صحيفة آخر لحظة: حوار مع الأستاذ يوسف سلامة "الربيع العربي انتفاضة للأمة"
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
ينشر المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير المقابلة التي أجرتها صحيفة آخر لحظة مع الأستاذ يوسف سلامة ممثله لمؤتمر "طوق النجاة" العالمي الذي انعقد في السودان، مع بعض التصرف لغرض التصويب:
حوار مع الأستاذ يوسف سلامة في صحيفة آخر لحظة العدد (2786) بتاريخ السبت 2014/06/07م
عضو المكتب الإعلامي المركزي بحزب التحرير في حوار خاص
الربيع العربي انتفاضة للأمة ..
كثر الجدل حول منهج وسياسة حزب التحرير الداعي لعودة الأمة للخلافة الراشدة، وبالمقابل نرى أن الحزب يدعو لذلك بكل هدوء دون تعجل وبكثير من الصبر.. ولأن الدعوة للخلافة تشي بأن الحزب إسلامي.. إلا أن القيادي بالتحرير ومسؤول الإعلام يوسف سلامة فاجأني بالقول إنهم ليسوا حزباً إسلامياً، ولعلها حالة من استمرار الجدل فيما يلي التحرير الذي ينظر للغد وبشكل مختلف عن بقية الأحزاب سواء الإسلامية أو الواقفة على الضفة الأخرى من المشهد السياسي... الضيف التحريري شهد مؤتمراً لحزبه بالخرطوم وكانت سانحة للقاء به وإجراء هذا الحوار معه حول عدد من القضايا.
. نلوم الإسلاميين الذين وصلوا للحكم في مصر وتونس.. فهم من عرضوا أنفسهم للفشل.
. نعمل على إيقاظ الأمة الإسلامية من سباتها.. وحزبنا سياسي مبدؤه الإسلام.
. لا لفصل الدين عن الدولة.. ولا يصح أن يكون هنالك فصل بين السياسة والدين
الشيخ يوسف سلامة
لـ ((آخر لحظة))
حوار عيسى جديد:
حدثنا عن زيارتكم للسودان وماذا يعني مؤتمر طوق النجاة الذي عقد بالخرطوم من قبل حزبكم - التحرير؟
أنا ممثل المكتب الاعلامي المركزي لحزب التحرير لهذا المؤتمر وأعمل مهندساً معمارياً، وزيارتنا جاءت لحضور مؤتمر طوق النجاة بالخرطوم الذي نظمه حزب التحرير في السودان بالتعاون مع المكتب الإعلامي المركزي للحزب، ويشاركنا أيضاً إخوة من ولايات أخرى ومن المكاتب الإعلامية لحزب التحرير في البلدان التي حدثت بها ثورات الربيع العربي مثل تونس ومصر واليمن وسوريا، وطوق النجاة هو عنوان كبير لموضوع مهم وهو الإسلام والخلافة وقراءة ما حدث في دول ثورات الربيع العربي.
إذن كيف كانت قراءتكم لما حدث في دول الربيع العربي؟
الربيع العربي بالنسبة لنا في حزب التحرير هو انتفاضة لهذه الأمة وثورة على الظلم والقهر والاستبداد الذي حصل من هؤلاء الحكام الذين حكموا هذه البلاد، ونرى أن ما حدث بشائر خير على الأمة الإسلامية حيث قد انكسر حاجز الخوف عند الناس وهذا يضعنا على الطريق الصحيح. إن الأمة التي بدأت تتحسس طريقها لا يصح أن تبقى في هذا الذل والهوان الذي عاشت فيه ما يزيد عن تسعة عقود، وذلك منذ أن هدمت دولة الخلافة وقسمت البلاد الإسلامية إلى دويلات.
تقوم فكرة ورؤية حزب التحرير على تطبيق الخلافة الإسلامية.. هل ترى أنها قابلة للتطبيق على الأقل في هذا التوقيت؟
جيد.. لكن دعنا نصحح لك المعلومة بأنها ليست فكرة حزب التحرير، بل هي فكرة الإسلام أولاً، أو لنقل رسالة الإسلام، وهي تطبيق شرع الله على الأرض وتطبيق أحكام كتاب الله القرآن الكريم، فعندما أنزله الله سبحانه وتعالى على الأرض لم ينزله لنقرأه فقط على القبور، أو نضعه تمائم في الصدور، وإنما أنزله ليكون موضع التطبيق، ويلزم أن يكون فيه قيادة سياسية تطبق هذه الأحكام، لأن الأمة هي التي تملك السلطان، وتنيب عنها من يطبق هذه الأحكام، أحكام الله سبحانه وتعالى، وعندما أنزل هذا القرآن الكريم كان الرسول صلى الله عليه وسلم هو من يطبق هذه الأحكام، ثم قال في حديث له (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون، قالوا فما تأمرنا؟ قال فوا ببيعة الأول فالأول)، يعني هنالك تحديد لكيفية معالجة المسألة السياسية في الحكم في الإسلام، وهي أنه سيكون خلفاء ثم نفي ببيعة الأول فالأول، أي بمعنى عندما يأتي خليفة نبايعه وإذا انقضى أو عزل يكون هناك خليفة نبايعه وهكذا.. فتحديد هذا الحكم من الله سبحانه وتعالى لا خلاف فيه.
لكن هذه الدعوة منكم للخلافة لم تتحقق حتى الآن وغير منظورة وأنتم تدعون لها منذ سنين؟
هذا ما يقوله البعض! لكن ابتداء هو حكم الله سبحانه وتعالى، والمسألة أن الله سبحانه وتعالى فرض علينا أن نحكم بما أنزله علينا من أحكام وأن لا نتبع أهواءنا، والخطاب الذي وجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يكون خطاباً للأمة إذا لم يكن هناك دليل على أنه مخصص للنبي صلى الله عليه وسلم، هذه هي القاعدة الشرعية وهي قاعدة في الأصول معلومة.. إذن فعندما يخاطب الله سبحانه وتعالى رسوله "وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم..".. إذن المسألة أن من سيأتي بعده سيحكم بما أنزل الله، ونحن مطلوب منا أن نحكم بما أنزل الله، وهذه هي الكيفية التي وضعها حزب التحرير في أدبياته وفي دعوته، وصاغ الكتب التي تتعلق بهذه المسألة وجعلها القضية الأساسية المركزية للأمة الإسلامية وهي إعادة الخلافة الراشدة.
إذن وسط كل هذا التدافع الآن بين الأديان وحتى المعتقدات اللادينية والتي انتشرت في العالم ما هي وسائلكم لتوصيل مشروع الخلافة الإسلامية وسط موجة التصدي للإسلام.. بل وصمه بالإرهاب؟
هذا سؤال جيد وواقعي وفيه قراءة لما يحدث الآن.. لكن أود أن أقول إن فكرة الخلافة الإسلامية ليست لحزب التحرير وإنما للأمة الإسلامية فالأمة يجب عليها أن تنشر هذه الدعوة، وهي التي تحمل هذه الفكرة، ونحن في الحزب نعمل على إيقاظ الأمة من سباتها ودعوتها لحمل هذه الفكرة إلى أن يرتقوا بها.. وذلك بتعريف وتثقيف الأمة تثقيفاً جماعيا أو فردياً عبر الندوات والمحاضرات والمنشورات والكتب والحلقات العلمية عبر أعضاء الحزب.
على ذكر أعضاء الحزب لماذا اسم حزب التحرير؟
مؤسس حزب التحرير هو القاضي الشيخ تقي الدين النبهاني، وهو من شيوخ الأزهر النابهين.. وكان يعمل قاضياً في فلسطين بالقدس في محكمة الاستئناف، ثم عندما أسس الحزب تفرغ للعمل الحزبي، ومن ثم انتشر الحزب. أما الاسم فهو تحرير الأمة من الاستعباد الفكري والاستلاب الثقافي الذي أورثه لها الاستعمار والعودة بها إلى الأفكار الإسلامية.
إذن هل أنتم حزب عقائدي دعوي أم حزب سياسي؟
في تعريف الحزب عندما ننظر إليه تجده يقول إنه حزب سياسي مبدؤه الإسلام.
كيف تنظر لدعوة عدم الخلط بين السياسة والدين في الأحزاب وأنه يجب فصله أم هي محاربة الأحزاب ذات الصبغة الدينية في بعض البلاد العربية؟
هذا تسلط ضد الإسلام ولا يصح أن يكون هناك فصل ما بين السياسة والدين، فالدين من أصل السياسة، ففي الحديث الذي ورد (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء) أي أن الأنبياء كانوا يرعون شؤونهم بما يستقبلونه من الوحي، وما جاء في بقية الحديث أنه لا نبي بعدي.. إذن نحن نأخذ سياستنا وطريقتنا في العيش ورعاية الشؤون من خلال الأحكام الشرعية الواردة في الكتاب والسنة، لذلك نحن نقول السياسة به، والرسول عندما أقام دولة الإسلام أقامها دون أن يحمل سيفاً أو يقاتل أحداً.. وهذه الطريقة التي نعمل بها ونلتزم بها هي التي تمنع وتحرم كل داعٍ إلى حمل السلاح وارغام الناس.. وقد يحمل الناس السلاح دفاعاً عن عرض أو بلد في فلسطين أو سوريا.. هؤلاء يحملون كأفراد مسلمين لأننا مكلفون في بعض الأحكام أن نجاهد لكن من أجل الوصول إلى هذه الغاية.. هذا غير وارد ومخالف للأحكام.
الآن الإسلام السياسي تمت محاربته تماماً كما حدث للإخوان المسلمين في مصر وتونس والآن ليبيا والتجربة كانت فاشلة؟
الحقيقة إذا أردنا أن نتحدث عما حدث في مصر وتونس.. هي أننا نضع اللائمة على الجماعات الإسلامية التي وصلت إلى الحكم ولكنها لم تطبق الإسلام، وزد على ذلك أنهم لم يقبلوا تطبيق الإسلام، وللغنوشي تصريح يقول فيه إنه لن يضع في الدستور أي مادة تبين أن الشريعة هي مصدر من مصادر التشريع.. إذن هم من عرضوا أنفسهم للفشل من البداية وخاصة أن الأمة الإسلامية كانت تتوق للإسلام، وهي عندما تحركت في مصر وتونس صحيح أنها تحركت في البداية من أجل لقمة العيش وحياة أفضل لكنها عند صندوق الانتخابات انحازت للإسلاميين عندما أدركوا أن الإسلام هو الحل.. وبهذا أقول إن الإسلاميين وصلوا للحكم لكن الإسلام لم يصل..!!