كلمة حزب التحرير / تونس لمؤتمر الخلافة العالمي في جاكرتا [كلمة حزب التحرير / تونس لمؤتمر الخلافة العالمي في جاكرتا الذي انعقد يوم الأحد، 23 رجب الفرد 1434هـ الموافق 02 حزيران/يونيو 2013م]
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه ومن ولاه.
أمّا بعد،
فإنّ القضيّة المصيريّة للمسلمين في العالم أجمع؛ هي إعادة الحكم بما أنزل الله؛ عن طريق إقامة الخلافة ونصب خليفة للمسلمين يبايع على العمل بكتاب الله وسنّة رسوله ليهدم أنظمة الكفر ويضع أحكام الإسلام مكانها موضع التطبيق والتنفيذ؛ ويحول البلاد الإسلامية إلى دار إسلام؛ والمجتمع فيها إلى مجتمع إسلامي؛ ويحمل الإسلام رسالة إلى العالم بالدعوة والجهاد.
ونحن في حزب التحرير آلينا على أنفسنا في تونس أن نعمل على هذا الهدف لتحقيقه بإذن الله. فمنذ عقود؛ ونحن نعمل جنبا إلى جنب مع أبنائنا؛ لكشف مخططات الغرب وأعماله الدنيئة في بلادنا.
وقد أوكلت المهمّة لتغريب أبنائنا؛ لابن كمال أتاتورك في تونس الحبيب بورقيبة؛ الذي أغلق المؤسسة الزيتونية وهدم كل مظهر من مظاهر الإسلام، وحوّلها إلى علمانية صرفة، بوضع الأحكام الوضعيّة ومنها مجلّة الأحوال الشخصية التي جعلها مفخرة في العالم العربي سافرا بها لأحكام الله بوضع أحكام التبني وغيرها من الأحكام الدنيئة.
وبعد هذا الواقع المرير من اشتراكية في أوائل حكمه إلى علمانية مقيتة؛ سلّم مهامه بعدها إلى حاكم مجرم من نوع آخر؛ تقلّد مهمّة إفساد العباد والبلاد أكثر منه، ليحقّق رضا تاما لدى أسياده في الغرب؛ حتّى رُوّج لنا أن تونس في أعينهم مرضيّ عنها بأرقام تارة من أوروبا وتارة من صندوق النقد الدولي؛ رغم أنّ تونس تسير في ركب الدول النّامية. وممّا زاد في أعماله الرخيصة؛ أن أوكلت إليه مهمّة تعذيب وتصفيّة المدّ الاسلامي إلاّ أنّ الله سبحانه وتعالى أمهله زمنا غير بعيد حتى أذن عز وجل وانطلقت الشرارة من هنا من تونس وكانت نقطة تحول في العالم العربي بداية وفي العالم الإسلامي ثانيا.
ولكن قامت هاته الثورة وتغيّرت وجوه الحكّام ولم يتغير النظام الفعلي في تونس.
وهرولت بريطانيا رأس الأفعى وأمريكا ليحرّك كل منهما عملاءه ليتربّع على كرسيّ الحكم من جديد بوضع مشروع للدستور منبتٍّ على عقيدة هاته الأمّة؛ بل يعتبر أكبر جريمة تحاك ضدّ هاته الأمة ولكن في هذه المرّة تقوم بها أياد تلبس جبة الإسلام حتّى يستطاع التمكّن بأسلوب جديد من رقاب هذا الشعب المسكين.
إلاّ أنّنا نحن حزب التحرير؛ عاهدنا الله أن نكشف هاته المؤامرات الحقيرة التي تحاك ضدّ أمتنا ونزلنا إلى الشارع ذودا منّا وحراسة لهاته الأمّة العزيزة واضعين بين أيديها مشروع دستور مستنبطٍ من كتاب الله وسنّة رسوله لنعمل به جميعا.
وآلينا على أنفسنا أن نكشف مواضع الارتهان للأجنبي في بلادنا بأعين ساهرة هنا في تونس وأعين هناك مع إخواننا في الشام عقر دار الاسلام .
ونحن إذ أتينا هنا إلى بلادنا في إندونيسيا عاقدين العزم على إرجاعها بإذن الله هي وباقي البلاد العربية والإسلامية لتعيش الحياة الكريمة التي بشّر بها نبيّنا أن تكون خلافة تقيّة - قويّة - غنيّة بإذن الله مصداقا لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثمّ تكون خلافة راشدة.