رداً على.. ما هذا يا حزب التحرير
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
تحت هذا العنوان نشر الكاتب مؤمن الغالي في عموده (شمس المشارق) بصحيفة آخر لحظة رد الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان على مقالته (ما هذا يا حزب التحرير؟) ما يلي:
الأخ الكريم/ مؤمن الغالي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلعنا على مقالتكم الرقيقة، التي أمطرتنا فيها مدحاً بأسلوبكم الجذَّاب وأدبكم الجم، ثم كان لكم علينا عتاب بسبب رفضنا لاتفاقية التعاون بين السودان وجنوب السودان، فنرجو أن تسمح لنا بأن نعقب على بعض ما جاء في مقالتكم:
أولاً: لقد تساءلتم.. هل تدرون البديل لهذه الاتفاقيات الحتمي والمتوقع.. إنها الحرب بكل بشاعتها وهولها وأهوالها.. ونرد على ذلك بأن الاتفاقية التي ترى فيها سلاماً هي من ستجلب الحرب كما فعلت من قبل أختها (نيفاشا)؛ التي أفرزت حروب النيل الأزرق وجنوب كردفان ومن قبلهما دارفور، وما حدث بالأمس بمدينة كادوقلي من قتل الأبرياء عبر القصف بصواريخ كاتوشيا ليس ببعيد عنا.. ثم أن الحرب عندما تكون دفاعاً عن النفس أو لنصرة المستضعفين أو لمنع مخططات العدو الرامية لتفتيت البلاد، فإنها عندئذ تكون جهاداً مقدساً، يقول الله عز وجل: «وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا».. فبمثل هذا المنطق(السلام)أخي مؤمن فرَّط هذا النظام في جنوب السودان، ويسعى عبر هذه الاتفاقية في التفريط في أبيي وغيرها، وإن لم نكشف للأمة مخططات الغرب الكافر الحاقد الساعي لتمزيق بلادنا بشد أطرافها، ونكشف من ينفذون ويباركون هذه المخططات الإجرامية، فسينجح الغرب في مؤامراته، وسنكون نحن الخاسرين.
ثانياً: اتفاقية أديس أبابا مثلها مثل اتفاقية- الشؤم- نيفاشا لم تكن إرادة محلية، وإنما كانت إرادة أمريكية، وهنا نذِّكر بما قاله الدكتور قطبي المهدي- رئيس جهاز المخابرات السوداني السابق، القيادي البارز في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان لجريدة الشرق الأوسط الاربعاء 18 شوال 1433هـ 5 سبتمبر 2012 العدد «12335»:(الأفكار التي بنيت عليها اتفاقية نيفاشا أعدت في مراكز الدراسات الأمريكية، ووكالة المخابرات الأمريكية «CIA»، ووزارة الخارجية، ووزارة الدفاع، وقامت مباديء نيفاشا على الوثائق التي قدمتها، وتسمح تركيبة المنبر التفاوضي بالكثير من التدخلات ممن سموا أنفسهم شركاء الإيقاد، خاصة الأميركان والبريطانيين، واتبعت سياسة «الجزرة والعصا»، وتمت قيادة المفاوض السوداني إلى مسار غير صحيح، ثم نجحت العصا ولم نجد الجذرة، الممثلة في السلام، وأولوية الوحدة، والمساعدات، وتطبيع العلاقات مع أمريكا.. لقد استغفل الأمريكان السودانيين)، ثم خرجت علينا الحكومة وقتها بأن هذا سلام، وذات السيناريو يتكرر الآن.. وهذه الاتفاقية كما ذكرنا تريدها أمريكا من أجل إحياء دويلة الجنوب الفاضلة، لا لإعادتها مرة أخرى لحضن السودان، فكيف تكون المقارنة بين اتفاقيات التآمر وبين صلح الحديبية، الذي كان فتحاً مبيناً للدولة الإسلامية بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كان قبول النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم بهذا الصلح بوحي من الله سبحانه، وأنت قلت ذلك(وكان يعرف أن نهر الإسلام سوف يغمر كل مكان..)، وكانت هذه المعرفة أخي مؤمن وحياً من الله سبحانه، لأنه لا ينطق عن الهوى، (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ü إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى). أفيوحى لحكامنا اليوم ليقبلوا بتنفيذ مخططات العدو لتمزيق بلادنا وتفيتها؟!
ثالثاً: إن حزب التحرير ظل لما يقارب النصف قرن من الزمان؛ أي منذ ستينيات القرن الماضي يكافح سياسياً مخططات الغرب الكافر- بريطانيا ثم أمريكا بفصل جنوب السودان، في وقت كان يرى فيه كثير من الناس استحالة فصل الجنوب، وأن ما نقوله لا واقع له وتغريد خارج السرب ، حتى وقعت الطامة وانفصل الجنوب عبر اتفاقية «العار» نيفاشا، ولا يزال حزب التحرير يرى أن أرض الجنوب أرض إسلامية، وأن انفصالها، وكل الترتيبات التي سبقت الانفصال، والتي لحقت بعد ذلك لتثبيت هذا الانفصال.. هذا الانفصال باطل وغير ملزم لدولة الخلافة العائدة قريباً بمشيئة الله.
مع خالص ودنا وتقديرنا لكم
إبراهيم عثمان (أبو خليل) الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان
المصدر: صحيفة آخر لحظة