بسم الله الرحمن الرحيم
الاحتفال بالمناسبات الوطنية احتفال بمناسبات استعمارية
أمس احتفل عشاق الكيان اللبناني والمتاجرون به بما يسمى "عيد الاستقلال". كثير من المحتفلين احتفلوا على قاعدة التكاذب والنفاق في التوافق على الولاء الوطني، والحقيقة أن مكونات لبنان متعددة الولاءات، ومعظمها تدين بالولاء للطائفة، سواء أكانت الطائفة مقتصرة في امتدادها على الجغرافيا اللبنانية أم كانت عابرة للحدود.
ونحن بوصفنا ندين بالولاء للأمة الإسلامية التي لا تعترف بالحدود الجغرافية ولا القومية ولا الوطنية ولا الطائفية ولا المذهبية، لا نُجيز لأنفسنا، ولا لغيرنا، المشاركة في حفلة التكاذب اللبنانية التقليدية منذ 73 سنة.
وعليه يهمنا التذكير بحقيقة تاريخية هي الأهم في واقع لبنان:
إن ما يسمى لبنان اليوم، والذي أنشئ سنة 1920م، لم يكن له وجود قبل ذلك التاريخ، ولطالما كان - ولا يزال - جزءاً من بلاد الشام التي أصبحت جزءاً من دار الإسلام منذ عهد أمير المؤمنين الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أي منذ أكثر من 14 قرناً من الزمن.
أما غيرها من الحقائق التاريخية التي لا يتسع المجال لذكر تفاصيلها، ويعرفها أصغر طالب يدرس التاريخ في المدارس الرسمية اللبنانية، فإنها تلك التي تنطق بمجملها على نحو صارخ بأن الكيان اللبناني هو صناعة استعمارية، وبالتحديد فرنسية - بريطانية (ويعلم القاصي والداني أنه بلد قائم بالتوازنات الدولية والإقليمية والطائفية المقيتة)، قام الانتداب الفرنسي بإنشائه وإنشاء دستوره الفرنسي والإشراف على انتخاباته، ومن ثم قامت بريطانيا برعاية الزعماء وإعلانهم الاستقلال، ثم انتقل لبنان من الرعاية البريطانية إلى الرعاية الأمريكية بشكل فعلي أواسط الثمانينات مع محاولات حثيثة قبل ذلك، هذه الرعاية التي تَكِلُه تارة إلى مصر وأخرى إلى سوريا وأخيراً إلى إيران.
أيها المسلمون:
إن الاحتفال بالأعياد الوطنية، في لبنان وفي أي بلد من بلاد المسلمين، هو احتفال بالكيانات التي أقامها الكافر المستعمر في بلادنا على أنقاض دولة الخلافة، دولة الأمة الإسلامية، واحتفال بالحدود المشؤومة التي أنشأتها اتفاقيات سايكس - بيكو وسان ريمو وأخواتها ومزقت بها بلاد المسلمين، واحتفال بدساتير علمانية فرضوها على بلادنا بعد إقصاء الشريعة الإسلامية التي كانت دستور الأمة وثوابتها التي ترعى شؤونها.
وهو تحول عن الولاء الذي فرضه الله تعالى على المؤمنين بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ﴾ وقوله عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾، إلى جعلِ الولاء للوطنية المفصَّلة على قياس الحدود المصطنعة التي رسمها سايكس وبيكو وأضرابهما من مندوبي دول الاستعمار الأوروبي، فهو احتفال بما يسخط الله تعالى ورسوله.
والواجب على المسلمين في لبنان وعلى الأمة الإسلامية عامة بدل الاحتفال بهذه المناسبات الأليمة المخزية، أن تعمل على تقويض الكيانات الكرتونية التي أقامها الاستعمار في بلادها وإقامة كيان الإسلام، دولة الخلافة الراشدة التي تستأنف الحياة الإسلامية، وتحطم الحدود السياسية المصطنعة، وتوحد بلاد المسلمين، وترعى الشؤون بشرع الله، لنعود إلى سابق عهدنا، أقوى دولة في العالم، وحمَلَة الهداية والريادة الحضارية إلى العالم بأسره.
﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ﴾
التاريخ الهجري :23 من صـفر الخير 1438هـ
التاريخ الميلادي : الأربعاء, 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2016م
حزب التحرير
ولاية لبنان
2 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا
-
أدامكم الله سندا لخدمة هذا الدين .. وسدد رميكم وثبت خطاكم .. ومكنكم من إعلاء راية الحق راية العقاب خفاقة عالية .. شامخة تبدد كل المكائد والخيانات والمؤامرات.. اللهمّ آمين، إنه نعم المولى ونعم النصير..