بسم الله الرحمن الرحيم
حكم العمل مع هيئة التحرير الفلسطينية
الحمد لله الذي حبانا بنعمة الإسلام، وجعل مقياس أعمالنا الحلال والحرام. وصلى الله على سيدنا محمد الذي أرسله الله بالهدى، وجعله سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وبعد... فقد ثبت بما لا يقبل الشك أن الغاية من إيجاد هيئة التحرير الفلسطينية، التي يرأسها أحمد الشقيري، هي فصل الضفة الغربية عن الأردن، وإقامة كيان مستقل فيها، يكون دولة ثانية لا تحوى القدس ولا بيت لحم، وهذا العمل ولا شك تمزيق لبلد إسلامي إلى ثلاثة كيانات. دولة فلسطين، وكيان القدس المدولة، ودولة شرق الأردن، وهو عكس ما أمر الله به من وحدة البلاد الإسلامية، ومما جاءت الأحاديث الصحيحة بالنهي الجازم عنه.
وقد كان على هيئة التحرير - والقائمون عليها مسلمون - أن يعملوا ما يجب أن يعمله المسلمون، وهو هدم الكيان الأردني كله. ودمجه في بلد إسلامي آخر، كمصر أو كالعراق أو كسوريا مثلاً، لا أن يمزقوه إلى ثلاثة كيانات أحدها القدس المدولة تحت يد الكفار. لذلك كانت غاية هيئة التحرير هذه هي ارتكاب إثم كبير، والقيام بفعل حرام، والإقدام على إجرام فظيع. ومن هنا كان حراماً على كل مسلم أن ينتسب لهذه الهيئة، وكان حراماً عليه أن يشتغل معها لهذه الغاية ولو بأجر، وكان حراماً عليه أن يتبرع لها بالمال أو بالجهد أو بأي شيء، وكان حراماً عليه أن يبذل لها أية مساعدة، وكل من يفعل شيئاً من ذلك فقد عصى الله، وعصى رسول الله، ﴿وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾.
التاريخ الهجري :15 من شـعبان 1384هـ
التاريخ الميلادي : السبت, 19 كانون الأول/ديسمبر 1964م
حزب التحرير