات الديكتاتورية، حتى اعترضوا على جميع أنظمة الطاغوت سواء كانت معتدلة أم لا.


وإن المسلمين اندفاعا من ارتباطهم بالإسلام وقدسيته، نزلوا إلى الشوارع وسيروا المسيرات عندما تمت الإساءة للرسول (صلى الله عليه وسلم). وإن البلاد المحتلة قد رويت بدماء المجاهدين، وقد أصبح مئات الآلاف بل الملايين من المسلمين الذين يريدون الخلافة الإسلامية، ينزلون إلى الساحات ويقولون: الشعب يريد خلافة إسلامية! لا إله إلا الله، الخلافة وعد الله.

 


إخوتي الكرماء وأخواتي الكريمات!


وإن هذه المواجهة المستمرة ل100 سنة بين الإسلام والغرب الكافر قد انتقلت إلى نقطة بحيث أصبحت هذه المواجهة مواجهة عالمية. وإن هذه المواجهة هي مواجهة صعبة مستمرة ل14 قرنا بين الإسلام والكفر، وأن هذه المواجهة هي مواجهة بين الأحزاب السياسية الموالية للغرب والمتكونة من حكام عملاء والتي تتكامل مع النظام الديمقراطي، وبين المسلمين الذين يسعون للخلافة الإسلامية في وجه "الإسلام المعتدل" و"الإسلام الديمقراطي" المراد تنفيذها.

 


إخواني وأخواتي الأعزاء!


ليس هناك أبدا قوة قادرة على الوقوف أمام توجه المسلمين نحو الخلافة؛ وذلك لأنه لم يعد هناك فكرة بديل أو نظام ليستبدله الكفار بالمبدأ الرأسمالي المنهار.


وقد أصبحت الإنسانية لا تؤمن بقدرة أي مبدأ غير الإسلام على توفير الرفاه والطمأنينة لها.


كما أن الكفار والحكام في البلاد الإسلامية الموالين للغرب يسعون بفكرة "الإسلام المعتدل" و"الإسلام الديمقراطي"، وراء إلهاء المسلمين وتنويمهم لسنوات طويلة أكثر قبل أن يهيمن الإسلام على حياتهم، وقبل قيام دولة الخلافة.


وإن الولايات المتحدة والغرب تسعى لتسويق هذا المشروع عبر تركيا إلى الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.


فإنهم ينادون بعدم وجود نظام حكم خاص بالإسلام وحده، وبذلك إمكانية الحكم بالإسلام والديمقراطية معا. وإنهم يسعون إلى تنويم المسلمين بتسويق هذه الفكرة بيد المتعاونين.


كذلك فإنهم باستخدام الحكام الدكتاتوريين قد تحكموا بالبلاد الإسلامية لسنوات عدة.


فعندما رأوا صحوة المسلمين وانهيار الدكتاتوريين لفهم الخوف والقلق. فقاموا بدعم الإسلاميين المتبنين للنظام الديمقراطي، ونقلهم إلى الحكم محل الدكتاتوريين المنهارين. في تركيا، قاموا بنقل الإسلاميين إلى الحكم بعد دكتاتورية الكمالية. أما في تونس فقاموا بسرقة ثورة المسلمين بعد انهيار دكتاتورية العلماني زين العابدين، ودعموا الإسلاميين الديمقراطيين بقيادة راشد الغنوشي. وفي مصر قاموا بتوجيه الثورة ودعم إسلامي ديمقراطي آخر هو محمد مرسي بعد دكتاتورية مبارك الذي أبكى الناس دما لمدة 40 سنة. وكذلك في ليبيا، قاموا بدعم المعتدلين هناك أيضا بعدما نهبوا ثرواتهم.


وقاموا بالإشارة إلى تركيا كنموذج بينما كانوا يقترفون ذلك بحق الشعوب والبلدان الإسلامية. وأشاروا إلى رئيس الوزراء التركي أردوغان كنموذج لذلك أيضا.
وإن رئيس وزراء الجمهورية التركية أردوغان يصل ليله بنهاره لتسويق الديمقراطية للبلاد الإسلامية


ولدى ذهابه إلى مصر المحررة من دكتاتورها، أشار بضرورة تبنيها للعلمانية، كما قال أن الديمقراطية من الإسلام.


وفي سوريا بينما زعم دعمه للشعب في مواجهة القاتل بشار الأسد، أشار أيضا إلى دعمه إقامة سوريا ديمقراطية.


وبينما نزل المسلمون في البلاد الإسلامية إلى الشوارع للتعبير عن ردة فعلهم تجاه بث الفيلم المسيء لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)، إلا أن المسلمين في تركيا بقوا صامتين. وعندما سئل رئيس الوزراء أردوغان عن عدم قيام الشعب التركي بردة فعل، أجاب "قمنا خلال 10 سنوات بتفريغ طاقات المجتمع كما قمنا بمهمة مانعة الصواعق نحو الشعب".

 


إخوتي الأعزاء!


وإن المسلمين في البلاد الإسلامية هتفوا في الساحات بسعيهم فقط لدولة إسلامية وخلافة وليس للديمقراطية. الشعب التونسي يريد خلافة إسلامية، الشعب المصري يريد خلافة إسلامية، الشعب اليمني يريد خلافة إسلامية، الشعب السوري يريد خلافة إسلامية....


وأنتم ماذا تريدون، الديمقراطية؟ أم الخلافة الإسلامية؟


وإن الأمة الإسلامية بصحوتها وحركتها الثورية هذه التي بدأتها تبين للعالم: أن الديمقراطية التي تعتمر قبعة الإسلام وطراز الكفر التي بادرت بها تركيا لا محل لها في البلاد الإسلامية. وبعد صحوة الأمة هذه فإن كل شخص ذي بصر قد رأى هذا.

 


أيها الأخوة


إن صحوة المسلمين وثوراتهم هذه قد ذكرت الكفار بصفعة عبد الحميد لليهود الذين عرضوا شراء الأراضي الفلسطينية. وإن هذه الصفعة أظهرت لهم أن فلسطين ليست للبيع. حاليا فإن الصفعة التي تحققت بالثورة الإسلامية أظهرت أن هذه الأراضي غير ملائمة للديمقراطية وللخطط الاستعمارية.

 


يا أهلنا في إندونيسيا!


إن حركة الصحوة التي بدأها حزب التحرير قبل 60 سنة، والأعمال الخيرة التي قمتم بها سابقا وتقومون بها حاليا، وثورة الخلافة التي بدأت في بلاد الشام، قد نفثت في أجساد المسلمين روح الأمل مجددا.


وخاصة بنا نحن مسلمي تركيا، فقد مدتنا بالحيوية بإضافة حركة على حركتنا، وجهدا على جهدنا.


إن نداءات أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة وأقواله المبشرة بالخلافة بإذن الله، ودعوته للمسلمين بالوحدة والتعاون والتضامن وعدم التمسك إلا بحبل الله، قد زادت من آمال كل الأمة الإسلامية. وإن قيام القائد المخلص عطاء بن خليل أبو الرشتة بنصح المسلمين بالمقاومة وطلب المساعدة من الله وليس من الكفار، قد زادت من الصبر والثبات لديهم.

 


إخوتي الكرماء وأخواتي الكريمات!


بارك الله لكم في أعمالكم هذه وحفظها من كل مصيبة ومؤامرة ومكيدة.


توج الله أعمالكم هذه بدولة الخلافة التي يعز فيها الإسلام وأهله ويذل فيها الكفر وأهله.


بارك الله لنا في الثورة السورية وحفظها من كل مؤامرة ومكيدة.


ختم الله الثورة السورية بدولة الخلافة التي يعز فيها الاسلام وأهله ويذل فيها الكفر وأهله.


"وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهْوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ" (الروم 4-5)




وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع