بسم الله الرحمن الرحيم
طـفح الكيل
في يوم الأحد 13/01/2008م وصل حزب ( الأحرار) في هجومه الدنيء على الإسلام مستوى غير مسبوق، فلأول مرة تقدم المرشحة الرئيسية لحزب نمساوي ممثل في البرلمان على وصف رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام "بالتحرش الجنسي بالأطفال وبأنه كتب القرآن أثناء نوبات صرع كانت تنتابه". وفي يوم الاثنين توجت ذلك بزعمها أن الاعتداءات الجنسية على الأطفال أمر منتشر بين رجال المسلمين.
من الواضح أن هذه المرأة التي لم يتجاوز صيتها حدود مدينتها جراتس أرادت بهذه الإساءات أن تضع نفسها في صلب النشرات الإخبارية النمساوية من أجل "تلميع صورتها" عند ناخبيها. وحتى تهيئ لحزبها منطلقاً أفضل في انتخابات مجالس المحليات الأحد المقبل.
أما الهدف الأول فقد تحقق لها بالفعل، وأما الثاني فان نجاحها في إدراكه سيكون وصمة عار في جبين أهل جراتس.
وبعيداً عن حقيقة أن مقولات هذه المرأة غير صحيحة ولا تمثل إلا تشويها للإسلام يفيض حقداً ولا تستحق أي رد، إلا أنها تكشف طبيعة هؤلاء الناس الذين لا يعرفون وازعاً من ضمير ولا يترفعون عن استخدام أي وسيلة مهما كانت منكرة من أجل نيل مطامعهم السياسية.
وواضح أن البعض يحاولون بمثل هذه الهجمات على الإسلام خداع الناس في النمسا وصرف أنظارهم عن مشاكل المجتمع الحقيقية، والتي لا يملك لها حتى حزب (الأحرار) نفسه الحلول الحقيقية. ولذا يجري البحث عن كبش فداء يقدم للناس ويحمل مسؤولية تقصير السياسة وفشلها الذريع في العقود الماضية. والبعض يظن أنه قد وجد كبش الفداء هذا في الإسلام والمسلمين.
إن هذه الخطب المفعمة بالحقد تتساقط عند ارتطامها بجدار الإسلام الصلب دون أن تنال منه شيئاً. فالإسلام أقوى، وهو بعقيدته العقلية أصلب من أن يؤثر فيه طفح قاذورات من السباب من سياسية مغمورة لا وزن لها. ويتجلى في كل مرة صدق إخبار الله سبحانه وتعالى في القرآن عن أمثال الدكتورة فنتر: (لن يضروكم إلا أذى).
وإننا نسأل كل من يهمه هذا الأمر وكل عاقل في هذا البلد كيف سمحت هذه المرأة لنفسها أن تحرض على الإسلام بهذه الصورة الدنيئة، في بلد يدعي أنه يعترف بالإسلام ويحترم العقيدة الإسلامية ومعتنقيها؟ ألم يعد للحرية معنى في هذا البلد سوى إطلاق العنان لسب الإسلام ورسوله بهذه الصورة البذيئة؟
إن مجرد كون هذه الفئة تراهن على مثل هذه التصريحات لرفع أسهمها عند الناس وتحقيق مكاسب انتخابية ليطرح التساؤلات عن وضع الناس في هذا البلد. فحزب الأحرار قد مهد عن عمد لهذه الخطب الهجائية الحاقدة على الإسلام من أجل إيجاد حالة من الاستقطاب وجو من التوتر لتحقيق المكاسب السياسية بالاصطياد في الماء العكر.
وختاماً فإننا لا ندعو فقط المسلمين بل أيضا غير المسلمين من العقلاء وأصحاب الخلق أن يعبروا بكل الوسائل المباحة عن رفضهم لهذا التشويه الذي يتعرض له الإسلام. لقد آن الأوان لكي نضع حداً لهذه الإهانات المتكررة التي يتعرض لها الإسلام والمسلمون في هذا البلد.
المهندس شاكر عاصم
عضو ممثل لـحزب التحرير في البلاد الناطقة بالألمانية
التاريخ الهجري :8 من محرم 1429هـ
التاريخ الميلادي : الخميس, 17 كانون الثاني/يناير 2008م
حزب التحرير
البلاد الناطقة بالألمانية