بسم الله الرحمن الرحيم
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ﴾
(مترجمة)
لقد تعرض نفيد بوت الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية باكستان للاختطاف على يد الأجهزة الأمنية في 11 أيار/مايو عام 2012. وحتى الآن، وبعد مرور أربع سنوات، ما زال نفيد مختطفًا لا يُعلم عنه شيء، حتى إنه قد حُرم من المحاكمة أمام القضاء، شأنه شأن مئات "المفقودين". لقد اختُطف نفيد بوت لا لشيء إلا لأنه كان داعية بارزاً على الصعيد المحلي من أجل عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. ويتم الإبقاء على نفيد مخفيًا لأن النظام غير قادر على دحض الدعوة إلى الإسلام الصادقة بالحجة والدليل.
وهكذا، فإن النظام قد أسس لضعفه من خلال التخلي عن العدل ولجأ بدلًا من ذلك إلى وحشية متغطرسة، كغطرسة ووحشية النمرود وفرعون وقريش... وتمادى النظام في غطرسته، فقام بإجراء حملة مستمرة ضد حزب التحرير من خلال اعتقال شبابه في جميع أنحاء البلاد، وقد تعرضوا إلى تعذيب شديد بما فيه تعريضهم للصدمات الكهربائية والضرب بلا رحمة.
إن هذه الإجراءات الوحشية حيال الدعوة إلى تطبيق أحكام الإسلام هي ما يقوم به النظام على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ﴾ [المائدة: 45]. إن هذا هو رد النظام على الدعوة إلى إعادة إقامة الخلافة حتى يتمكن المسلمون من إعطاء البيعة إلى خليفة راشد، وذلك على الرغم من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: «وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً». إن هذه الإجراءات تمثل رد النظام على تطلع الأمة الراسخ نحو دولة الخلافة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ» (رواه أحمد).
هذا إذن هو موقف النظام الوحشي ضد حملة الدعوة إلى الإسلام الصادقين المخلصين، وذلك على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾ [البروج: 10]، وعلى الرغم من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: «ومن عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة» (أخرجه الحاكم عن معاذ بن جبل).
وعلاوة على ذلك، فإن الغطرسة تعمي صاحبها، وتشل تفكيره، وبالتالي فإن النظام ما زال لا يرى أنه قد ضرب قدميه بمطرقة من خلال إعلانه حربًا مفتوحة ضد الإسلام، في بلد إسلامي ارتوت أرضه بدماء أجيال من الشهداء، وفي دولة قد تأسست باسم الإسلام! في الحقيقة، إن عدوانه المفتوح والصريح ضد الإسلام لم يَزِدْ حزب التحرير إلا تصميمًا، وقد أصبحت دعوته الصادقة موضع الاهتمام والتأييد. والمستقبل هو للمؤمنين، وطغاة اليوم يعجلون فقط من إذلالهم، تمامًا كما حصل مع من سبقهم من المتغطرسين نمرود وفرعون وقريش، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ﴾ [المجادلة: 20]
أيها المسلمون في باكستان!
لا ينبغي الخوف من الطغاة لأن الطغيان دائمًا ما يتحطم على صخرة الإيمان كما كان يحصل دائمًا عبر مختلف العصور. وإن حزب التحرير يعمل في الأمة ومعها لقيادتها ويدعونا لنرفع أصواتنا عاليًا دون أي خوف أو تعب كما يفعل شبابه. في الحقيقة، نحن في ابتلاء وامتحان حتى لو التزمنا الصمت أمام الظلمة الغاشمين، لذلك يجب علينا ألا نخشى أي تضحية في سبيل إزالة الظالم، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ [التوبة: 126]. ويجب ألا نخشى بطش الظالمين، سواء أكان ذلك بالاضطهاد والاعتقال والتعذيب أو حتى الاستشهاد، لأننا نؤمن بقول الله سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة: 51]. ويجب علينا أن نعلم أن الشجاعة لا تقلل من أعمارنا أو أرزاقنا، كما أن التقاعس لا يطيل فيهما. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ رَهْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ إِذَا رَآهُ أَوْ شَهِدَهُ فَإِنَّهُ لَا يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ وَلَا يُبَاعِدُ مِنْ رِزْقٍ» (رواه أحمد)
أيها المسلمون في القوات المسلحة الباكستانية!
إن الرجال مثل نفيد ليسوا مفاجأة أو استثناء بالنسبة لكم، لأن الإيمان قد اختلط بهذه الأرض فجعلها خصبة بالرجال والشجاعة والإقدام. فأنتم جيش إسلامي يعلم جيدًا أن الإيمان يدفع المسلم للوقوف ضد الظالم، ولا يخشى أحدًا إلا الله، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [التوبة: 13]، ويقول سبحانه: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الأنفال: 25]. ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ النَّاسَ إَذا رَأوُا الظَّالِمَ فَلمْ يَأْخُذُوا عَلى يَدَيْهِ أوْشَكَ أن يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بعِقَاب» (رواه أبو داوود والترمذي وابن ماجه).
إلا أنكم أكثرنا حملًا ومسؤولية لأن الله سبحانه وتعالى سيحاسبكم عمّا يعمل الظلمة حكام باكستان لأنكم أهل النصرة وتملكون القدرة المادية للقضاء على حكم الكفر والطغمة الظالمة وإقامة حكم الإسلام في غضون ساعات. وإن عودة الخلافة على منهاج اليوم متعلقة في رقابكم ويتوجب عليكم إعطاء النصرة لحزب التحرير بقيادة أميره العالم البارز ورجل الدولة الشيخ عطاء بن خليل أبي الرشتة. وأما من لم يتقدم للعمل منكم لإقامة الخلافة حتى الآن فيجب أن ينضم للعمل فوراً دون تأخير، ذلك أن العمل لإقامة الخلافة ليس في بداياته وإنما هو في مراحله الأخيرة. فسارعوا أيها الإخوة وأنتم تعلمون أنه لن يصيبكم إلا ما كتب الله لكم وأن المؤمن لا يخشى أحدًا إلا الله سبحانه وتعالى.
التاريخ الهجري :24 من جمادى الأولى 1437هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 04 آذار/مارس 2016م
حزب التحرير
ولاية باكستان
4 تعليقات
-
صدق الله العظيم إذا قال :
﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾
نسأل الله أن يفك أسر أخينا نافيد بوت و أن ينتقم لنا من كل من ظلمنا و يخلصنا من هؤلاء الحكام العملاء الذين يبيعون دينهم بدنيا غيرهم -
حسبنا الله ونعم الوكيل
-
اللهم أبرم لهذه الأمة أمراً رشداً يُعز فيه أهل الطاعة، ويهدى فيه أهل المعصية، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء