الموضوع: تعقيب على ما ورد في عمودكم (قمم وسفوح)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أوردت صحيفة (الاهرام اليوم) السودانية تحت عنوان: (تعقيب على ذكرى حدثين مهمين) في عددها رقم (674) بتاريخ الأحد 13/11/2011 في الصفحة العاشرة- آراء- تعقيب الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان على مقالة أوردها كاتب عمود (قمم وسفوح).
وإليكم التعقيب كما ورد:
الأخ الأستاذ/ عبدون نصر عبدون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الموضوع: تعقيب على ما ورد في عمودكم (قمم وسفوح)
لقد اطلعنا على مقالتكم في صحيفة (الاهرام اليوم) بتاريخ الاثنين 04 ذو الحجة 1432هـ الموافق 31 أكتوبر 2011م في عمودكم قمم وسفوح، وتحت عنوان: (ذكرى حدثين مهمين). وقد أصابتنا الدهشة عندما قرأنا في المقالة عبارة: ( وليس هناك الآن حزب سياسي جماهيري يطالب بعودة الخلافة )، وسبب دهشتنا أن يكون هناك كاتب في قامتكم وثقافتكم لا يعرف حزب التحرير؛ الذي ظل يعمل في كل العالم الإسلامي منذ خمسينيات القرن الماضي وما يزال يصل شبابه ليلهم بنهارهم من أجل استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ لأن الخلافة فرض على المسلمين إيجادها بعد أن هدمت كما ذكرتم في المقالة، وليست أحلاماً أو أشواقاً كما جاء في مقالتكم ايضاً، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ... ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية).
وقبل أن نعقّب على ما ورد في مقالتكم اسمحوا لنا أن نشكر لكم إهتمامكم بهذا الحدث العظيم؛ الذي هو قضية المسلمين المصيرية، وتذكير الناس بما أصابهم بعد زوال دولة الخلافة حيث صاروا مزقاً، وتفاريق، ولن يعودوا أمة يُحسب لها حساب، بل وتقود العالم إلا بعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة مرة أخرى. ومن أجل استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة قام حزب التحرير يعمل في الأمة ومعها.
أما تعقيباً على ما جاء في مقالتكم أقول مستعيناً بالله:
1- وعد الله سبحانه عباده المؤمنين الصالحين بالاستخلاف والتمكين بقوله سبحانه: [ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ]، فهل هذا يدخل ضمن الأحلام والأشواق؟! وهل بشرى النبي محمد عليه الصلاة والسلام بعودة الخلافة راشدة على منهاج النبوة بعد الحكم الجبري الذي تعيش الأمة الآن آخر أيامه إن شاء الله كما ورد في الحديث الشريف: ( تَكُونُ فِيكُمُ النُّبُوَّةُ مَا شَاءَ الله أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ، ثُمَّ تَكُونُ مَا شَاءَ الله أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ الله أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ الله أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونَ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ ، ثُمَّ سَكَتَ ) أخرجه أحمد. هل هذه البشرى من النبي عليه الصلاة والسلام أشواق وأحلام؟!
2- هل تضحيات الحزب وشبابه في بلاد الشام وآسيا الوسطى وتركيا وباكستان ومصر والسودان وغيرها من بلاد المسلمين من سجن وتعذيب وقتل، وثبات الحزب على مبدئه أكثر من خمسين عاماً رغم التحولات والتغيرات التي حدثت لبعض الذين انحرفوا عن المنهج القويم طمعاً في سلطان زائل وكراسي مهترئة. هل كل ذلك لا قيمة له في أن الحزب يعمل بثبات لتحقيق غايته؟!
3- إن الخلافة قد أضحت هاجس الدول الكبرى تقضّ مضاجعهم قبل قيامها فيرسمون السناريوهات المتوقعة، يدبرون ويمكرون كيف يمنعون قيامها ثم يصنعون الخطط كيف يقفون في وجهها إذا لم يستطيعوا منع قيامها. ولعلك قرأت عن مؤتمر أنقرة لدراسة الحزب والخلافة، وتقرير مركز نيكسون للأبحاث، ومركز ميموريال لحقوق الإنسان، وتقرير المركز الوطني الأمريكي للمخابرات. ولعلك سمعت بتصريح بوتن حول الخلافة وتصريح بوش الابن ووزير دفاعه، وكذلك تصريح رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي (السابق) ماير، ثم تصريح بلير عن الفيروس الإسلامي في الخلافة الإسلامية والإسلام السياسي، وكل ذلك في الزمن القريب. ألا يدل كل هذا على أن الذي تظنه أشواقاً وأحلاماً، يراه أهل السياسة العالمية واقعاً قريباً؟!
4- فلنتفكر كيف قامت الدولة الأولى، وأن الذين أقاموها كانوا ضعافاً من الناحية المادية، أقوياء بربهم ودينهم حتى نصرهم الله في ظل وجود قوتين عظيمتين آنذاك (فارس والروم)، واستطاعت الدولة الوليدة في أقل من ثلاثين عاماً أن تقضي عليهما وتقود العالم؟!
5- إن الخلافة، أخي، عائدة بإذن الله ليس لأنها أشواق وأماني، وإنما لأنها واجب ووعد من الله وبشرى من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولها رجال باعوا لله أنفسهم وأموالهم من أجل أن تقوم، والعالم الذي نراه قوياً بالمرصاد لكل خطوة لاعادة الخلافة، بات الآن يترنح ليسقط بعد أن فشل المبدأ الرأسمالي في قيادة العالم، وبعد أن سقط قبله المبدأ الإشتراكي، ولم يبق إلا مبدأ الإسلام العظيم ليقود البشرية الضالة الشقية مرة أخرى إلى الخير والعدل، يقول الله عز وجل: [ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ] (33 التوبة).
ختاماً، أخي الكريم، لك خالص ودّنا، ونرجو شاكرين أن تسجل لنا زيارة بمقر حزب التحرير بالخرطوم شرق، وإذا تعذر ذلك يمكنكم الدخول إلى موقع الحزب (بالانترنت) للوقوف على نشاط الحزب في كل العالم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان
انـتهى