المكتب الإعــلامي
الأرض المباركة (فلسطين)
التاريخ الهجري | 22 من رجب 1446هـ | رقم الإصدار: ب/ص – 1446 / 22 |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 22 كانون الثاني/يناير 2025 م |
بيان صحفي
أعداء الله يهود يعلنون عن حملتهم في الضفة الغربية لتأمين مستوطنيهم
فماذا فعلت السلطة الفلسطينية؟
ها هو مخيم جنين يعود ليكون بؤرة المشهد بعد غزة، مع أنه لم يغب عنه قبل العدوان على قطاع غزة ولا خلاله، ولكنه يعود ليعبر عن حال فلسطين بصورة أكثر وضوحاً وجلاء لملامح البلاء، وليعبر عن الحالة التي تردت إليها السلطة الفلسطينية التي تسحب عناصرها إلى مقراتها مع كل عملية عسكرية يقوم بها الاحتلال ضد أهل فلسطين.
فبعد أن أقدمت السلطة على الدور القذر تنفيذاً لإملاءات أمريكا ويهود في حصار مخيم جنين أكثر من 48 يوما، وقتال أهله في حملة آثمة أسمتها (حماية وطن!)، تلك الجريمة التي جندت لها كل مؤسساتها وإعلامها وذبابها الإلكتروني، وحشدت لها المنافقين والمصفقين ممن أعطوا التفويض على دم إخوانهم، ثم قبلت صفقة مع أهل المخيم تتزامن مع صفقة يهود في غزة، لتنقضها كما يفعل عادة أولياؤهم يهود في نقض العهود، وها هي كما هو دأبها تسحب عناصرها بعتادهم وسلاحهم وتخرج من محيط المخيم لتدخله قوات يهود تحت أنظار أجهزتها المنسحبة، ولسان حالهم يقول للسلطة وأزلامها: فشلتم في الاختبار وعجزتم عن قتل من نريد قتله في المخيم فاخرجوا أذلاء مدحورين حتى نقوم نحن بالمهمة، لتخرج السلطة بسلاحها وتترك جنين ومخيمها بمدنييه وعزله لآلة القتل اليهودية، لتضيف عشرة من الشهداء في حصيلتها الأولية، إلى العشرات ممن سبق جرحهم وقتلهم على يد إخوانهم تحت ذريعة "خارجين عن القانون"!
كل هذا يجري والضفة تقطع أوصالها بمئات من الحواجز والبوابات، تلك التي أحالت كل مدينة بل كل قرية، إلى سجن صغير، ولم يتبق للسلطة من مظاهر السيادة المزعومة إلا البطش بأهل فلسطين وانتهاك حرماتهم واستباحة أموالهم، ولكن رجالاتها لا يعقلون، وما زالوا لا يبصرون المصير الأسود الذي ينتظرهم، إما على يد أسيادهم عندما ينتهي دورهم، أو في محاكم الأمة التي ستحاسب من ظلمها وتواطأ مع عدوها عليها.
إن عدوان يهود على جنين مرة أخرى بعد عدوانهم على غزة ليبدي ما تكنّه صدورهم من حقد كبير، وعداوة شديدة للذين آمنوا، فنار غيظهم لم تنطفئ، بل زادها اشتعالاً ما لاقوه على أيدي مجاهدي غزة. ويكشف ما خططوا له من فرض وقائع جديدة في الضفة الغربية تمكنهم من توسيع مستوطناتهم، وحصر أهل فلسطين في كنتونات يمكن إغلاقها في أي لحظة، وجعل أهل فلسطين بين خيارين إما الاستسلام والعيش بذل تحت حرابهم، وسلطة ذليلة تعمل بأمرهم كذراع أمني لهم، والثاني تهجير من يستطيعون من أهل فلسطين بشكل مباشر أو غير مباشر.
يا أمة الإسلام:
سيبقى أهل فلسطين بدمائهم ونسائهم وأطفالهم وشيوخهم وأرضهم أرض الإسراء والمعراج (التي هي أرض الإسلام) وزراً تحملينه، ولا ترفعه صفقة غزة، ولا بطولات مجاهديها ولا صمود أهل فلسطين وصبرهم.
ستبقى الأرض المباركة وأهلها وزراً وحملا يثقل في الأعناق يوم القيامة لا يسقطه شجب الحكام، ولا بكاء الشعوب، ولا دعاء المساجد، ولا إعادة البناء ولا مدد بطعام أو شراب أو دواء أو أكفان.
ستبقى الأرض المباركة وأهلها وزراً وحملا يثقل يوم القيامة ما لم تكسري الحدود التي باعدت بينك وجعلتك أحاديث ومزقت بلادك كل ممزق.
ستبقى الأرض المباركة حملا ووزراً يثقل يوم القيامة ما لم تجهزي أيتها الأمة على أنظمة الضرار التي واطأت يهود في عدوانهم وظاهرت على أهل فلسطين بالحصار وخطوط الإمداد ومنعك ومنع جندك من نصرة إخوانهم، مع أن النصر بين أيديهم لو قاموا نصرة لله ورسوله.
ستبقى أرض الإسراء وأهلها وزراً وحملاً يثقل يوم القيامة، ما لم ترفع راية الجهاد وتعلو التكبيرات آفاق الزاحفين إلى فلسطين، فتفضي إلى موعود الله بالتحرير وتعيد بيت المقدس وأكنافه تحت سلطان المسلمين، وعقر دار الإسلام.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في الأرض المباركة فلسطين
المكتب الإعلامي لحزب التحرير الأرض المباركة (فلسطين) |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0598819100 www.pal-tahrir.info |
E-Mail: info@pal-tahrir.info |